خبراء أمن أوروبيون: السلطات الأميركية اختلط عليها الأمر وخلطت بين أبو الفرج وأنس الليبي

TT

قالت مصادر أمنية في اوروبا ان السلطات الاميركية اختلط عليها الامر عند الاعلان عن اعتقال ابوالفرج الليبي المشتبه في انه الرجل الثالث في تنظيم «القاعدة» والمتهم بالتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة وبريطانيا، وظنت انه انس الليبي قيادي «القاعدة» الذي كان يعيش في مانشستر بانجلترا والمتهم في تفجير سفارتي اميركا في شرق افريقيا. وقالت جين تشارلو بيسادر خبيرة مكافحة الارهاب الفرنسية ان ابوالفرج الليبي يحتل مكانة متقدمة في الصف الثاني لـ«القاعدة» وليس مدير عمليات تنظيم بن لادن، كما اشاعت المخابرات الباكستانية الاسبوع الماضي، وهو رأي يتفق مع ما ذكره اصوليون في بريطانيا واحدهم اسلامي ليبي يعرف ابوالفرج عن قرب.

واشارت الخبيرة الفرنسية ان ابوالفرج الليبي يعتبر قائدا محليا كانت مهمته التنسيق بين «القاعدة» والمنظمات الاصولية في باكستان. وقال خبراء اوروبيون في مكافحة الارهاب ان اهمية ابوالفرج لا تأتي بمكانة ايمن الظواهري نائب بن لادن او خالد شيخ محمد منسق هجمات سبتمبر (ايلول) 2001 الذي اعتقل في مارس (اذار) 2003. واعلنت باكستان الاربعاء الماضي انها القت القبض على الليبي (40 عاما) قبل يومين عقب اشتباك مسلح وجيز مع رجال الأمن الذين اوقفوه بينما كان على دراجة نارية في مدينة مردان الشمالية الغربية النائية. كما ان ابوالفرج الليبي على رأس قائمة المطلوبين لدى السلطات الباكستانية وربما يواجه عقوبة الموت على محاولاته لاغتيال مشرف في ديسمبر (كانون الاول)2003 . واعتقل ابوفرج الليبي واحد مساعديه بينما كان متوجها على دراجة نارية من مخبأ مجاور لمردان كان قد تعرض لغارة في وقت سابق، لينتقل الى مخبأ اخر، حسب شاهد عيان، وتم التأكد من دور ابوالفرج في التنظيم مع القاء القبض في يوليو (تموز) 2004 على خبير المعلوماتية الباكستاني نعيم نورخان والتنزاني احمد خلفان غيلاني اللذين تتهمهما واشنطن بالضلوع في الهجومين اللذين استهدفها في سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 .

وقال خبراء في شؤون مكافحة الارهاب في اوروبا ان ابوالفرج الليبي لا يوجد اسمه على قائمة اخطر المطلوبين ارهابيا على موقع المباحث الاميركية التي يتصدرها بن لادن او قائمة مكافأة من اجل العدالة التي تتبع الخارجية الاميركية. وكانت باكستان قد رصدت الشهر الماضي 20 مليون روبية نحو 196 الف استرليني لمن يرشد عن مكان وجود ابوالفرج الليبي. ويبلغ ابوالفرج من العمر نحو 40 عاما، وهو متزوج من سيدة باكستانية ويتحدث اللغتين العربية والاوردو، ويعاني من بثور جلدية في الوجه. ويعتقد ان ابوالفرج الليبي يختبأ حاليا في الشريط الحدودي بين باكستان وافغانستان.

وقال خبراء بريطانيون انه بالرغم من ان المخابرات البريطانية لديها تسجيلات هاتفية لمكالمات اجرها الليبي مع اصوليين في بريطانيا، الا ان العمليات الارهابية المؤكدة المنسوبة اليه هي تدبيره محاولتين لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وقال مسؤولون أمنيون في اوروبا ان الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس عندما اشادا باعتقال الليبي ووصفاه بانه نصر كبير في «الحرب على الارهاب» ربما كانا يتحدثان عن انس الليبي وليس ابوالفرج الذي لا يمثل اهمية كبيرة على لوائح المطلوبين اميركيا ارهابيا لان اسمه غير موجود فيها. ويعتبر انس الليبي أحد كبار مساعدي اسامة بن لادن الذي يتزعم شبكة «القاعدة»، والمدرج اسمه على قائمة 22 مطلوباً للولايات المتحدة بعدة تهم منها ضلوعه في تفجير السفارتين الأميركيتين في افريقيا عام 98، وتهمة مشاركته في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس المصري حسني مبارك في اديس أبابا عام 95 .

واستخدم ابوانس الليبي عدة اسماء منها انس السباعي ونزيه عبد الحميد الرغي، وهو من مواليد طرابلس30 مارس (آذار) 1964. واشار موقع «المباحث الاميركية» الى ان انس الليبي كان طالبا للجوء السياسي في بريطانيا قبل هربه الى افغانستان، وعثرت الشرطة البريطانية على وثيقة ارهابية تحمل عنوان «دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت» تتناول تفاصيل للمقاتلين حول استخدام المتفجرات وتعذيب الضحايا. وانس الليبى متهم في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) 1998 . ويقول الادعاء الأميركي ان انس الليبي تولى تصوير مقر السفارة الاميركية في نيروبي سنة 1993، وقال ان هذا الليبي مختص بالتجسس والمراقبة وبارع في الكومبيوترات. وقدم الادعاء الاميركي ايضا دليلا من180 صفحة كانت سلطات الأمن البريطانية قد صادرته من أحد الناشطين الأصوليين الليبيين يعتقد أنه على علاقة قوية بتنظيم بن لادن، ويشرح هذا الدليل الذي يحمل عنوان «دراسات عسكرية في الجهاد» لأفراد التنظيم والأساليب العسكرية المختلفة، إضافة الى المحاذير الأمنية التي يتطلب عليهم اتباعها من أجل القيام بعملياتهم بدقة وأمان. ويأتي القبض على ابوالفرج الليبي في اطار سلسلة من عمليات الاعتقال التي قامت بها السلطات الباكستانية منذ تحالف مشرف مع الولايات المتحدة عقب هجمات 11سبتمبر.