كرزاي: معظم الأفغان يؤيدون علاقات أمنية طويلة مع أميركا

TT

كابل ـ رويترز: قال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني ان معظم الافغان يؤيدون مسعى الرئيس حميد كرزاي لإقامة علاقات أمنية طويلة الأجل مع الولايات المتحدة، وذلك عقب اجتماع ضم اكثر من الف من زعماء القبائل والقادة الإقليميين.

وأثارت مسألة إمكان منح الولايات المتحدة قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان جدلا واسعا في الدولة ذات التاريخ الطويل في مقاومة التدخل الأجنبي وفي منطقة تتنافس فيها القوى الكبرى منذ امد طويل على النفوذ.

وكانت العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة من بين القضايا الرئيسية التي أثارها كرزاي مع ممثلي القوى الوطنية الذين دعاهم لإجراء محادثات أمس. وقال جاويد لودين المتحدث باسم كرزاي في مؤتمر صحافي عقد عقب الاجتماع «خلصنا مناقشات اليوم (أمس) إلى ان الشعب ككل يتخذ موقفا ايجابيا بشأن هذه المسألة، واعتقد ان المواطنين يفكرون عموما بنفس الطريقة التي توقعناها».

وقال لودين ان كرزاي سيناقش العلاقات الاستراتيجية بين أفغانستان والولايات المتحدة عندما يلتقي مع الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارة يقوم بها للولايات المتحدة هذا الشهر.

وأثيرت مسألة إقامة قواعد دائمة في أفغانستان في فبراير (شباط) عندما قال السناتور الأميركي جون مكين خلال زيارة لأفغانستان إنها ستكون في صالح الأمن الإقليمي وأمن الولايات المتحدة.

وأيد كرزاي فكرة القواعد الدائمة على ما يبدو، وقال وزير الدفاع الأفغاني ان أفغانستان ترغب في إقامة «ترتيبات دائمة» مع الولايات المتحدة.

بيد ان الاقتراح لاقى بعض المعارضة في تعليقات الصحف وفي أوساط الرأي العام. وتجنب كرزاي تقديم رد واضح بشأن هذه المسألة قائلا انه سيطلب من بوش حماية أمنية طويلة الأجل لأفغانستان.

وتقول الولايات المتحدة إنها تريد الحيلولة دون ان تصبح أفغانستان «بيئة خصبة للإرهابيين». كما ان لأفغانستان أهمية استراتيجية بالنظر الى حدودها المشتركة مع إيران وقربها من روسيا والصين.

وعقد الاجتماع الذي ضم زعماء القبائل وشيوخ العشائر الأفغانية وممثلين عن المناطق والجماعات العرقية في القصر الرئاسي الذي يخضع لحماية مشددة، ولم يسمح بالحضور إلا لبضعة مندوبين لوسائل الأعلام الرسمية.

وتجمع المندوبون في المجلس التقليدي المعروف باسم اللويا جركا الذي اقر دستورا للبلاد في أوائل عام 2004 هو اقرب هيئة الى شكل البرلمان في أفغانستان إلى ان يتم تشكيل جمعية وطنية بعد الانتخابات التي ستجرى في 18 سبتمبر (أيلول).

وقال لودين ان الرئيس لا يحتاج إلى موافقة البرلمان كي يبرم اتفاقا مع أي دولة أخرى.

وأضاف «ما يعتبره الرئيس ضروريا سيجرى على هذا النحو».

وتابع ان «إقامة مشاركة استراتيجية طويلة الأجل» مع الولايات المتحدة ستشمل العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية، مشيرا إلى ان أفغانستان في حاجة إلى هذه المشاركة إلى ان تتمكن من الاعتماد على نفسها.

وأطاحت قوات أميركية وقوات المعارضة الأفغانية بحركة طالبان من حكم أفغانستان أواخر عام 2001.

وتتولى الولايات المتحدة قيادة قوة أجنبية تتألف من حوالي 18300 جندي معظمهم من الأميركيين تخوض قتالا ضد متمردي طالبان وتلاحق قادة طالبان و«القاعدة» بما في ذلك إسامة بن لادن.

ولا يمانع كثير من الأفغان في ان توفر القوات الأميركية الأمن في البلاد إلى ان يتمكن الجيش الأفغاني من ذلك، لكن الشكوك تراود الكثيرين بشأن القواعد الدائمة.