خلاف بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية حول تضمين «البسملة» في مسودة الدستور الانتقالي

TT

اندلع جدل واسع بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان حول تضمين عبارة «بسم الله الرحمن الرحيم» في مسودة دستور انتقالي للبلاد تقوم بإنجازه مفوضية مثيرة للجدل تقاطع اعمالها معظم احزاب المعارضة السودانية. وقال مسؤول حكومي في المفوضية، ان الخلاف حسم امس «وتم الاتفاق على نص اصبح جزءا من المسودة»، فيما وعد مسؤول في الحركة الشعبية بتطورات «مدهشة» لجهة تنفيذ اتفاق السلام الموقع بين الطرفين في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكان منسوبون في الحركة الشعبية بالمفوضية أبدوا غضبهم من وجود البسملة في مسودة الدستور المعروضة الآن للنقاش والتمحيص قبل اجازتها، وطالبوا بحذفها أو اضافة العبارات المماثلة لها في معتقدات غير المسلمين، واشترطت الحركة سحب «البسملة» من المقدمة مراعاة واحتراما للمعتقدات الاخرى، وذلك التزاماً بالاتفاق الذي تم بين لجنة مشتركة أعدت المسودة في نيروبي في فبراير(شباط) الماضي.

وفى تصريحات صحافية امس، قال الدرديري محمد احمد الناطق الرسمي باسم مفوضية الدستور ان«موضوع البسملة قد حسم وتم الاتفاق على نص اصبح جزءا من مسودة الدستور»، وأضاف «لا يوجد فصل بين الدين والدولة في اتفاق السلام ومسودة الدستور، ونفى وجود خلافات برزت في اعمال المفوضية» بدليل تقدم عمل اللجان التي انبثقت عن المفوضية لإنجاز المهمة العسيرة، وحسب الدرديري فان المرحلة المقبلة هي للتحول الدستوري والديمقراطي، وشدد ان«من يظن وجود تحول ديمقراطي حقيقي بدون شرعية دستورية واهم».

وشدد الدرديري أن عدم الاعتراف بالاتفاقية والدستور يعني عدم التأصيل لممارسة العمل السياسي. وتساءل كيف لأية جهة أو حزب لا تعترف بنظام دستوري معين ان تتوقع إتاحة ذلك النظام الفرصة لها للعمل من داخله، ونبه الدرديري الى ان حرمان القوى الرافضة لا يحتاج لإيراد نص في الدستور لأنه موجود بالاتفاقية، وقال ان ما جاء بالمسودة عن تشكيل الاحزاب يخضع الآن للمداولة بواسطة الاعضاء المفوضين.

من ناحيته، وصف ياسر عرمان المتحدث الرسمي باسم المفوضية «عن الحركة» النقاش داخل اللجان الخمس المعنية بدراسة الدستور بـ«الحيوية»، واعترف بوجود خلافات وتباين في الآراء ووجهات النظر، وكشف في الخصوص عن بروز نحو 40 مقترحا للتعديل في جوانب لغوية وصياغة ومحتوى من خلال المناقشات في احدى اللجان.

كما كشف عرمان في تصريحاته امس انه خلال الشهرين المقبلين ستكون هناك احداث كثيرة متتالية بشكل يومي وعلى شتى المستويات في طريق تنفيذ الاتفاق، ووصف تلك الاحداث التي لم يفصح عن تفصيلاتها بانها «ستصيب الناس بالدهشة»، وأوضح الناطق باسم الحركة في اتصال هاتفي أجراه زعيم الحركة الشعبية جون قرنق امس بأعضاء حركته في الخرطوم جدد فيه اهتمامه بضرورة انجاز الدستور الانتقالي وبالتالي ضرورة العمل بجدية لتنفيذ اتفاق السلام والتحول الديمقراطي. وكشف ياسر عرمان عن لقاء تم اول من أمس بين وفد الحركة الشعبية وممثلي المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور الترابي بغرض الاعداد لاجتماع موسع مع قيادة المؤتمر الشعبي بغية الوصول الى تفاهم مشترك حول صياغة الدستور والتحول الديمقراطي.

وكشف عن اتصال جرى مع محمد عثمان الميرغني زعيم التجمع السوداني المعارض بهدف تحديد مواعيد قاطعة لاجتماعات القاهرة والوصول لاتفاق مع التجمع الوطني باعتباره قوة مهمة في دعم السلام الشامل والتحول الديمقراطي، وقال ان الاجتماع سيتم قريباً.