«نعيش في أصعب الاوقات و في أصعب الاماكن».. بهذه العبارة اختصر مفتي بلغراد الشيخ يوسف سباهيتش رده على سؤال «الشرق الاوسط» عن أوضاع المسلمين في صربيا اليوم «التي يتعرض المسلمون فيها للاضطهاد من قبل قوم لا يعرفون سوى الكراهية لكل ما هو إسلامي.. هدموا في بلغراد فقط أكثر من 200 مسجد وهجروا مئات الآلاف من المسلمين، وقبل عام واحد فقط وبعد أحداث باميان ببضع سنوات هدموا الآثار العثمانية في بلغراد، لكن ذلك لم يثر ضجة دولية كالتي أثارتها عملية هدم الآثار البوذية في باميان الافغانية على يد حركة طالبان، وفي مارس (آذار) الماضي حرق الصرب مسجد البيرق وهو الوحيد المتبقي في بلغراد».
وعن ابرز المشاكل التي يواجهها المسلمون، أوضح المفتي سباهيتش :«لا بد أن أقول إن أوضاعنا لم تتغير، بل هي أصعب مما كانت عليه في السابق، وأكثر مشاكلنا هي الحريات وحق العمل، وهما قيمتان محروم منهما المسلمون في صربيا، ونحن في حاجة ماسة لأن نكون آمنين من الخوف ولدينا موارد للعيش». واضاف «إلى حد الآن لا توجد للمسلمين مقبرة خاصة بهم، ففي بلغراد لوحدها 200 ألف مسلم، وإذا كان هذا الوضع في بلغراد ففي المناطق الاخرى أشد صعوبة.. وعدنا رئيس الوزراء الصربي العام الماضي بإعادة بناء جامع البيرق ولكن تلك الوعود لم تنفذ ولا نخالها ستنفذ رغم إنها من أولى مسؤوليات الدولة تجاه الاقلية المسلمة في البلاد».
وقال المفتي إنه لا يرى أي بارقة في تحول الموقف الصربي من المسلمين في البلاد. وعبر عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين البوسنة وصربيا وقال :«نأمل أن تكون العلاقات جيدة بينهما وقد يحمل المستقبل الكثير من التعاون، خصوصاً في حال تم انضمام البوسنة وصربيا الى الاتحاد الاوروبي وعندها سنكون سعداء جدا».
من جهة أخرى، وبعد يومين من احتفال المسلمين في البوسنة اول من أمس بالذكرى الـ11 لهدم مسجد بنيالوكا التاريخي، الذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس عشر وفجره الصرب في 7 مايو (ايار) 1993، اعتقلت الشرطة في مدينة برنيافور (شمال البوسنة) 3 أشخاص يشتبه في أنهم وراء الاعتداء الذي تعرضت له مقبرة يدفن المسلمون فيها موتاهم في المدينة، حيث تم تحطيم شواهد 26 قبرا يعود بعضها إلى 211 سنة.
وقال ميلوفان فاسيتش قائد الشرطة في برنيافور لـ«الشرق الاوسط» «لا تزال التحقيقات جارية معهم.. وستكشف عما إذا كان عملا فرديا أو مدبرا من جهة ما». وقال الشيخ تشاتشيف تشيشمان مسؤول الائمة في برنيافور «هذه المرة الرابعة التي تتعرض فيها المقبرة للاعتداء.. إن البوشناق المسلمين في المدينة يأملون في مستقبل أفضل من خلال كشف الجناة ومحاكمتهم وإقامة علاقات جيدة بين جميع السكان بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية».