إيقاف قس بولندي بسبب مزاعم عن تجسسه على البابا يوحنا بولس الثاني

TT

بنديكتوس السادس عشر يقدم غصن الزيتون إلى بروتستانت فرنسا وارسو ـ الفاتيكان ـ باريس ـ دب أ ـ رويترز: أعلن الفاتيكان أنه تقرر اول من أمس إيقاف قس بولندي عن العمل بصورة مؤقتة بسبب مزاعم عن تجسسه على مواطنه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني لحساب جهاز الشرطة السرية إبان العهد الشيوعي في بولندا.

وعلى مدى ربع قرن عمل الاب كونراد هيجمو وهو راهب من الدومينيكان كرئيس لبيت الضيافة في روما (بيت الحجاج) حيث كان يعهد إليه باستضافة الحجاج البولنديين الذين يزورون الفاتيكان.

ويأتي قرار إيقاف القس البولندي في أعقاب المحادثات التي أجراها الفاتيكان مع الرئيس الاعلى للمؤسسة الدينية في الدومينيكان الاب ماسيج زيمبا والذي زار روما نهاية الاسبوع الماضي للتعامل مع الاسرار المتعلقة بعملية التجسس المزعومة للقس البولندي والتي كشفها معهد الذكريات الوطنية المرموق في بولندا.

وقد اعترف هيجمو بأنه ربما كان نقل معلومات على نحو غير متعمد إلى مواطن ألماني تردد أنه عميل شيوعي يعمل لدى شبكة تجسس ألمانية بيد أنه نفى أن يكون قد ارتكب أي أخطاء.

ولكن الاب زيمبا قال السبت إن محادثاته مع هيجمو وعدد آخر من المطلعين على خفايا الفاتيكان أوحت بأن القس ربما يكون عمد إلى التلاعب ونقل الاسرار.

من جهة اخرى، قدم البابا بنديكتوس السادس عشر غصن الزيتون الى بعض من أشد منتقديه أمس باعثا برسالة ود الى الكنيسة البروتستانتية في فرنسا وقائلا انه يريد أن يعمل نحو وحدة كل المسيحيين. والرسالة التي رفعها الى المجمع الكنسي للكنيسة الاصلاحية في فرنسا في مدينة ايكس ـ ان ـ بروفينس بجنوب البلاد أول ملحوظة ترسل من البابا الى الاجتماع السنوي للكنيسة الفرنسية وقوبلت بدهشة واستحسان كما ذكرت وسائل الاعلام المحلية.

وكان الاتحاد البروتستانتي الفرنسي الذي تعتبر الكنيسة الاصلاحية أكبر عضو فيه يمثل استثناء بين من يطلبون للبابا التوفيق في منصبه الجديد بعد انتخابه في 19 ابريل (نيسان) عندما أبدى صراحة مخاوف متعلقة به ومطالبا بوجود «دلالة على الانفتاح الكنسي». وتحدث عن رفضه للطائفة البروتستانتية ووصفها بأنها «كنائس غير لائقة» في بيان رسمي عام 2000 عندما كان الكاردينال جوزيف راتسينجر المشرف العقائدي في الفاتيكان.

وقالت رسالة الفاتيكان الى المجمع الكنسي ان البابا «يحيي بود كل المشاركين في كنيسة فرنسا الاصلاحية». ومنذ أن أصبح بنديكتوس بابا للفاتيكان أدلى بتصريحات من حين لآخر تؤيد التعاون بين الاديان في تحول عن حملته السابقة التي تهدف الى التأكيد على تفوق الكاثوليكية. وقال القس مارسيل مانويل رئيس أكبر كنيسة بروتستانية في فرنسا لاذاعة أوروبا 1 «هذه دلالة مهمة... لكونه ألمانيا فانه يفهم الكنائس البروتستانتية جيدا».