عشرات القادة يلتقون بموسكو اليوم في ذكرى انتصار الحلفاء.. وبوش وبوتين يلتقيان بعد جدل على الديمقراطية

رؤساء بلدان الكومنولث يجتمعون للمرة الأولى منذ اندلاع الثورات البرتقالية.. وروسيا تعلن آخر أرقام خسائرها في الحرب العالمية الثانية

TT

تستضيف الساحة الحمراء في موسكو اليوم حوالي 50 زعيماً يشاركون في الاحتفال بالذكرى الستين لانتصار الحلفاء في اوروبا على النازية. وتعقد في المناسبة سسلسلة من اللقاءات بين عدد من قادة الدول للبحث في ملفات شائكة بدأ اولها امس باستضافة الرئيس فلاديمير بوتين رؤساء دول الكومنولث (12 من 15 جمهورية سوفياتية سابقة)، وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع الثورات البرتقالية. كما ستعقد اجتماعات بين بوتين وطل من الرئيس الصيني هو جينتاو والكوري الجنوبي روه مو ـ هيون للبحث في الملف النووي الكوري الشمالي.

ووصل الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إلى موسكو حيث اجتمع مع الرئيس بوتين على مائدة عشاء قبيل استكمال محادثاتهما وحضورهما مع زعماء دول آخرين استعراضا عسكرياً اليوم لإحياء ذكرى انتصار الحلفاء في الحرب العالمية.

ورجح مراقبون أن تتسم محادثات بوش بوتين بالحساسية حيث ينتظر أن يبدي الرئيس الأميركي مخاوف بلاده إزاء مسيرة الديمقراطية في روسيا وأن يثير عددا من القضايا الشائكة مثل انسحاب القوات الروسية من جورجيا ورفض موسكو الاعتراف بالقمع السوفياتي لجمهوريات البلطيق بعد الحرب. لكن بوش أكد قبيل وصوله إلى موسكو أهمية الاحتفاظ بعلاقات قائمة على الاحترام مع الزعيم الروسي.

وقال بوش في لقاء مع شباب هولندي أمس حول مائدة مستديرة «أحيي ذكرى جيل بذل تضحيات هائلة حتى ينشأ جيلي في عالم حر». واضاف «أبسط درس تعلمناه من الحرب العالمية الثانية هو انه مع نشر الديمقراطية في جميع انحاء اوروبا اصبحت اوروبا حرة وموحدة ونعمت بالسلام اخيرا. هذا على الاقل الدرس الذي يجب ان يستخلصه الناس من خبرات السنوات الستين الماضية. اعتقد انه ينطبق على الاعوام الستين المقبلة».

ووصل بوش إلى موسكو ترافقه قرينته لورا بعد أن زار كلا من هولندا ولاتفيا. ومن المقرر أن يتوجه إلى جورجيا اليوم بعد المشاركة في الاحتفالات.

وتلقي الخلافات بين روسيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا بظلالها على الاحتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تقول جمهوريات البلطيق الثلاث إن هزيمة ألمانيا النازية أدت فحسب إلى مزيد من الفظائع في ظل حكم ستالين عقب التهام الاتحاد السوفياتي السابق للدول الثلاث.

واستهلت موسكو امس الفعاليات المكرسة للاحتفالات بلقاء غير رسمي لرؤساء بلدان الكومنولث. ورغم ان هذا اللقاء يعد الاول منذ اندلاع «الثورات البرتقالية» في عدد من هذه البلدان فقد غاب عنه رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي لاسباب تعود الى خلافات مع موسكو حول مواعيد جلاء القواعد العسكرية الروسية من الاراضي الجورجية. كما غاب ايضا رئيس اذربيجان الهام علييف الذي برر اعتذاره باستحالة الجلوس مع رئيس ارمينيا التي تحتل بعضا من الاراضي الاذربيجانية في ذكرى احتلال مدينة شوشا وإن اكد مشاركته اليوم في الاحتفالات الرسمية بذكرى النصر في موسكو. ويرصد المراقبون عودة رئيس تركمانستان صابر مراد نيازوف الى اجتماعات قمة الكومنولث بعد غياب طال لسنوات كثيرة في الوقت الذي يحضر فيه ولاول مرة رئيس اوكرانيا فيكتور يوشينكو والقائم باعمال رئيس قيرغيزستان قرمان بك باقييف. وقد ناقش الرؤساء في اجتماع الامس المسائل المتعلقة بتوحيد التشريعات الوطنية المتعلقة بتامين الضمانات الاجتماعية للمشاركين في الحرب العالمية الوطنية الى جانب توقيع الاعلان المشترك حول التعاون في المجالات الانسانية وتشمل الثقافة والعلوم والتعليم وشؤون الشباب. وتبادل الرؤساء ايضا الآراء حول تطوير علاقات بلدانهم وإعادة بناء وإصلاح هيئات منظومة الكومنولث والمسائل المتعلقة بالإعداد للقاء الرسمي المرتقب في اغسطس (آب) المقبل المكرس للنظر في عملية اصلاح المنظمة التي تأسست في ديسمبر 1991. وقالت المصادر ان اللقاء تناول التحديات والأخطار التي تهدد أمن بلدان الكومنولث مثل الارهاب الدولي والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية. وفي اطار احتفالات موسكو التقي سيرغي ايفانوف وزير الدفاع الروسي مع عدد من الباقين على قيد الحياة من ابطال الحرب العالمية الثانية حيث كشف للمرة الاولى عدد ضحايا هذه الحرب. وقال ان 26 مليونا و600 الف من ابناء الاتحاد السوفياتي لقوا حتفهم في هذه الحرب فيما بلغ عدد العسكريين منهم ثمانية ملايين و628 الفا واربعمائة. وبلغ عدد الجرحى 15 مليونا و205 الف و292 فيما اعتبر في عداد المفقودين خمسة ملايين و59 الفا الى جانب اسر اربعة ملايين و559 الفا من العسكريين.