شهدت عدة مدن هولندية مظاهرات احتجاج على زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الذي شارك امس مع زوجته وبحضور ملكة هولندا بياتريكس ورئيس الحكومة بيتر بالكينيند في احتفال لاحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية.
وخرج الالاف في شوارع امستردام مرددين عبارات ورافعين لافتات تهاجم الرئيس الاميركي الذي استمع لدى هبوطه مساء السبت في مطار ليمبورخ الهولندي الى اصوات مسيرة ضوضاء شارك فيها المئات بالقرب من المطار, وهم يقرعون على الاواني المعدنية للتعبير عن رفضهم للزيارة.
وأعلنت السلطات الأمنية انها اعتقلت ستة من نشطاء السلام حاولوا اختراق الحاجز الأمني المفروض على مكان اقامة بوش بالقرب من موقع الاحتفال. وأفادت الشرطة ان الامر يتعلق بستة اشخاص غير خطرين حاولوا لفت الانظار اليهم للتعبير عن قضيتهم. وقد اثرت الاحوال الجوية السيئة امس على اجواء الاحتفال الذي اقيم بالقرب من مقبرة مارجراتن التابعة لمدينة ليمبورخ, وهي المقبرة التي تضم رفات ما يزيد عن 8 الاف جندي اميركي من ضحايا الحرب العالمية الثانية. وتخلف الكثيرون ممن وجهت اليهم الدعوات لحضور الاحتفال, (حوالي 10 الاف شخص), وعبر البعض الاخر عن غضبه بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها عمليات التفتيش والاجراءات الأمنية.
ويبدو ان دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية اختلفت في شأن الاحتفال بذكرى انتصارها على النازية. ففي الوقت الذي اعلنت فيه العديد من الدول الاوروبية تنظيم احتفالات خاصة في هذه المناسبة الا ان مظاهر الاتقسامات قد تجلت بين روسيا والاوروبيين من جهة وبين الاوروبيين انفسهم من جهة اخرى بشأن تحرير القارة الاوروبية من النازية. ومن بين الامور التي اظهرت الانقسام اعلان ثلاث دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي وهي استونيا ولاتفيا ولتوانيا انها ستقاطع دعوة المفوضية الاوروبية لاعتبار يوم التاسع من مايو (ايار) للاحتفال ببناء اوروبا وهزيمة النازية الامر الذي فسره العديد من المراقبين بأنه بمثابة ضربة لخطط اوروبا لتكريس الاندماج الاوروبي. ومن جانبها اعتبرت المفوضية الاوروبية في بيان لها امس في ذكرى دحر النازية ان نهاية الحرب العالمية الثانية شكلت مناسبة تاريخية للاوروبيين جعلتهم يتجهون الى اكبر مشروع في تاريخهم وهو الاتحاد الاوروبي, وان الاندماج الاوروبي هو افضل تكريم للملايين في القارة من ضحايا تلك الحرب.