الأردن: زيارة طالباني إلى عمان أعادت فتح الحدود بين البلدين

زيباري: سنحل مشكلة الجلبي مع الأردن ونأمل من الملك عبد الله حث السنة على المشاركة في العملية السياسية

TT

أكدت مصادر حكومية أردنية ان الحدود العراقية ـ الأردنية اعيد فتحها بشكل دائم اعتباراً من صباح امس، موضحة ان حركة المسافرين والشاحنات وصهاريج النفط تسير كالمعتاد بين الجانبين. وأوضحت المصادر ان هناك ازدحاماً من قبل الشاحنات المقبلة من العراق فيما تسير حركة المسافرين والمرور بشكل منتظم من المركز الحدودي الأردني باتجاه العراق.

وكان العراق أغلق حدوده مع الأردن الثلاثاء الماضي وأعاد فتحها بشكل متقطع من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر إلى ان أعيد فتحها بشكل منتظم اعتباراً من صباح أمس. وجاء فتح الحدود من الجانب العراقي تزامنا مع القمة الأردنية ـ العراقية في عمان أمس حيث اجتمع العاهل الأردني الملك عبد الله مع الرئيس العراقي جلال طالباني وتم تسوية القضايا العالقة بين الجانبين وخاصة موضوع تفجير الحلة. وأعلن العاهل الأردني عن استعداد بلاده لمواصلة دعم العراق في مختلف المجالات وتمكين شعبه من تكريس الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان. من جهته وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني إلى الأردن بالتاريخية لأنها استطاعت معالجة الأزمة بين البلدين وعودة السفراء إلى كل من عمان وبغداد والاتفاق على آليات لمعالجة أية أزمات قد تنشب مستقبلاً، موضحا انه تم الاتفاق على آليات لمعالجة مثل هذه الإحراجات في العلاقات بين الجانبين.

وقال زيباري في تصريحات صحافية بعد لقائه وزيرة الخارجية الأردني بالوكالة الدكتورة علياء بوران، إن لقاء الملك عبد الله الثاني والرئيس العراقي كان إيجابياً جداً وسيسهم في إقامة علاقات متينة بين الشعبين، معربا عن امله في معالجة كل القضايا بين البلدين وإقامة علاقات ثنائية وتعاون مشترك في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الآليات التي تم التوصل إليها بهذا الخصوص قال زيباري: «اتفقنا على توثيق التعاون الأمني خاصة ان العراق يواجه مشكلة الإرهاب والقتل والتدمير اليومي»، مشيرا إلى ان «الكثير من الشبكات الإرهابية تستفيد من هذه الأجواء والتحرك في المنطقة، وهي شبكات وافدة من الخارج»، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون الأمني لمكافحة هذه الشبكات.

وأضاف انه تم بحث تنوير الإعلام وخلق علاقات أفضل بين الإعلاميين في البلدين، منوها بلقاء الملك عبد الله بالإعلاميين العراقيين الذي اثر بشكل كبير جدا مما أسهم في إزالة الشوائب العالقة بين البلدين. وقال زيباري ان لجانا متخصصة من البنك المركزي ووزارة المالية في البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري ستجتمع لبحث ومعالجة مسألة الأرصدة العراقية المجمدة في الأردن ومسألة الترانزيت والقضايا التجارية والعقود.

وردا على سؤال حول الإشكال القانوني والقضائي على نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي، قال زيباري ان «الجلبي حاليا احد القيادات في الحكومة العراقية وهو منتخب ونتطلع إلى معالجة موضوعه من دون إحراجات للبلدين». وقال «أستطيع القول ان الموضوع قد بحث لكن لا يمكن إعطاء جواب نهائي بشأن هذه المباحثات».

وبشأن تجديد المنحة النفطية العراقية للأردن أوضح زيباري ان «الشيء الموجود والقائم حاليا سيستمر»، مؤكدا انه في المستقبل ستتم مراجعة هذا الموضوع ودراسة الاحتياجات الأساسية.

وتعليقا على الطلب العراقي من الملك عبد الله لحث السنة العراقيين على المشاركة في العملية السياسية في العراق، قال زيباري «ان الأردن بالتأكيد له نفوذ وتأثير من خلال اتصالاته وعلاقاته خاصة في محافظة الأنبار وبالتحديد مع قيادات عشائرية واجتماعية والجالية العراقية في الأردن ويمكنه من خلالها التأثير على هذه القيادات في المشاركة الايجابية والبناءة في العملية السياسية، مشيرا إلى قرب موعد إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري وكتابة الدستور والتصويت عليه في استفتاء عام، داعيا جميع مكونات الشعب للمشاركة في ذلك.

ووصفت وزيرة السياحة والآثار وزيرة الخارجية بالوكالة الدكتورة علياء بوران المباحثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأنها بناءة ومثمرة.