رفسنجاني يترك إيران حائرة مع بدء تسجيل المرشحين لانتخابات الرئاسة

تقارير حول إصرار المرشد الأعلى على فرضه

TT

طهران ـ رويترز: أبقى الرئيس الايراني السابق، هاشمي رفسنجاني، ايران حائرة حتى أمس بشأن ما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 من الشهر المقبل، والتي أشارت استطلاعات الرأي الى احتمال فوزه فيها. ويبدأ اليوم تسجيل أسماء المرشحين للرئاسة في الانتخابات التي يعتقد الدبلوماسيون انها قد تؤثر على كيفية تعامل إيران في مواجهتها مع الغرب بسبب برنامجها النووي.

ولكن وسط انتقادات المتشددين المتزايدة لرفسنجاني، 70 عاما، الذي يفضل تحسين العلاقات مع الغرب وتحرير الاقتصاد الايراني، قال مساعدون مقربون لرجل الدين، الذي يرأس حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام، إنه لن يفصح عن نواياه على الارجح قبل الغد.

وعلى عكس بقية المرشحين الرئيسيين لخلافة الرئيس محمد خاتمي الذي يمنعه القانون من خوض الانتخابات للحصول على فترة ولاية ثالثة على التوالي، أبدى رفسنجاني بعض التردد في السعي للمنصب الذي تولاه في الفترة من 1989 الى 1997. وشبه القرار بـ«تجرع دواء مر»، وقال إنه يفضل ألا يخوض الانتخابات.

وأشارت استطلاعات رأي الى تقدمه الواضح على أقرب منافسيه محمد باقر قاليباف، 43 عاما، الأكثر تشددا الذي قاد الشرطة في إيران منذ عام 2000 وحتى الشهر الماضي. ويقول ساسة من الدوائر الداخلية للسلطة، ان تكتم رفسنجاني يعكس معارضة شديدة من جانب الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يقولون انه لا يرحب بمشاركة الساحة السياسية مع رئيس له مكانة رفسنجاني. وقال أحد المسؤولين الحكوميين البارزين، طلب عدم نشر اسمه، «رفسنجاني لن يخوض الانتخابات. لن يسمح له بذلك».

واتهم عضو برلمان متشدد أحد أبناء رفسنجاني بإدارة الحملة الانتخابية لوالده بأموال الدولة. ووصف مهدي هاشمي الذي يتولى منصبا بارزا في شركة النفط المملوكة للدولة الاتهام بأنه «مجرد أكاذيب». وقد قالت أمس صحيفة «كيهان» المتشددة المعبرة عن آراء خامنئي في افتتاحيتها ما يشير صراحة الى ان رفسنجاني يجب ألا يرشح نفسه.

وأضافت الصحيفة «اذا كنا نتطلع لإقبال كبير على الانتخابات من جانب الشعب يتعين ان تخوض الانتخابات وجوه جديدة شابة».

وقالت الصحيفة «ترشيح شخصيات معينة أظهرت بالفعل ما تملك من قدرات ادارية، وليس لديها الان أي خطط أو سياسات جديدة وربما أصابها التعب ولم تعد تتحلى بالصبر الكافي، لن يشجع الناس على المشاركة في الانتخابات».

وكان خامنئي قد أكد في خطب عدة في الأيام القليلة الماضية، انه لا يساند مرشحا بعينه في الانتخابات. لكنه قال ان الاقبال الكبير على التصويت مطلوب لمواجهة الدعاية المناهضة لإيران في الغرب في وقت يتعرض فيه برنامج إيران النووي لتدقيق دولي متزايد.

ويقول دبلوماسيون أجانب، إن فوز أحد منافسي رفسنجاني المتشددين سيشدد موقف ايران في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي بشأن مستقبل البرنامج النووي. وانتقد علي لاريجاني، مستشار خامنئي، الذي حصل ترشيحه على مساندة الائتلاف الاساسي للاحزاب المتشددة بشدة المحادثات النووية بين ايران والاتحاد الاوروبي والتي قال ان طهران قايضت فيها بالفعل «لؤلؤة بقطعة من الحلوى».

وعقد مساعدو رفسنجاني عدة اجتماعات سابقة على الانتخابات مع دبلوماسيين من الاتحاد الاوروبي، وعدوا فيها أن رفسنجاني، وهو سياسي مخضرم، سيتمكن من تقديم اتفاق مقبول بشأن البرنامج النووي إذا تم انتخابه.

لكن المحللين السياسيين يتشككون في أن رفسنجاني يمكنه تغيير موقف ايران من القضية النووية بدرجة تذكر. وأكد خامنئي على ان ايا كان من سيتولى الرئاسة فإنه لن يتخلى عن مساعي إيران لإتقان التكنولوجيا النووية.