الجيش الأميركي يركز حملته على المسلحين الأجانب والأصوليين العراقيين

إثر مؤشرات على تراجع الأنشطة المسلحة لعناصر النظام السابق منذ انتخابات يناير

TT

يقول قادة عسكريون أميركيون كبار إن نظرتهم إلى التمرد العراقي بدأت بالتغير حيث يولون الأولوية إلى مقاتلة المقاتلين الأجانب والأصوليين العراقيين. ويأتي هذا التحول استجابة للتصاعد الأخير في الهجمات الانتحارية والتطورات الأخرى التي تشير إلى دور أبرز في التمرد لتلك الجماعات المتطرفة وفقا لما يقوله القادة.

وكانت السلطات الأميركية قد صورت التمرد باعتباره يقع إلى حد كبير تحت هيمنة من وصفتهم وزارة الدفاع بأنهم «عناصر النظام السابق»، وهم مجموعة من الموالين لحزب البعث وضباط الجيش والأمن السابقين العازمين على استعادة حكم السنة. ولكن منذ انتخابات الثلاثين من يناير (كانون الثاني) الماضي يبدو أن هذه المجموعة قد تراجعت عن القتال، حاليا على الأقل، وهم يقومون بإعادة تقييم استراتيجياتهم والبحث عن صفقة سياسية محتملة مع الحكومة الجديدة وفقا لما يقوله ضباط أميركيون كبار هنا.

وفي إطار افتراض أن المقاتلين الأجانب والمتطرفين العراقيين قد يشكلون الآن تحديا أكبر وأكثر مباشرة على الأمن في العراق، فان القادة العسكريين الأميركيين أصدروا أوامرهم في الأيام الأخيرة لإعادة نشر بعض القوات البرية والأجهزة الاستخباراتية في شمال غربي العراق لتعزيز الأمن على الحدود مع سورية وإغلاق الطرق التي يتسرب منها المقاتلون الأجانب. كما أنهم يصعدون جهودهم لملاحقة ابرز مدبري الهجمات الانتحارية. وفي مقابلات أجريت معهم حذر عدد من القادة العسكريين وضباط الاستخبارات من أن تحولهم ما يزال غير نهائي ويعتمد على معلومات متفرقة وحدس أكثر منه على أدلة محددة دامغة. وقالوا إن التقييمات تختلف بين متخصصي الاستخبارات الأميركيين.

ويقول الضباط إن ما يدعم الانطباع بأن عناصر التمرد المتشددة باتت أكثر أهمية، حقيقة أن المهمات الانتحارية أصبحت أكثر تكرارا ووحشية، حيث الكثير منها موجهة لقتل المدنيين وكذلك قوات الأمن العراقية. وتقول السلطات الأميركية والعراقية إن انتحاريي السيارات المفخخة هم من المقاتلين الأجانب. وقال الضباط هنا إنهم لا يعرفون عن وجود حالة موثقة كان فيها مهاجم انتحاري من العراقيين.

كما تظهر تقديرات استخباراتية أميركية أخيرة زيادة في الشهر الماضي في تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق، وفقا لما أورده عدد من الضباط المطلعين. وقال الجنرال جورج كيسي القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق انه «يبدو أن هناك تزايدا في العناصر الأجنبية في صفوف المتمردين».

وقال عدد من كبار الضباط انه حتى مع الزيادة المشار إليها في عدد المقاتلين الأجانب فان العدد المقدر دخوله إلى البلاد كل شهر ما يزال قليلا نسبيا. وفي الإطار العددي قالوا إن التمرد ما يزال من الداخل أساسا. فأفراد الجماعات الإسلامية العراقية المتطرفة مثل «جيش أنصار السنة»، يواصلون الإعلان عن مسؤوليتهم عن الكثير من الهجمات. ولكن في إطار التأثير الشامل يمارس المقاتلون الأجانب الذين يقومون بدور المفجرين الانتحاريين ويسببون الكثير من الضحايا تأثيرا أكبر بكثير. وقد أصبح المقاتل الأجنبي الأبرز، وهو الأردني المولد أبو مصعب الزرقاوي، أكثر المتمردين شهرة في العراق، وهو يقود شبكة أكدت مسؤوليتها عن بعض من الهجمات الأكثر دموية. وقال الضباط إن الطريق الرئيسي لتسرب المقاتلين الأجانب إلى العراق ما يزال عبر سورية. وأشاروا إلى أن المقاتلين ينقلون جوا إلى العاصمة السورية دمشق حيث يلتقي بهم من يرتبون أمر دخولهم عبر الحدود إلى العراق.