توقيع اتفاق أردني ـ إسرائيلي ـ فلسطيني بشأن شق قناة بين البحرين الأحمر والميت

الهدف منها توليد الكهرباء وتحلية المياه

TT

وقع في الجانب الأردني من البحر الميت أمس، على اتفاق فلسطيني ـ أردني ـ اسرائيلي، لاجراء دراسة مشتركة حول جدوى شق قناة مائية ضخمة من البحر الأحمر الى البحر الميت، لخدمة مصالح الأطراف الثلاثة. وتقرر تسمية هذا المشروع، في حالة تنفيذه بـ«قناة السلام».

ووقع الاتفاق كل من وزير المياه الأردني، رياض أبوسعود، ووزير التخطيط الفلسطيني، غسان الخطيب، ووزير البنى التحتية الاسرائيلي، بنيامين بن اليعيزر. ويقضي الاتفاق في هذه المرحلة، بأن يقوم فريق بحث مشترك من الأطراف الثلاثة، اضافة الى خبراء دوليين، باجراء الدراسات اللازمة حول الجدوى من هذا المشروع ومدى تأثيره على البيئة في خليج العقبة ـ ايلات ووادي عربة وتأثيره على نوعية مياه البحر الميت الخاصة والغنية بالمعادن وعلى مصانع البوتاس الأردنية والاسرائيلية القائمة على طرفي البحر الميت، وتعتبر أحد مصادر الثروة المعدنية المهمة للبلدين. وثمة توجه الى تحويل المنطقة الى منطقة سياحية من خلال انشاء مصايف وغيرها.

يذكر ان هذا المشروع، هو في الأصل، مشروع اسرائيلي، طرح لأول مرة بشكل سري على الأردن في سنة 1985، لكن الملك حسين رفضه في حينه، لأنه طلب ان تكون هناك شراكة فلسطينية معه، وكانت اسرائيل في حينها ترفض اي تعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية. وعادت اسرائيل وطرحته في المؤتمر المتعدد الأطراف، الذي انبثق عن مؤتمر السلام في مدريد، لكنه لم يواجه بحماس، وتعرض لانتقادات وتحذيرات في اسرائيل نفسها، ثم اعيد طرحه في السنة الأخيرة، بقالب جديد، يعطي للأردن امتيازا واضحا فتحمس له البنك الدولي وقرر تمويل تكاليف اعداد دراسة الجدوى، 20 مليون دولار، ووعد بالمساهمة الكبرى في تمويله اذا تبين انه ذات جدوى.

والمشروع هو عبارة عن شق قناة مائية بطول 180 كيلومترا من البحر الأحمر في الجنوب الى البحر الميت في الشمال، تحفر في الجانب الأردني من الحدود، لكنها تكون بمثابة مشروع مشترك للأطراف الثلاثة... اسرائيل وفلسطين والأردن، بحيث يتمتع كل منها بحق الفيتو في كل شيء. وسيتم نقل ملياري متر مكعب من المياه في السنة، عبر هذه القناة، من أجل تحقيق عدة أهداف في آن واحد هي:

ـ انقاذ البحر الميت من النضوب، حيث انه بدأ يفقد كميات كبيرة من المياه ولا بد من التصرف العاجل لحمايته من الجفاف، وحسب المعلومات الاسرائيلية فان منسوب المياه في البحر الميت انخفض بعشرة أمتار خلال العقد الأخير وحده، وبات الخطر يهدد ثرواته وكنوزه المعدنية وفوائده الطبية الكبيرة. ـ استغلال الفارق الكبير في الارتفاعات (منطقة البحر الأحمر ترتفع 400 متر عن منطقة البحر الميت)، وذلك من أجل انتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر، وحسب الاتفاق، فان الأردن سيحصل على ثلثي الماء والكهرباء، في حين تحصل فلسطين على 20 %، والبقية لاسرائيل.

ـ اقامة مناطق ومرافق سياحية فردية ومشتركة بين الأطراف الثلاثة، على طول هذا المشروع.

وستكلف المرحلة الاولى من المشروع 20 مليون دولار بينما تقدر التكلف النهائية التي سيساهم فيها البنك الدولي كما في المرحلة الاولى، بحوالي 3 مليارات دولار. يذكر ان ربط البحر الاحمر بالميت، فكرة كما ذكرت صحيفة «الغادريان» البريطانية في عددها امس، تعود الى القرن التاسع عشر لغرض التنقل والنقل، وتطور الهدف الى توليد للكهرباء، واضيف اليها الان تحلية مياه البحر اللازمة مع الانفجار السكاني الذي تشهده المنطقة منذ مائة عام.

وقالت «الغارديان» انه يتوقع ان تكون الحروب من اجل السيطرة على مصادر المياه، الاشد في المناطق الجافة. ونقلت الصحيفة عن محللين اعتقادهم، ان مشكلة المياه كانت احد الاسباب الخفية لحرب 1967 وغزو اسرائيل للبنان عام 1982 .