محاكمة مدريد: شريط لمتهم سوري يكشف تنافسا على زعامة خلية «القاعدة»

علوني أمام المحكمة هذا الأسبوع للإجابة على أسئلة الادعاء والدفاع

TT

أفاد المتهم السوري عبد الله خياطة كتان، الملقب «أبو إبراهيم»، في نهاية الشريط المسجل الذي استمعت إليه المحكمة في مدريد صباح الاثنين، بأن عماد الدين بركات جركس، الملقب «أبو الدحداح»، وأسامه دارا الملقب «أبو ثابت»، تنافسا من أجل زعامة الخلية الأصولية التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي جندت عناصر وأرسلتها للتدريب أو للقتال في أفغانستان أو في مناطق أخرى.

والثلاثة هم من بين 24 أصوليا يتهمهم القضاء الاسباني بالانتماء إلى الخلية الاسبانية الافتراضية لتنظيم «القاعدة»، والذين دخلت محاكمتهم أمس الاثنين أسبوعها الثالث. ولكن المتهم «أبو إبراهيم» تراجع عن كل هذه الإفادة التي أدلى بها أمام قاضي المحكمة الوطنية، بالتاثار غارثون، في 4 و5 شباط (فبراير) 2004، وزعم أن القاضي قام بالضغط عليه للإدلاء بهذه الافادة. وكان رئيس المحكمة قد قرر يوم الجمعة الماضي البدء بالاستماع إلى إفادة «أبو إبراهيم» المسجلة بأكملها، والتي دامت أكثر من ست ساعات وانتهت صباح أمس على أثر نفي «أبو إبراهيم» صحة كل ما جرى على لسانه من هذه الأقوال، وأبلغ المحكمة انه أدلى بها تحت الضغط، لاعتقاده بأن القاضي سيطلق سراحه.

واستمع الجميع، في نهاية الشريط، إلى المتهم متوجها إلى غارثون بالعبارات التالية «أجل، سأتعاون مع حضرتكم في كل ما تطلبوه لمعرفة الحقيقة وايضاح هذا الشأن وهذه السخرية، انني على استعداد للوصول إلى ما يجب الوصول إليه والانتهاء من هذا الكابوس». وكان غارثون قد أبلغه قبل ذلك بقليل أن قانون الجنايات الاسباني يسمح بتخفيض العقوبة على المتهمين الذين يتعاونون مع القضاء.

وكانت السلطات الأردنية، قد ألقت القبض على المتهم الأصولي السوري عبد الله خياطة كتان، وسلمته إلى السلطات الاسبانية في مطلع عام 2004 . وأثناء استجوابه من قبل غارثون أعرب عن ندمه عن كل النشاطات التي يتهمه القضاء الاسباني بالقيام بها، ووجه أصابع الاتهام إلى عناصر أخرى معتقلين، مثل «أبو الدحداح» و «أبو ثابت».

ويطالب الادعاء العام بالسجن 9 سنوات لـ«أبو إبراهيم»، ويتهمه بالسفر إلى البوسنة في عام 1995، والاشتراك في أحد مخيمات «تدريب المقاتلين» هناك، ليعود بعدها إلى اسبانيا لتشكيل «خليته الخاصة» التابعة لتنظيم «القاعدة» على هامش خلية الأصولي السوري عماد الدين بركات جركس الملقب «أبو الدحداح». وأعترف «أبو إبراهيم» بالسفر إلى البوسنة وإلى منطقة زينيكا بالذات، ولكنه نفى الذهاب إلى مخيم تدريب، وإنما للاطلاع والتعرف على المنطقة بعد الحرب. وفي الوقت ذاته اعترف بوجوده في منزل قريب من مسجد كانت تزوره جماعات من مختلف الجنسيات، وقال إنه أعطى دروسا ليلية في التربية البدنية لحوالي 25 شابا. ثم اعترف برؤية هؤلاء الشبان يتلقون تدريبا عسكريا، بعد الإفطار، عن كيفية استعمال الأسلحة الرشاشة والمسدسات. وقال إن القاضي غارثون كان يصر مرة بعد مرة على تسمية «مخيم التدريب»، بينما أشار هو إلى «المنزل».

الصحافي تيسير علوني الذي يعمل في قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، أحد المتهمين في هذه المحاكمة، ويتهمه الادعاء العام بالانتماء الافتراضي إلى تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامه بن لادن، وبنقل كمية من المال إلى أحد الاشخاص أثناء زيارة قام بها إلى أفغانستان. ومن المتوقع أن يمثل علوني أمام المحكمة هذا الأسبوع للإجابة على أسئلة المدعي العام، الذي يطالب بسجنه لمدة 9 سنوات، وعلى أسئلة محامي الدفاع. وكانت المحكمة قد قررت في جلستها الأولى «الإفراج المؤقت» عن علوني بسبب التدهور الحاصل في حالته الصحية، واشترطت عليه الحضور يوميا في أقرب مركز شرطة إلى منزله.