وزير الإعلام السوداني: قمة شـرم الشـيخ بشأن دارفور ستعقد الأحد

عبد الباسط سبدرات: دفع الدية للضحايا وأسرهم والتصالح بين القبائل سيغلقان الباب أمام التدخل الأجنبي

TT

أكد عبد الباسط سبدرات وزير الإعلام والاتصال السودانى أن القمة لمعالجة قضية دارفور ستعقد في مصر يومي 15 و16 مايو (ايار) الحالى.. نافيا بذلك الأنباء التي شككت في موعد هذه القمة، وقال إن الحكومة السودانية ابلغت رسميا بهذا الموعد.

وأكد سبدرات في مؤتمر صحافى عقده أمس بالقاهرة أن القمة ستكون بداية من أجل التوصل الى قرارات تساعد في حل قضية دارفور، وقال إنها لا تعني فصل القضية عن محاورها، حيث أن منبر أبوجا سوف ينعقد قريبا لبحث الملف السياسى لمشكلة دارفور. وأكد أن حل قضية دارفور يكمن في الحل الداخلى وأن السودان لن يقبل بقوات غير أفريقية على اراضيه. واستعرض عبد الباسط سبدرات وزير الإعلام والاتصال السودانى جهود الحكومة السودانية لاتمام المصالحة والوفاق الوطنى بين قبائل دارفور شمالا وجنوبا، مشيرا الى زيارة النائب الأول للرئيس السودانى لشمال دارفور أخيرا لعقد المصالحات بين القبائل في هذه المنطقة التي كانت السبب الأول في اندلاع حركة التمرد في الاقليم. وأكد سبدرات أن اجراء المصالحة والوفاق واجراء المحاكمات أو دفع الدية يمكن أن تفوت الفرصة حيث أن التصالح سيسقط المحاكمة وقرار مجلس الأمن ويغلق الباب امام التدخل الأجنبى، غير أنه قال إن السودان يتعامل مع قرار مجلس الأمن دبلوماسيا حيث يتم توضيح مسالب هذا القرار وتداعياته وأنه غير قانونى وغير منصف، وأن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص بهذا الوضع، كما أنه في النهاية لا يمكن أن تتم المحاكمة الدولية قبل حل المشكلة مثلما حدث في حوادث مماثلة. وأكد أن المحاكمة يجب أن تتم وفق النظام القضائي السوداني والقانون الوطنى.

وأكد سبدرات أن استقرار الأوضاع وتحقيق السلام الشامل داخليا يمكن أن يفوت الفرصة، مشيرا الى ان اللجان القضائية التي تشكلت لتلقي البلاغات والمحاكمات والتعويضات ووضع الأسس الإدارية الجديدة للاقليم للقضاء على أية مسببات قد تؤدي الى حدوث مشاكل في المستقبل. وقال إن الباب مفتوح لكل القوى السودانية للمشاركة في وضع وصياغة الدستور، مؤكدا استعداد الحكومة للتفاوض مع التجمع الوطني الديمقراطى في أى وقت لبحث آلية تنفيذ اتفاق القاهرة الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في شهر فبراير (شباط) المقبل. وأضاف سبدرات خلال المؤتمر الصحافى الذي عقد بمقر السفارة السودانية في القاهرة أن كل المشاكل المعلقة بين الجانبين يمكن التوصل لحل لها خلال يومين على الأكثر. وأشار الى أن هناك عرضا من الحكومة والحركة بان تتم زيادة عدد مقاعد التجمع في لجنة اعداد الدستور ويمكن أن تصل الى ضعف ما كان مقررا في السابق، وقال إن هناك اتصالا مع الصادق المهدي رئيس حزب الامة لكى يشارك في هذه الجهود لمكانته، حيث أنه من القيادات المؤثرة ويتمتع بثقل شعبى. وأكد وزير الإعلام السودانى أن الحكومة تسعى للتصالح والوفاق الوطنى مع كل القوى السياسية في الداخل والخارج، وقال إن قضية الدستور أكبر من أن تكون في الميزان الضيق، مشيرا الى أنه تم الاتفاق على أن تتنازل الحكومة والحركة على عدد من مقاعدها لصالح القوى السياسية الأخرى، موضحا أنه سيتم رفع حالة الطوارئ في البلاد بعد اقرار الدستور.

وأشار سبدرات الى أنه تم الاتفاق على عقد لقاء ثلاثى بين علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السودانى ومحمد عثمان الميرغنى زعيم التجمع والدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية قريبا، وقد يكون هذا اللقاء قبيل القمة الخماسية. ورحب الوزير السودانى باى جهد يمكن أن يعيد العلاقات بين الخرطوم واسمرة الى سابق عهدها، مشيرا الى أن السودان صاحب مصلحة في أن تكون هناك علاقات طيبة مع كل جيرانه. وحول العلاقات السودانية الأميركية أوضح سبدرات أن الولايات المتحدة قوة عظمى والسودان يريد أن تكون علاقته بها علاقات طبيعية وموضوعية، وأشار في رده على سؤال الى أن بلاده ترفض الضغوط وأنها لا يمكن أن تغلق الشراكة مع الصين.