السلطات السودانية توقف صحيفة «الوفاق» وتواصل محاكمة رئيس تحريرها

بعد نشرها مقالا يسيء إلى العقيدة الإسلامية

TT

ضيقت السلطات السودانية الخناق على الصحافي محمد طه محمد أحمد، رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» ومالكها، على خلفية نشره مقتطفات من كتاب تاريخي يسيء إلى العقيدة الإسلامية، وقررت أمس إيقاف الصحيفة عن الصدور «منعاً للفتنة ورعاية لمشاعر المسلمين».

وكانت النيابة احتجزت طه أول من أمس، بعد تناول صحيفته القضية محل الفصل في المحكمة بصورة اعتبرتها النيابة بمثابة السعي من للتأثير على قرار العدالة. وتواصل محكمة في الخرطوم اليوم محاكمة طه بتهمة إهانة العقيدة الإسلامية لنشره مقتطفات من كتاب المقريزي، تشكك في نسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقدم طه اعتذارا الأسبوع الماضى عبر بيان وزعه، مؤكدا «حبه» للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويتوقع أن تشهد ساحة المحكمة مظاهرات احتجاج من قبل الجماعات الدينية الرافضة لمسلك طه، الذي تتحفظ عليه النيابة منذ أول من أمس بشأن القضية.

وأصدرت نيابة الصحافة والمطبوعات قراراً بإيقاف صحيفة «الوفاق» عن الصدور لحين الفصل في البلاغ الجنائي في مواجهة الصحيفة ورئيس تحريرها. وقال مسؤول رفيع بوزارة العدل السودانية، إن النيابة اتخذت إجراءاتها عقب تناول الصحيفة في عددها الصادر أول من أمس الموضوع محل البلاغ والخاص بمقال المقريزي الذي يشكك في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، مما اعتبر تأثيراً في سير العدالة. وأضاف المصدر انه طبقا لذلك اتخذت النيابة المختصة إجراءاتها بالقبض على طه وتعليق صدور الصحيفة إلى حين الفراغ من القضية.

ودخل القصر الرئاسي على الخط، وطالبت مستشارية التأصيل التابعة له، ووزارة الإرشاد والأوقاف، وهيئة علماء السودان، ولفيف من العلماء ومديري الجامعات والمؤسسات الإسلامية والهيئات الدعوية السلطات المختصة في وقت سابق أول من أمس بالإيقاف الفوري لصحيفة «الوفاق»، منعاً للفتنة ورعاية لمشاعر المسلمين التي أوذيت.

وقال بيان تلاه الدكتور أحمد علي الإمام، مستشار التأصيل للرئيس السوداني، على شاشة التلفزيون السوداني: «بما أن الأمر برمته قد أحيل إلى القضاء، فقد وجبت تهيئة المناخ ليقول القضاء كلمته بعيداً عن مؤثرات الضغوط، وذلك بالنأي عن تصعيد القضية في المنابر المختلفة وإصدار الأحكام الخاصة، وندعو إلى ضرورة التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف».

وقال إن القضاء هو الجهة المختصة والمناط بها إصدار الحكم وإنفاذه، وهو قائم على أحكام الشريعة وثوابتها، ويرعى حرمات الدين وتعظيمها، وقد تراضى الناس بالتحاكم إليه بشأن ما نشرته صحيفة «الوفاق»، وعليه فهو صاحب الشأن في إصدار الحكم الشرعي الذي يرد الحق إلى نصابه.

وشدد البيان على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو أشرف الخلق عند الله تعالى وأزكاهم، الأمر الذي يتوجب تعظيمه وتوقيره، وقد أجمعت الأمة الإسلامية سلفا وخلفا على أن التطاول على هذا المقام بالتنقيص أو القذف أو السب، مروق من الدين وخروج على الصراط المستقيم، وأن من ثبت عليه ذلك يستحق العقوبة الشرعية. وأضاف «كما أن من علامات أهل الإيمان الغيرة على حرمات الدين وتعظيمها، والذود عن كل ما يمس ثوابت العقيدة الإسلامية».