بوتين وبوش يتجنبان الحديث في الموضوعات الخلافية

TT

موسكو ـ وكالات: على الرغم من أن الرئيس الاميركي جورج بوش معتاد على خطف الاضواء حتى إذا أحيط بعشرات رؤساء الدول والحكومات، إلا أن صورته امس بدت مختلفة في موسكو. فخلال الاحتفال بالذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الاميركي بأنه «ضيف ذو أهمية خاصة». اذ هكذا تجنب الرئيسان الصدام بشأن موضوعات كانت على خلاف بين الرجلين مثل الاحتلال السوفياتي لجمهوريات البلطيق بعد إخراج النازيين، وكان بوسع بوش الاستمتاع باحتفالات الامس كما كان يمزح مع الرئيس بوتين أثناء جلوسهما في المنصة. وصورة التناغم والحب التي رسمها الزعيمان خلال هذه المناسبة تتناقض بشدة مع صورة العلاقات الثنائية المتوترة التي بدت واضحة خلال الايام والاسابيع القليلة الماضية بسبب ما أثير في واشنطن بشأن الديمقراطية في روسيا وتوسيع بوتين لسلطاته.

ومما زاد من حدة التوتر سعي الولايات المتحدة لتعميق علاقاتها مع دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل لاتفيا وجورجيا اللتين لديهما خلاف مع روسيا. وبدا غضب بوتين واضحا حينما قال في تصريحات له إنه يتعين على الرئيس الاميركي الاهتمام أولا بالديمقراطية في بلاده، لكن أيا من تلك الامور لم يطف إلى السطح خلال الاحتفائية ولا خلال ليلة الاحد التي بدأت بمحادثات بين الرئيسين أعقبها عشاء طويل ضم قرينتيهما.

وفي محاولة واضحة منهما لعدم تعكير صفو الاحتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية تجنب الزعيمان الحديث في الموضوعات ذات الخلاف، وبدا أنهما عازمان على الاستمتاع بقضاء وقت طيب. وكانت قيادة بوش لسيارة بوتين وهي من طراز فولجا من إنتاج عام 1956 في حديقة مقر إقامة الرئيس الروسي خير شاهد على صفاء العلاقات بينهما مساء أمس.

وفيما يبدو أنه تعليق على انتقاد صدر أخيرا عن بوتين وقال فيه إن بوش يحاول تعليم الديمقراطية لمن حوله، قال بوش إنه جاء دوره لان يأخذ هو «درسا في القيادة» من الزعيم الروسي. وقال مساعدون لبوش وبوتين إنهما أعربا عن تبادلهما الثقة أمام الصحافيين لكنهما أثارا خلال محادثاتهما معا موضوع الديمقراطية من دون الشعور بأي قلق. وعلى العكس من هذه الصورة بدا وزير الخارجية الروسي سيرجي إيفانوف ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس وكأنهما يحاولان التغطية على حرارة اللقاء بين الزعيمين بطبقة من الشمع، وقالت رايس «إنهما يقولان ما يعتقدان به وما يقصدانه ثم يتصرفان وفقا لذلك»، لكن ربما يخبو الوهج اليوم حينما يخاطب بوش نحو مائة ألف شخص في الجمهورية السوفياتية السابقة جورجيا عن نجاح بلادهم على طريق الحرية والاستقلال وهو مسار سلك إلى حد كبير خلال الشهور الاخيرة في تحد لموسكو. وسوف يراقب بوتين كل كلمة صادرة عن بوش.

وعندما جلس الزعيمان معا في الميدان الاحمر وخلفهما جدران الكرملين المبنية بالطوب الاحمر، لمس بوتين ذراع بوش وتحادثا بود في الاحتفالات بمرور 60 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهذه هي المرة الاولى التي يحضر فيها رئيس أميركي عرضا عسكريا روسيا في الميدان الاحمر على هذا النطاق الكبير ويخصص هذا العرض لذكرى الحرب العالمية الثانية ويخلو من الاستعراض الضخم للقوة العسكرية الذي كان يميز العروض المماثلة في العهد السوفياتي.

وحضر الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عرض قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية في الاحتفال عام 1995 في الميدان نفسه، لكنه تخلف عن حضور العرض العسكري الكامل احتجاجا على الحرب الروسية على الانفصاليين الشيشان.