في تصعيد جديد للمواجهات بين أجهزة الأمن المصرية وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، نظمت الجماعة أمس عددا من المظاهرات كان أبرزها مظاهرة تم تنظيمها بميدان الخلفاوي في حي شبرا بمحافظة القليوبية، ولم تستمر أكثر من 15 دقيقة ثم انفضت بعد مفاوضات مع الأمن، غير ان مظاهرة اخرى تم تنظيمها بمحافظة البحيرة وتحديدا في مدينة دمنهور أمام مسجد أحباب الله اسفرت عن اعتقال السلطات نحو 25 إخوانيا كان على رأسهم نجلا عضو البرلمان السابق الدكتور محمد جمال حشمت وهما خالد وشريف حشمت.
وفي غضون ذلك تحولت منطقة وسط القاهرة المحيطة بمقر نقابة الصحافيين ونقابة المحامين ونادي القضاة أمس إلى شبه ثكنة عسكرية أحاطت بمظاهرات شهدت مواجهة عنيفة على محورين، بين منتمين للحزب الوطني الحاكم الذين رفعوا شعارات مؤيدة للرئيس حسني مبارك وحركة «كفاية» التي تطالب بالتغيير والإصلاح، فيما غابت جماعة الإخوان عن الأحداث على عكس ما كان مقررا. واندلعت مواجهات بين مظاهرة الحزب الوطني التي قادها عدد من قيادات الحزب على رأسهم أمين التنظيم السابق الدكتور نبيه العلقامي، ومظاهرتان لـ«كفاية» إحداهما في نقابة الصحافيين والأخرى في نقابة المحامين، وذلك بعد ان حاولت مظاهرة الحزب الحاكم منع «كفاية» من الخروج خارج النقابة، مما أدى الى وقوع اشتباكات وتبادل السباب والاتهامات، وهذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها الوطني لمواجهة «كفاية» في الشارع عبر مظاهرات مضادة.
على جانب آخر، علمت «الشرق الأوسط» أن حركة «كفاية» أجرت لقاء ثنائيا مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ـ المحظورة ـ مهدي عاكف وعدد من قيادات الجماعة بمكتب الإرشاد اول من امس ضمن تحرك موسع من الحركة مع كافة الأحزاب والقوى السياسية لاقناعهم بمقاطعة المشاركة في الاستفتاء على المادة 76 بعد اعتراضهم على تعديلات المادة التي أقرها البرلمان الأسبوع الماضي. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الإخوان وافقوا على المشاركة في المؤتمر المصري الأول الذي تنظمه حركة «كفاية» في نهاية الشهر الجاري، بينما رفض الإخوان الامتناع عن المشاركة في الاستفتاء. وحسب المصادر فإن «كفاية» عقدت لقاء آخر مع حزب «الغد» بحضور رئيس الحزب أيمن نور ضمن تحركاتها لوقف المشاركة في الاستفتاء، في وقت سوف تقوم فيه الحركة بتحركات مماثلة للقاء باقي قيادات الأحزاب خلال الأيام المقبلة.
على صعيد آخر، طالب أنصار حزب التجمع اليساري خلال مؤتمر جماهيري عقده الحزب اول من امس بالتراجع عن ترشيح خالد محيي الدين الزعيم التاريخي للحزب عن الانتخابات الرئاسية بسبب طريقة تعديل المادة 76، في وقت أكدت فيه قيادات الحزب ان الموقف النهائي سوف يتم حسمه في اجتماع موسع يعقد الاثنين المقبل.