معلومات متناقضة في إسرائيل حول إيفاء الفلسطينيين بالتزاماتهم

تل أبيب: «الشرق الأوسط» ـ القدس المحتلة: أ.ف.ب

TT

ترددت في اسرائيل أمس، معلومات متناقضة حول موضوع إيفاء الفلسطينيين بالتزاماتهم في قضية المطلوبين.

البعض يقول إنهم يفون بها، بحيث لم يعد هناك مبرر لامتناع اسرائيل عن تسليمهم المدن الثلاث.. رام الله وبيت لحم وقلقيلية. والبعض يقول انهم لم يفوا بها، ويبررون بذلك الامتناع عن تسليم المدن والايفاء ببقية الالتزامات الاسرائيلية.

فقد أعلنت مصادر عسكرية لمراسل صحيفة «هآرتس»، زئيف شيف، ان أجهزة الأمن الفلسطينية انهت جمع الأسلحة من المطلوبين الموجودين في أريحا وانها تنهي جمعها من المطلوبين الموجودين في طولكرم. وقالت ان هؤلاء المطلوبين أصبحوا جزءا من هذه الأجهزة والتزموا بالامتناع عن ممارسة العنف ضد اسرائيل. وان السلطة الفلسطينية وافقت على منح اسرائيل قائمة بأرقام تلك الأسلحة. إلا ان مصادر في المخابرات الاسرائيلية العامة (الشباك)، عممت بيانا قالت فيه ان المطلوبين لم يسلموا أسلحتهم وان معظمهم ما زالوا في عداد المتمردين على السلطة ومن المتوقع ان يعودوا الى ممارسة العنف ضد اسرائيل. ولذلك فان المخابرات تعارض في تسليم المدن وفي القيام بأية خطوة أخرى نحو تطبيق تفاهمات شرم الشيخ. وتردد الاتهامات للرئيس محمود عباس (أبو مازن) بأنه غير جاد في الوفاء بتعهداته.

الى ذلك اعلن ضابط اسرائيلي يخدم في الضفة الغربية امس انه لم يتلق اي اشعار باي حالة استنفار من عملية فلسطينية منذ اسابيع عديدة اثر استتباب الهدنة. وقال الجنرال غادي ايزنكوت قائد الفرقة المنتشرة في الضفة الغربية والمنتهية مهمته، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية امس «استيقظ في الصباح الباكر وألاحظ ان مستوى الاستنفار انخفض الى الصفر».

لكنه تحدث عن معلومات مفادها ان هناك استعدادات لاستئناف العمليات في اسرائيل والهجمات على الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية. وقال «هناك شبكات تخزن الاسلحة وتعد لعمليات جديدة».

وعلق ساخرا بالقول «من الواضح ان حركتي الجهاد الاسلامي والمقاومة الاسلامية لا تغتنمان فرصة التهدئة لممارسة الصيد او جمع الطوابع البريدية».

وتناقض هذه التصريحات معلومات اكثر تشاؤما تنقلها وسائل الاعلام بانتظام حول عمليات وشيكة وتصدر عن جهاز «الشاباك».

واعتبر الجنرال ايزنكوت انه من الخطأ ان تضغط اسرائيل على السلطة الفلسطينية لاستخدام القوة مع الحركات المسلحة ، مناقضا تماما الموقف الرسمي في هذا الصدد. وشدد على ان «السلطة الفلسطينية لا تريد حربا اهلية وتحاول اللجوء الى الاقناع ولا أراها تلجأ الى القوة ولا يجب علينا ان نطلب منها ذلك».

وفي المقابل لم يبد الجنرال قلقا من تزايد النفوذ السياسي لحركة حماس، معتبرا ان شعبية هذه الحركة ناجمة اصلا عن «سمعتها النظيفة» امام السلطة الفلسطينية التي يشتبه في تورطها بالفساد.

واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اول من امس عن قلقه من احتمال استئناف عنف الحركات الفلسطينية المسلحة بعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة ، المقرر اعتبارا من منتصف اغسطس (اب) المقبل.