ولايتي ولاريجاني يتقدمان بترشيحهما اليوم للانتخابات الإيرانية.. وكروبي أبرز إصلاحي يترشح حتى الآن

القائد السابق للشرطة واثق من فوزه على رفسنجاني وشعاره «الإيراني يستحق حياة طيبة»

TT

سجل رئيس البرلمان الإيراني السابق مهدي كروبي (إصلاحي) ورئيس بلدية طهران محمد احمدي نجاد ورئيس الشرطة السابق محمد باقر قاليباف (محافظان) اسميهما امس ايضا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل. ومن المتوقع ان يسجل وزير الخارجية الايراني السابق علي ولايتي ومستشار المرشد الاعلى علي لاريجاني ترشيحهما لخوض الانتخابات اليوم. وقال قاليباف للصحافيين بعد تسجيل ترشيحه امس، انه يملك فرصة حقيقية لإلحاق الهزيمة بالرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يعتبر الاوفر حظا حاليا لخلافة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.

وقدم قاليباف، 44 عاما، برنامجه الانتخابي للصحافيين وهو برنامج يحمل عنوان «الايراني يستحق حياة طيبة»، مشددا على الحياة الصعبة الحالية للايرانيين. ويرى بعض المحللين في قاليباف مرشحا للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي، لكن قاليباف نفسه يشدد على انه «لا ينتمي الى أي حزب او مجموعة سياسية».

وارتدى قاليباف حلة بيضاء أثناء ذهابه لتسجيل اسمه في سباق الرئاسة متخليا عن الزي الذي اعتاد الظهور به في مهامه السابقة كقائد للشرطة واثناء عمله كطيار عسكري. وقال محمد تافانجار، وهو مدير تسويق في الحادية والثلاثين من العمر، اثناء مروره من امام وزارة الداخلية التي يسجل فيها الطامحون للرئاسة اسماءهم ان قاليباف قد يفي بمطالب الشعب. وأضاف «اعتقد ان قاليباف أتيحت له كقائد للشرطة الفرصة لمعرفة ومعايشة مشاكل الناس عن قرب. انه يعرف احتياجاتنا». وحظي قاليباف ايضا بالثناء للاسلوب الذي عالج به مظاهرات الطلبة عام 2003 عندما توسط بين المتظاهرين الغاضبين في مواجهة صفوف من قوات الشرطة. لكن بعض سكان طهران يقولون ان تاريخ قاليباف به عدد من الصفحات الشائنة. وقال طالب يدعى مانيزه مونفيرد «ارتدى قاليباف اليوم زيا للسلام»، مشيرا الى الحلة البيضاء. وتابع «هذا لأنه يريد الاصوات.. لقد كان حتى البارحة يرتدي الملابس العسكرية وكان يتصدى احيانا لحرياتنا». واضطر قاليباف الى الدفاع عن نفسه ايضا بشأن خطاب وقعه عام 1999 هدد بأن الحرس الثوري المتشدد الذي خدم في صفوفه قد يستولي على السلطة من الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ما لم يتم السيطرة على الطلبة المتظاهرين. ويقول الان ان الخطاب الذي اعتبر وقتها بأنه تهديد مقنع بوقوع محاولة انقلاب كان ضروريا للحفاظ على النظام.

ومن المتوقع ان يحظى قاليباف المحافظ المعتدل، 43 عاما، بتأييد الناخبين الشبان في ايران حين تجرى انتخابات الرئاسة يوم 17 يونيو (حزيران). وقال هاشم كريم زادة وهو طالب، 23 عاما، ان «قاليباف استمد شعبيته من الشباب.. تدل شعبيته على ان الشباب الايراني لا يريد أي تدخل في حياته الخاصة». وعندما كان قاليباف قائدا للشرطة ألقى القبض على عدد أقل من الشبان لامتلاكهم اجهزة استقبال للقنوات الفضائية او حضور حفلات مختلطة من الجنسين وهما أمران يخالفان القانون في ايران. ويبلغ عدد سكان ايران 69 مليون نسمة تقل أعمار أكثر من 70 في المائة منهم عن 30 عاما.

إلى ذلك، قدم رئيس بلدية طهران محمود احمدي نجاد ترشيحه امس. ويشير المراقبون الى ان احمدي نجاد وكذلك محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري يمكن ان يضطرا الى الانسحاب لمصلحة قاليباف. وفي المعسكر المحافظ ايضا، سيتقدم كل من مستشار المرشد الاعلى للجمهورية علي لاريجاني ووزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي بترشيحهما اليوم.

وكان رفسنجاني الذي تولى الرئاسة من 1989 الى 1997 ويقدم نفسه على انه براغماتي معتدل قادر على «مكافحة المتطرفين» قد سجل ترشيحه الاربعاء. وفي معسكر الاصلاحيين الذين ضعفوا بسبب هزيمتهم في الانتخابات التشريعية في عام 2004، سجل مهدي كروبي الذي ترأس مجلس الشورى (البرلمان) حتى هيمنة المحافظين عليه في ايار (مايو) 2004، ترشيحه امس ايضا. وكان سبقه خلال الاسبوع مصطفى معين وزير التعليم العالي السابق. وكروبي رجل الدين المعتدل من حزب الرئيس خاتمي، وصف بأنه «مرشح جدي». وأكد انه يرغب في «تعزيز سلطات الحكومة»، وتشجيع «السلام والصداقة وليس الحرب والتوترات» الدولية.

وسيتم اختيار المرشحين بعد إقفال باب الترشيح بعد ظهر اليوم من قبل مجلس صيانة الدستور، وهو المؤسسة المتشددة غير المنتخبة والتي سيكون امامها عشرة ايام كحد أقصى للنظر في صلاحية الترشيحات او رفضها استنادا الى الكفاءات المفترضة وولاء المرشحين لمبادئ الثورة الاسلامية.

وفي اليوم الرابع من تقديم الترشيحات، جرى تسجيل 565 مرشحا، بينهم 45 امرأة، ويقدم مجلس صيانة الدستور تفسيرا للدستور مثيرا للجدل عبر قوله انه لا يسمح لامرأة بتولي منصب الرئاسة. وفي عام 2001، وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيح عشرة اشخاص فقط من أصل 814 مرشحا.