الاستخبارات الإسبانية: أبو الدحداح واحد من القليلين جدا الذين علموا مسبقا بمخطط 11 سبتمبر

TT

أفاد رئيس شعبة الاستخبارات الخارجية التابعة للشرطة الاسبانية، امس ان السوري عماد الدين بركات جركس (أبو الدحداح) الزعيم الافتراضي لخلية تنظيم «القاعدة» في اسبانيا كان أحد الافراد القلائل جدا الذين علموا مسبقا بمخطط هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 .

وادلى غوميث مينور بهذه الافادة في اطار جلسات المحاكمة التي تجري حاليا في مدريد ويحاكم فيها 24 شخصا بتهم الارهاب، وبعضهم بتهمة تقديم الدعم لمنفذي هجمات سبتمبر. ومينور هو اول شاهد يجري استجوابه في قضية ابو الدحداح المتهم في قضية هجمات سبتمبر، وادلى بافادته من خلف حائط خشبي وضع له خصيصا من أجل عدم كشف هويته.

وقال مينور ان أبو الدحداح تلقى مكالمة هاتفية في 27 أغسطس (آب) 2001 من شخص يدعى شاكر (اسمه الحقيقي فريد هلالي وهو معتقل حاليا في بريطانيا) قال فيها هذا الاخير: «لقد دخلنا في حقل الطيران».

وافاد رئيس شعبة الاستخبارات الخارجية الاسبانية ان «استنادا الى ما قاله مترجم هذا الاتصال، استنتجنا ان هناك مجموعة من الاشخاص تتدرب على قيادة الطائرات، لكن عندما سمعنا ورأينا ما حصل في نيويورك وواشنطن، اتصلنا بالاستخبارات الاميركية للسؤال عما اذا كانوا قد تنصتوا على هذه المكالمة فأجابوا بالنفي». واستطرد غوميث مينور قائلا: «ان ما لا احد في العالم يعرفه، كان ابو الدحداح على علم به». ثم تساءل: «لماذا وصلت اليه هذه المعلومات» قبل ان يجيب قائلاً: «أعتقد ان ابو الدحداح هو الذي قام باختيار وتجنيد فريد هلالي (شاكر)، وهناك بينهما علاقة وثيقة جدا تسمح لهما بتخطي أدنى درجات التدابير الاحتياطية وبالحديث عن المشاريع الارهابية». ثم أضاف: «اعتقد أن فريد هلالي كان يتحدث مع الشخص الذي اختاره وجنّده، اذ كان يكرر الاتصال بابو الدحداح طالبا منه عدم ابلاغ أحد».

وأكد رئيس شعبة الاستخبارات انه بالرغم من ان خلية «القاعدة» في اسبانيا كانت تحت المراقبة منذ عام 1995، فان هجمات 11 سبتمبر (ايلول) كانت حاسمة من أجل القبض على عناصرها. واضاف: «لقد بدأنا بمراقبة هذه العناصر والقيام بالتحقيقات حول مجموعة من الشبان تطلق على نفسها اسم «جند الله»، كانت تحاول السيطرة بالقوة على مسجد ابو بكر في استريتشو، احد أحياء مدريد». واوضح ان هذه المجموعة «كانت تصور المجلات والمنشورات المتطرفة وتضع نسخا منها عند مدخل المسجد وتقف تراقب الاشخاص الذين يظهرون اهتماما بهذه المنشورات عند خروجهم من الصلاة ، ثم يتصلون بهم بهدف تجنيدهم وارسالهم الى البوسنة وأفغانستان واندونيسيا والشيشان».

وكان الزعم الاول لهذه المجموعة، حسب افادة رئيس شعبة الاستخبارات الخارجية الاسبانية، هو الشيخ صالح الذي انتقل فيما بعد الى بيشاور، ثم حل مكانه ابو الدحداح الذي اصبح يرسل المجندين الى باكستان حيث يستقبلهم الشيخ صالح ويرسلهم بدوره الى أفغانسان ليستقبلهم عنصر آخر هو الاسباني السوري الاصل مصطفى ستماريان، المشرف على احد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان.

وقدم رافايل غوميث مينور ادلة تثبت بأن أبو الدحداح سافر الى بريطانيا عشرين مرة في مدة 3 سنوات، واجتمع أثناء وجوده في العاصمة البريطانية مع أبو قتادة وستماريان. واضاف مينور ان ابو الدحداح سافر ايضاً الى الاردن واليمن وإندونيسيا. ووصفه بانه «محترف جدا» و «يصعب تعقبه ومراقبته».

أما عن كيفية تمويل هؤلاء العناصر ونشاطاتهم، فقال مينور «ان التمويل كان يتم عبر جمع التبرعات في المساجد ومن محلات ومتاجر حي لابابييس في مدريد وتزوير بطاقات الاعتماد وتبرعات أخرى».