عون زار جعجع في سجنه «لطي صفحة الماضي» واستقبل السفير الأميركي والتقى قائد الجيش اللبناني

TT

وصف زعيم «التيار الوطني الحر» في لبنان العماد ميشال عون زيارته إلى قائد «القوات اللبنانية» المحظورة سمير جعجع في سجنه بوزارة الدفاع أمس، بأنها «للتضامن وطي صفحة الماضي»، داعياً القضاء اللبناني إلى «إعادة النظر في القضية التي حوكم بها (جعجع) خطأ» ومعتبراً أن «استمراره في السجن رجح ظلماً لا يعوض إلا بعودته إلى الحياة الطبيعية».

ودعا عون أنصار تياره و«القوات اللبنانية» إلى «طي صفحة الماضي» في إشارة إلى الاقتتال الذي وقع عام 1989 بين الجيش اللبناني حين كان قائده و«القوات اللبنانية» بقيادة جعجع. وأكد انه لن يقاطع الانتخابات النيابية.

وكان العماد عون قد توجه صباح أمس وسط تدابير أمنية مشددة بعيداً عن الرسميات والبروتوكول، إلى وزارة الدفاع. والتقى أولا قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي كان في انتظاره. وقد اجريا جولة أفق تخللها عرض للذكريات وإطلالة على المستقبل.

ثم انتقل عون للقاء الدكتور جعجع، حيث اجتمعا منفردين في صالون استقبال جانبي لغرفة سجن جعجع. واستمر اجتماعهما أكثر من ساعة كان بمثابة «تكريس للمصالحة وفتح صفحة جديدة والتأسيس للمستقبل». ولدى عودته إلى منزله في الرابية (شمال بيروت) استقبل العماد عون النائب محسن دلول، ثم السفير الاميركي جيفري فيلتمان، والمرشح للانتخابات في بيروت إبراهيم شمس الدين.

وعقد مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن زيارته إلى جعجع فقال: «اللقاء كان تأكيداً لعلاقة جديدة ضمن الحياة الديمقراطية التي نعيشها اليوم وطي صفحة الماضي الذي أصبح ملكاً للتاريخ لنتطلع إلى المستقبل ونبني لبنان معاً. زيارتي أيضا هي للتضامن مع الدكتور جعجع في سجنه لان استمراره في السجن أصبح ظلماً... واعتقد أن القضاء الاستنسابي والظلم اللذين تعرض لهما لا يعوضان إلا بإقفال الملف وعودته إلى الحياة الطبيعية. وإذا كان هناك من ملفات أخرى تستوجب الإعفاء عن محكومين أو سجناء فيجب ألا تربط بملفه لان هذا يعقّد الأمور ويبقيه في السجن».

وأوضح عون، رداً على سؤال، انه وجعجع لم يتطرقا إلى السياسة. وقال: «تكلمنا وجدانيات». وأضاف انه وجد جعجع «مفرحاً وايجابياً». وعن وضعه الصحي، قال: «انه سليم جداً. واقدر شجاعته وقوته الروحية». وسئل عون هل إن الزيارة ستكون بداية لتحالف انتخابي وخصوصاً بعد التحالف الذي حصل في الجبل بين النائب جنبلاط و«القوات اللبنانية»، فأجاب: «برنامج الزيارة لا يتضمن موضوع الانتخابات. الزيارة لإعادة العلاقات الطبيعية الإنسانية بين أشخاص مسؤولين تطميناً لقواعد الذين يعملون معهم لان لا صراع ولا خلاف على الأهداف البعيدة بل ربما تنافس في السياسة».

وسئل عون بماذا تتوجه إلى الرئيس عمر كرامي في هذا الموضوع؟ فأجاب: «لو لم يكن هناك سيدة النجاة لما كانت هناك محاكمة أصلا. غيره قتل بشير الجميل ورينيه معوض فلماذا جُهّل الفاعل ولم تفتح الملفات؟ لقد كنت في حينه ضد قانون العفو، يجب معرفة مرتكبي الجرائم أولا، وفيما بعد نعرف هوية من أعطيناه العفو. لا نستطيع أن نستثني بالرغم من شعورنا الخاص».

من جهة أخرى، رد عون على أسئلة الصحافيين حول الوضع السياسي والاتصالات مع المعارضة ووليد جنبلاط، فقال: «هناك إشكالية لن نتحدث عنها قبل أن نحاول بتها». وعن العلاقة مع عائلة الحريري قال: «لقد قدمنا العزاء ونحن مستعدون للزيارة في مناسبات أخرى.. المطلوب الآن خطة إصلاحية للبلد».

وقيل للعماد عون إن السفير الاميركي قال بعد زيارتك إن التحالفات تعوض الغبن الحاصل في الانتخابات، وأعلن انه اتفق معك على وجوب تجاوز هذه المرحلة، ما تعليقك على ذلك؟ فأجاب: «لقد تحدث بإسهاب عن الإصلاح والمحاسبة السياسية. وسبق للأميركيين أن تحدثوا عن الموضوع. والآن هناك وجهات نظر مختلفة عنه. ولم يكن هناك إيعاز أميركي لتعطيل القانون (الانتخابي) في مجلس النواب، بل أرادوا الانتخابات في موعدها لأن الوقت الضائع ليس في مصلحة لبنان».

وسئل عن موقف البطريرك نصر الله صفير أمام «لقاء قرنة شهوان» أول من أمس، فأجاب: «البطريرك مسؤول عن الجميع ويحاول لملمة الوضع والرأي العام. وأنا أقول إن كل شيء يجمع هو ايجابي».

وكان السفير فيلتمان قال بعد زيارته العماد عون: «هو شخصية معروفة في الولايات المتحدة، لكنها فرصتي الأولى للقائه. وكان لنا نقاش جيد وتبادلنا وجهات النظر في التطورات الداخلية. وتمكنا من الاطلاع على آراء العماد عون ومبادئه حيال لبنان والسياسة الأميركية التي نتبعها هنا. نحن نتوافق معه على أن الانتخابات هي خطوة من الخطوات العملية نحو التحول والتغيير في لبنان، على أن يستمر المشروع الإصلاحي بعد الانتخابات».