قوات الاحتلال تعود لاستخدام الطائرات في عمليات تصفية مقاومين فلسطينيين

بعد أن قتلت عنصرا من «كتائب القسام» في رفح

TT

واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات قتل الفلسطينيين وعادت بعد ظهر امس وبعد غياب استمر بضعة اشهر الى استخدام الطائرات لاغتيال مقاومين فلسطينيين. وبذلك تخرق قوات الاحتلال مجددا وعن سبق اصرار وترصد التهدئة التي وافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ انتخاب محمود عباس (ابو مازن) رئيسا للسلطة الفلسطينية في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد تؤدي الاعتداءات الاسرائيلية اذا ما استمرت كما قال مصدر فلسطيني لـ«الشرق الاوسط» الى نسف التهدئة عن بكرة ابيها والعودة الى ما كان عليه الوضع قبل انتخاب ابو مازن. واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان الهدنة ليست من جانب واحد بل يجب ان تكون متبادلة. وعلى اسرائيل ان تفي بالتزاماتها وفق تفاهمات شرم الشيخ». وتنسجم محاولة الاغتيال امس مع تهديدات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الاخيرة بعودة الجيش الى استئناف عمليات الاغتيال ضد نشطاء فلسطينيين اذا ما استمرت عملياتهم.

فقد اطلقت طائرة حربية اسرائيلية امس صاروخا على مواطنين فلسطينيين في منطقة المقبرة الشرقية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ما أدى إلى إصابة أربعة منهم جروح احدهم وهو أحمد شهوان, 25 عاما, بالغة للغاية أسفرت عن «بتر في الساقين». وشهوان هو أحد عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي قتل احد مقاتليها فجر امس في مدينة رفح جنوب القطاع غزة برصاص جيش الاحتلال.

وتقول الرواية الاسرائيلية ان الطائرة الحربية اطلقت صاروخها على فلسطينيين كانا يستعدان لاطلاق قذائف هاون على مستوطنات جنوب قطاع غزة. وقالت اسرائيل ان الطائرة اطلقت الصاروخ عندما لاحظ الجنود الاسرائيليون فلسطينيين في مدينة خان يونس يحاولان اطلاق قذائف هاون على مستوطنتي موراغ ونيفي دوكاليم.

ويشكل هذه الاعتداء اول ضربة جوية توجهها قوات الاحتلال الى مقاومين فلسطينيين منذ تفاهمات شرم الشيخ في 8 فبراير (شباط) الماضي.

وادانت وزارة الداخلية الفلسطينية العدوان الاسرائيلي. وقالت في بيان صحافي إن «النوايا الإسرائيلية المُبيّتة بتنفيذ عمليات اغتيالٍ وتصفية، تحولت إلى عمل عدواني جديد، وإن مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية، تُشكّل خطورة عالية على الأمن والاستقرار».

ولفت البيان الذي نقلته وكالة الانباء الفلسطينية «وفا»، إلى أن «هذه العملية تؤكد ما سبق أن حذرت منه وزارة الداخلية والأمن الوطني، بأن هناك جهات إسرائيلية تسعى لتصعيد الأمور واستدراج ردود فعل فلسطينية; لخدمة أهدافها في خلط الأوراق من جديد، بعد أن أثبتت السلطة الوطنية قدرتها على الوفاء بالتزاماتهم».

ودعا البيان «جميع الجهات الدولية ذات العلاقة لسرعة التدخل، ووقف المخطط الإسرائيلي بكل عدوانيته وأخطاره، التي تستهدف المنطقة برمتها، مطالباً في ذات الوقت القوى والفصائل، بعدم الانجرار إلى الشرك الإسرائيلي، وإبداء أعلى مستويات المسؤولية وضبط النفس».

وكانت قوات الاحتلال قد قتلت مقاوما من حماس في رفح قرب الشريط الحدودي مع مصر, قالت الحركة ان اسمه هو احمد برهوم, 25 عاما. واعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس ان برهوم ينتمي اليها، وان جنود الاحتلال قتلوه بينما كان يقوم بـ«حراسة احد الثغور» في المدينة. واضاف البيان ان «سلاح المقاومة سيبقى مرفوعاً حتى يندحر العدو الصهيوني عن الأرض المباركة».

وزعمت قوات الاحتلال ان برهوم قتل بينما كان يحاول زرع عبوات ناسفة قرب الشريط الحدودي.

واعلنت كتائب القسام في بيان امس أنها قصفت ظهر امس مستوطنة موراغ بـ 7 قذائف هاون، مؤكدة «أن العملية جاءت ردا على جريمة اغتيال برهوم».