الملك عبد الله: النجاح في الشرق الأوسط يقوم على أساس العدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين

في كلمة افتتاح مؤتمر الحائزين جائزة نوبل في البتراء

TT

اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ان الانسانية تقف أمام مفترق طرق أساسي وبالغ الأهمية، «فإما ان يكون عالما منفتحا واسع الآفاق او مغلقا مبتليا بالأزمات والفرص الضائعة».

وقال في افتتاح مؤتمر الحائزين جائزة نوبل والذي انعقد امس في مدينة البتراء الأثرية «ان اصدقاء الشرق الاوسط أمامهم فرصة غير مسبوقة لتحقيق النجاح عبر توفير العدالة للفلسطينيين والأمن للاسرائيليين، بحيث تقوم دولتان جنباً الى جنب وفقا للشرعية الدولية».

وبين العاهل الاردني في كلمته ان التحدي الماثل الآن هو مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التمسك بهذه الرؤية، لكي يؤمنوا بمستقبل السلام بالرغم من قوى العنف. ودعا الحائزين جائزة نوبل للالتفات حول نصف سكان الشرق الاوسط وهم فئة الشباب، وقال ان هؤلاء الشباب هم مواطنو الغد ومعلموه. واضاف «ان منطقتنا شهدت موجة من الإصلاح لتحقيق الديمقراطية والتنمية، وهذه الخطوات أساسية وذات اهمية بالغة لتلبية توقعات شعبنا، خاصة الشباب منهم في ما يتصل بالحرية وتوفر الفرص. وشدد الملك عبد الله الثاني على ان يناضل الناس في جميع انحاء العالم لمواجهة الكراهية والفرقة، حيث ترفض الغالبية العظمى في الشرق والغرب والشمال والجنوب اسباب التطـرف والدعوة اليه، مدركين ان هذا معاد بدرجة كبيرة للسلام والتقدم والديمقراطية. واستطرد بقوله «لكننا بحاجة الى ان نقوم بالمزيد على جميع الأصعدة لتعزيز القيم الاساسية للانسانية».

من جانبه، قال إيلي ويزل الذي انشأ مؤسسة باسمه تعنى بالشؤون الإنسانية بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام عام 1986، ان العالم يتطلع الى ان يساهم العلماء في جميع مجالات العلم والمعرفة في التخفيف من معاناة الشعوب ويقدموا حلولا للمشاكل والتحديات التي تعترض سبيلهم في تحقيق التقدم والازدهار.

وقال ان العالم يعاني من مشاكل تتمثل في الفقر «وما يسيئنا ان نتطلع الى الفقراء من دون ان نقدم لهم حلولا ناجعة». واشار الى ان العنف الذي تشهده مناطق عديدة من العالم والعمليات الانتحارية التي تحدث، تعمل على تقويض الجهود للوصول الى مجتمعات آمنة توفر للأجيال وسائل الإبداع والعمل المنتج. ويأتي انعقاد اعمال «مؤتمر البتراء للحائزين جائزة نوبل» بمبادرة من العاهل الأردني، تقديرا للدور والجهود الكبيرة التي قام بها الفائزون بالجائزة لتطوير البشرية وتخفيف معاناة الشعوب ولتمكين اصحاب العقول النيرة من تبادل الآراء حول التحديات التي تواجه المجتمع الانساني. ويُعقد المؤتمر بالتعاون بين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة ايلي ويزل الانسانية انطلاقا من قناعة العاهل الأردني بأهمية تسخير القدرات الفكرية المتميزة في هذه اللحظة التاريخية الهامة من حياة الشعوب لمجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤرق العالم.

ويشارك في المؤتمر عدد من الزعماء السياسيين أمثال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمعون بيريس والدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت والرئيس التنـزاني ورئيس وزراء سنغافورة، اضافة الى 26 من حملة جائزة نوبل في جميع المجالات، الى جانب العديد من القيادات الاقتصادية والدينية والثقافية والمدنية العالمية بهدف ايجاد رؤية حول الهموم والمشاكل الملحة التي تواجه العالم من اجل صياغة آفاق لحلها ومعالجتها، وذلك من خلال تقسيم المشاركين الى خمس مجموعات تتمثل في السلام والتسامح، الأمن والاستقرار، التنمية الاقتصادية، التنمية البشرية والثقافة والإعلام.