بوتفليقة: لا نريد أن يؤثر نزاع الصحراء في علاقاتنا مع المغرب والاتحاد المغاربي سيكون شريكا مهما لأميركا اللاتينية

TT

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إن اتحاد المغرب العربي بصدد استكمال هياكله، لكنه لا يزال يواجه مشكلة الصحراء الغربية، «التي أدت إلى سوء تفاهم في العلاقات الجزائرية ـ المغربية، مع أنها قائمة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو». وأوضح بوتفليقة أول أمس، في ختام زيارة قادته إلى البرازيل وشيلي والبيرو، أن الاتحاد المغاربي سيكون شريكاً اقتصادياَ مهماً لأميركا اللاتينية. وذكر بوتفليقة في خطاب ألقاه في لشيلي، أن «تشييد صرح اتحاد المغرب العربي تعيقه بعض الشيء مشكلة الصحراء الغربية». مشيرا إلى أن النزاع في هذه المنطقة «يتعلق بمشكلة تصفية استعمار تم التكفل بها من طرف الأمم المتحدة، وحلها يكون بممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير». وأعرب الرئيس الجزائري عن آماله قائلا «أمنيتي أن تحمل ضغوط المجموعة الدولية الخصمين على إيجاد أرضية تفاهم تسهل إجراء استفتاء تقرير المصير، الذي يشكل مفتاح المشكلة». وأضاف أن بلاده «ستبذل كل ما في وسعها لتسهيل مثل هذا الحل، وحتى لا تتأثر العلاقات الأخوية التي تريد إقامتها مع المغرب أبدا، باستمرار هذا النزاع».

ويأتي هذا التصريح قبل أيام قليلة التئام قمة اتحاد المغرب العربي بليبيا، للمرة الأولى منذ عام 1994، تاريخ آخر قمة احتضنتها تونس. ويتمسك المسؤولون الجزائريون بإبعاد المشكل الصحراوي عن البناء المغاربي وعن علاقات الجزائر بالمغرب، على أساس أن أفضل مسار لتسوية النزاع هو الأمم المتحدة. كما يأتي تصريح بوتفليقة في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية ـ المغربية، تحسنا ملحوظا، من أهم مؤشراته إلغاء تأشيرة الدخول إلى الجزائر المفروضة على المغاربة، وتتوقع مصادر غير رسمية إعادة فتح الحدود البرية المغلقة منذ 11 سنة، قريبا. وأشار بوتفليقة إلى الوضع في الجزائر قائلا إن المجتمع عانى «من إرهاب أعمى ووحشي قوض أسس الدولة وأضعف هياكل المجتمع. وقد اقتضت محاربة العنف بذل تضحيات مادية وبشرية جسيمة». وساق بوتفليقة صورة أخرى عن الجزائر غير متداولة عند أغلبية بلدان العالم، بحديثه عن «عودة البلاد إلى لعب دورها في تسوية المشاكل العديدة التي يعيشها العالم». كما تحدث عن «صورة بلد حيوي ومزدهر واع بمسؤولياته». وكعادة بوتفليقة في كل مناسبة، ذكّر بأنه يعوّل على سياسة المصالحة الوطنية للتوصل إلى تهدئة شاملة، «تسمح لنا بطي الصفحة الأليمة من ماضينا». وأوضح أن فترة التسعينات التي تميزت بعنف لا مثيل له أودى بحياة 200 ألف شخص، «جعلتنا أكثر حساسية إزاء كل ما له صلة بالإرهاب، الذي يدرك الآن كل واحد، لا سيما بعد اعتداءات نيويورك ومدريد، بأنه آفة تهدد المجتمع الدولي برمته». وأشار بوتفليقة إلى اختلاف الدول في تحديد مفهوم الإرهاب، «فقد كنا نخشى دائما أن تؤدي محاربة الإرهاب إلى تجاوزات، من خلال الخلط بين هذه الآفة وكفاح الشعوب المضطهدة التي غالبا ما يكون العنف آخر وسيلة تلجأ إليها للدفاع عن حقوقها المشروعة المهضومة».