وزير الفلاحة المغربي يستبعد وقوع اجتياح جديد للجراد لبلاده

TT

استبعد محند العنصر وزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري المغربي، حصول اجتياح جديد للجراد بالمغرب خلال الخريف المقبل. وأكد في تصريح صحافي بالعاصمة السنغالية دكار أن «الإشارات التي نتوفر عليها حاليا تفيد بأن هناك فترة خمود ولا ننتظر وقوع اجتياح كبير».

والعنصر موجود بدكار للمشاركة في اجتماع وزاري للتنسيق بين بلدان شمال أفريقيا وغرب القارة حول خطر الجراد. وأضاف الوزير المغربي أنه على الرغم من أن المعلومات المتوفرة حول تصرف الجراد غير دقيقة، فإن السيناريو المحتمل هو أن هناك خمودا خلال خريف 2005، داعيا مع ذلك إلى التحلي بـ«اليقظة» ومواصلة التعبئة.

وأوضح أنه «رغم هذه التوقعات فإننا مطالبون بالتزام الحذر وإبقاء تعبئتنا جاهزة عند الاقتضاء».

ومن جانبها، اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن هناك «احتمالا ضعيفا» لاجتياح كبير للجراد خلال الشتاء المقبل لبلدان الساحل التي تضررت السنة الماضية من هذه الآفة. وأكد إدوارد تابسوبا، ممثل الفاو بالسنغال أمس في افتتاح هذا الاجتماع الوزاري أن «جهودا كبيرة بذلت خاصة من طرف الجزائر والمغرب اللذين ساهما في التقليص بشكل متميز من الجراد حتى قبل بداية فصل الربيع». وحسب تابسوبا فإن الظروف المناخية الربيعية غير ملائمة لنمو مهم للجراد وأنه لم تسجل إلا حالات محلية قليلة. وأعرب عن تفاؤله بخصوص الحملة الصيفية المقبلة لمحاربة الجراد، مشددا بدوره على التزام «الحذر» ومواصلة التعبئة.

وفي استعراضه لحصيلة محاربة الجراد، أشار العنصر إلى أن المغرب رصد موازنة تتراوح ما بين70 و80 مليون دولار خلال فترة اجتياح الجراد منذ عام 2003 حتى الآن.

وأضاف أن مساهمات المنتظم الدولي في هذا الإطار بلغت نسبة 15% من الموازنة. وأوضح أن «المغرب فضلا عن هذه الإمكانيات المالية نجح في حملته ضد الجراد لكونه حافظ منذ سنة 1987 على معداته كاملة من إمكانيات مادية وموارد بشرية والتي تم تشكيلها داخل المركز الوطني لمحاربة الجراد» الذي يوجد مقره في اغادير. واعتبر العنصر أن الخسائر التي لحقت بالفلاحة جراء الغزو الاخير للجراد كانت «قليلة وغير مؤثرة». وأوضح العنصر «رغم أنه تمركز في مناطق فلاحية هامة فإن هذا الزحف لم يوقع خسائر مباشرة لأنه بغض النظر عن بعض زراعات الزيتون أو زراعات شجر الليمون الفتية التي فقدت أوراقها يمكن القول إن الخسائر قليلة وغير مؤثرة». وأشاد أيضا بالتضامن الذي أبان عنه المغرب تجاه دول غرب افريقيا موضحا أن «المغرب وعى مبكرا أن المكافحة لا تتم داخل التراب الوطني لكن يجب التحرك في مناطق التوالد». وبعث المغرب عشرات الاف الليترات من المبيدات الحشرية للسنغال وموريتانيا وغامبيا وغينيا بيساو والرأس الاخضر ومالي والنيجر لمساعدة هذه الدول على مواجهة زحف الجراد.

وحسب الفاو فإن حوالي 13 مليون هكتار تمت معالجتها، وتم استعمال 16 مليون لتر من المبيدات في دول شمال أفريقيا وغربها خلال الحملة الاخيرة لمكافحة الجراد وذلك بكلفة بلغت 315 مليون دولار.

وكان المجتمع الدولي قد لبى بعد مرور بعض الوقت النداءات المتكررة للمساعدات التي أطلقتها في السنة الماضية الدول المتضررة من الغزو، لكن الفاو وجدت نفسها متوفرة على قدره بفائض 30 مليون دولار يمكنها أن تستعملها في عمليات للوقاية خلال هذه السنة.