الأزمة الأوزبكية: لندن تطالب بتحقيق وموسكو تصف المتظاهرين بـ«المجرمين»

TT

تفاعلت أمس قضية الاضطرابات الجارية في شرق أوزبكستان منذ نهاية الاسبوع الماضي. فأعلن مجلس الدوما الروسي تأييده للحكومة الأوزبكية ووصف المتظاهرين بأنهم مجرمون، فيما طالبت بريطانيا بإجراء تحقيق دولي مستقل في قمع المظاهرات بمدينة انديجان، حيث يؤكد شهود سقوط اكثر من 500 قتيل، فيما تقول الحكومة ان عدد القتلى 169 غالبيتهم من قطاع الطرق. وفي موازاة ذلك، سمح الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف للدبلوماسيين والصحافيين بزيارة انديجان، لكن احد الدبلوماسيين صرح امس ان السلطات اخذتهم الى بلدة اوزبكية ولم تريهم موقع المجزرة.

الى ذلك، تصاعد التوتر في منطقة نمنقان المجاورة ، معقل التيار الأصولي الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء الاضطرابات. وضاعفت السلطات التي تسعى الى الابقاء على سيطرتها على الوضع في نمنقان، حواجز الطرق ونقاط التفتيش في المنطقة الواقعة في وادي فرغانة مهد الحركة الاسلامية الاوزبكستانية.

واعلن الرئيس كريموف قراره السماح للصحافيين والدبلوماسيين الاجانب بزيارة انديجان المحاصرة منذ نهاية الاسبوع الماضي. واعدت طائرة خاصة نقلت الصحافيين والدبلوماسيين الاجانب بمساعدة مباشرة من وزارة الخارجية الاوزبكية ما يضمن عمليا الاشراف على هذه الرحلة التفقدية. واشار كريموف في مؤتمر صحافي أمس ان لديه القرائن التي تؤكد وصول اسلحة الى الارهابيين من الخارج في وقت سابق بما في ذلك الرشاشات والمسدسات وبنادق القناصة. وصاح أحد الدبلوماسيين قائلا للصحافيين من حافلة تقل المبعوثين والصحافيين الاجانب الى المطار في رحلة العودة «اكتبوا ذلك في تقريركم انهم لم يأخذونا الى المدرسة».

وقال الشهود إن المذبحة وقعت أمام المدرسة الرقم 15 في شارع شولبون. وسمع صحافي مسؤول اوزبكي يقول لآخر «هذا أمر غريب لماذا يريدون الذهاب الى هذه المدرسة».

وقاد الجولة التي استمرت أكثر من ساعتين وزير الداخلية ذاكر الدين الماتوف الذي أكد مجددا اصرار الحكومة على ان متمردين وليس قوات اوزبكية كانوا وراء مذبحة الاسبوع الماضي.

وفي لندن، طلب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس اجراء «تحقيق دولي مستقل» حول قمع التظاهرات في اوزبكستان.

وأعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية ان لا علاقة لأحداث انديجان بما يسمى بـ«الثورات البرتقالية» ما قد يعني الاتفاق عمليا حول تأييد سياسات الرئيس الاوزبكي واعتبار ما يقوم به كفاحا ضد الارهاب بكل مظاهره.

وبعث بوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما برسالة الرئيس كريموف اشار فيها الى ان موسكو تشاطر القيادة الاوزبكية قلقها تجاه تصاعد نشاط القوى المتطرفة وتعتبر الاحداث الاخيرة في انديجان ذات طابع اجرامي. واشار الى ان «تصرفات المجرمين التي ادت الى هذه الاحداث لا علاقة لها بالنشاط السياسي. لقد قام هؤلاء بفتح ابواب السجون واطلاق القتلة وتجار المخدرات والسلاح».