في مذكرة سرية لفريق عمل من الكونغرس

رايس تستبعد تأييد واشنطن حصول ألمانيا على مقعد في مجلس الأمن

TT

استبعدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تأييد واشنطن حصول ألمانيا على مقعد دائم في مجلس الأمن استناداً الى مذكرة سرية صادرة عن اجتماع لفريق عمل تابع للكونغرس مختص في شؤون الامم المتحدة. وورد في المذكرة ان «كوندوليزا رايس تعتقد انه لا يوجد منطق مقبول لإعطاء دولة عضو أخرى في الاتحاد الاوروبي مقعدا دائما في مجلس الأمن». وأشارت المذكرة، التي تضمنت تلخيصا للاجتماع الذي جرى في 5 مايو (آيار) الجاري بين كوندوليزا رايس والرئيس السابق للكونغرس نيوت جينجريتش وزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ السيناتور جورج ميتشيل، الى ان «اوروبا لديها مسبقا سياسة خارجية مشتركة وهذا في حد ذاته يجب ان يؤخذ في الاعتبار في مجلس الأمن». ويرى مراقبون ان اهمية تعليقات كوندوليزا رايس تنبع من حقيقة ان ادارة بوش ظلت ترفض التصريح بموقفها إزاء تأييد محاولة ألمانيا الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وكانت رايس قد تجنبت خلال زيارة لها الى ألمانيا في فبراير (شباط) الماضي الإجابة بصورة مباشرة على سؤال عن تأييد واشنطن لألمانيا في هذا الشأن واكتفت بتعليق قالت فيه انه من الضروري «التأكد من ان مؤسسات الامم المتحدة المهمة تعكس الظروف الحالية». وجرت عملية صوغ المذكرة بواسطة جورج وورد، المدير التنفيذي لمجموعة العمل التابعة للكونغرس، وقدمها مصدر مطلع وصف تعليقات رايس حول مجلس الأمن بأنها مثيرة للاهتمام. إلا ان وورد رفض التعليق على المذكرة وكذلك جينجريتش، اما ميتشيل فإنه في رحلة خارج الولايات المتحدة. وكان بصحبة رايس عدد من مسؤولي وزارة الخارجية، بمن في ذلك مساعدها نيكولاس بيرنز، الذي تصفه الوزيرة الاميركية، طبقا لما ورد في الوثيقة، بأنه «المنسق العام لمسألة الإصلاح داخل الامم المتحدة». ورفض مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية من جانبهم ايضا التعليق او الرد على طلبات بالتعليق على هذه القضية. وقال سفير ألمانيا لدى الامم المتحدة، وولفغانغ ايشينغر، ردا على تعليقات رايس ان الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا رسميا بعد، وأضاف ان الاقتراح الذي كشف اول من امس يجب ان يعالج مخاوف وزيرة الخارجية الاميركية لأن مجمل التمثيل الاوروبي في مجلس الأمن سينخفض من مستواه الحالي (33 بالمائة) الى حوالي 20 بالمائة.

وكانت رايس قد قالت خلال الاجتماع المشار إليه إن من ضمن قواعد إعادة هيكلة مجلس الأمن «حظر قبول أي دولة غير ديمقراطية كعضو دائم بمجلس الأمن».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»