الجيش الأميركي : الزرقاوي صعد التفجيرات «بعد اجتماع في سورية»

زعيم «القاعدة» في العراق يبرر «دينيا» مصرع المدنيين بالجملة

TT

أفاد ضابط كبير في الجيش الأميركي في العراق أمس، بأن الأصولي الأردني المتطرف أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أمر بتصعيد الهجمات بالسيارات الملغومة في الأسابيع الأخيرة خلال اجتماع مع المسلحين، قال انه عقد في سورية قبل شهر تقريبا. وفي غضون ذلك، برر الزرقاوي «دينيا» هذه الهجمات التي يصاب فيها مدنيون عراقيون، قائلا إن دفع «الضرر العام» مقدم على دفع «الضرر الخاص».

وقال المسؤول العسكري الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في لقاء مع الصحافيين في بغداد، إن قادة في تنظيم الزرقاوي عقدوا اجتماعا في سورية الشهر الماضي «صدرت خلاله تعليمات باستخدام مزيد من السيارات المفخخة في العمليات اليومية».

وأشارت تقارير أجهزة الاستخبارات إلى أن هذا الاجتماع كان بين خمسة اجتماعات لكبار المسؤولين في «القاعدة» عقدت في الخارج، إلا انه لم يعرف ما إذا كان الزرقاوي شارك في اجتماع سورية.

وأضاف الضابط أن الاستخدام المتزايد للسيارات الملغومة، بما في ذلك التفجير الذي وجد فيه أن قدم السائق كانت مقيدة بدواسة البنزين، مثل تغييرا في أسلوب المسلحين الذين يكيفون دوما أساليبهم وفقا للظروف.

وذكر المسؤول الأميركي أن 25 سيارة مفخخة انفجرت في منطقة بغداد خلال السنة الماضية، في حين أن 21 سيارة مفخخة انفجرت خلال هذا الشهر فقط. وأضاف أن 126 سيارة مفخخة انفجرت في بغداد خلال الشهرين ونصف الشهر الماضي، معظمها كانت تفجيرات انتحارية.

ومنذ أيام، أعلنت الحكومة العراقية أن أكثر من 400 شخص قتلوا في انفجار 70 سيارة مفخخة منذ مطلع الشهر الحالي.

وتابع المسؤول «إذا ما قارنّا ذلك بعدد الضحايا وحجم الانفجارات، فإنها الأسوأ منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».

ويرى المسؤولون الأميركيون أن زيادة العنف ترمي إلى نسف مصداقية الحكومة العراقية الجديدة التي شكلت مطلع الشهر وحرمانها من الدعم الشعبي. وأكد المسؤول الأميركي أن تراجعا في ثقة الشعب سجل إثر الانتخابات التي جرت في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال المسؤول انه بحسب دراسة أجرتها جامعة بغداد، فان 85% من الأشخاص رأوا أن الحكومة العراقية ستكون أقوى بعد ثلاثة اشهر على الانتخابات. وأضاف أن الأرقام الأخيرة أظهرت أن 45% من الأشخاص يرون ذلك الآن، مشيرا إلى أن هذا الأمر مصدر قلق.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية إن العملية التي نفذتها قوات المارينز أخيرا غرب العراق قرب الحدود مع سورية وقتل خلالها 125 مسلحا ساهمت في التشويش على اتصالات وإمدادات المقاتلين عبر الحدود.

وقال المسؤول إن الشرطة العراقية المكلفة أمن الحدود تدعمها القوات الخاصة الأميركية تحاول التحقق من أن خطوط الإمدادات تبقى مغلقة. وقال المسؤول الأميركي إن معظم السيارات الملغومة أعدت بالقرب من الأماكن التي سيجري تفجيرها فيها وليس في موقع رئيسي. وأضاف «لا نظن أن هناك مصنعا»، وتابع قائلا «غالبية هذه الأشياء يجري تجميعها في أماكن قريبة كمرآب (كراج) أو ورشة لتصليح السيارات أو مخزن مهجور بل وفي خلفية متجر».

من ناحيته، اعتبر الزرقاوي في التسجيل الصوتي الطويل (90 دقيقة) الذي يتعذر التأكد من صحته «مشروعية رمي الكفار بكل ما نملك من سلاح (...) وإذا ترتب على ذلك قتل المتمترس بينهم من المسلمين (...) فذلك جائز شرعا (...) إذا كانت المصلحة ضرورية، أي لا يحصل قتل الكفار إلا بقتل المتمترس.. لعلمي أن المجاهدين لا يقدمون على مثل هذه العمليات إلا وضوابط الشرع وأحكامه تحكمهم».

ويشير الزرقاوي ضمن الشريط إلى وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، مما يعني أن التسجيل تم بعد الثاني من الشهر الماضي تاريخ وفاة البابا.

ورأى الزرقاوي أن «حفظ الدين مقدم على حفظ النفس (...) وغيرها من الضروريات (...) في نظر الشرع»، وذلك باعتبار أن «الفتنة أشد من القتل»، وأن «قتل المتمترس أقل مضرة من شيوع الكفر». واعتبر أن القتلى من العراقيين المدنيين «شهداء»، وقال إنه «إذا قتل المتمترسون كانوا شهداء».

وترتفع أصوات في العراق للتنديد بالاعتداءات التي توقع ضحايا بين العراقيين أكثر مما توقع بين قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

وحمل الزرقاوي مجددا في التسجيل الصوتي على الشيعة، معتبرا أنهم يتعاونون مع قوات الاحتلال ضد السّنة.