أميركا تواجه فضيحة أخرى في العراق: صحيفتان بريطانية واميركية تنشران صورا لصدام بملابسه الداخلية

«الصن» تقول إنها سلمت الصور «لإضعاف المقاومة» * البنتاغون يحقق * الدفاع يهدد بمقاضاة المسؤولين

TT

اعلن الجيش الاميركي أمس انه فتح تحقيقا لتحديد مصدر صور للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين نشرتها صحيفتا «الصن» البريطانية و«نيويورك بوست» الاميركية وتظهره احداها بثيابه الداخلية واقفا في سجنه وسط حراسة الجنود. وقال الجيش في بيان «ان مصدر هذه الصور مجهول في الوقت الراهن»، مضيفا انها «قد تعود الى اكثر من عام» وانها التقطت «في انتهاك لأنظمة وزارة الدفاع وعلى الارجح لاتفاقيات جنيف ومعاهدة المعتقلين».

وابدى الجيش خيبة امله ازاء «تمكن احد المسؤولين في حرس صدام من التقاط هذه الصور وعرضها على الصحافة». وأضاف الجيش «اننا نأخذ على محمل الجد مسؤوليتنا في ضمان أمن كل المعتقلين»، مؤكدا ان «تحقيقا معمقا اطلق لكشف من التقط هذه الصور والتأكد من انه سيجري احترام الانظمة المرعية ومنع تكرار هذا الامر».

وأكدت صحيفة «الصن» انها «اول صور» تلتقط لصدام حسين في سجنه. وتظهره الصورة الثانية جالسا على كرسي بلاستيكي زهري اللون وهو يغسل سروالا له على الارجح. وفي الصورة الثالثة يظهر صدام واقفا وبعض مظاهر القلق على وجهه، بينما تكشف الصورة الرابعة وجهه على وسادة وهو نائم على ما يبدو. وأوضحت الصحيفة ان الصور التقطت «في مكان سري في العراق حيث تحتجز القوات الخاصة والشرطة العسكرية صدام». وقالت الصحيفة ان «مصادر عسكرية اميركية» سلمتها هذه الصور «على امل توجيه ضربة الى المقاومة في العراق». ونقلت «الصن» عن مصدر عسكري قوله «صدام ليس رجلا خارقا او الها.. انه ليس سوى رجل هرم وذليل. من المهم ان يراه شعب العراق في هذه الهيئة لتدمير الاسطورة. قد يقضي هذا على بعض من الولع به لدى المتعصبين الذين ما زالوا يناصرونه. الامر انتهى يا رجال. ايام الشر لحزب البعث بزعامة صدام لن تعود ابدا.. وهاكم الدليل». كما اكدت الصحيفة، التي يملكها شانها شان «نيويورك بوست»، روبرت مردوخ انها تعرف مكان احتجاز الرئيس العراقي السابق، مشيرة الى انها لن تكشف اي معلومات بهذا الشأن «بناء على طلب الحكومة الاميركية». وقالت ان هذه الصور اخذت في مكان سري للغاية يحتجز فيه صدام في زنزانة يبلغ اتساعها 3.6 متر في 2.7 متر ويقوم افراد من القوات الخاصة والشرطة العسكرية بمراقبته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة 24 ساعة يوميا حتى عندما يذهب الى المرحاض. وأفادت بأن صدام يقضي معظم وقته في زنزانته التي فيها مكتب وكرسي بلاستيكي وردي اللون يستخدمه ايضا كطاولة صغيرة الى جانب فراشه، وبإمكانه ايضا الخروج الى باحة داخلية صغيرة لكنه لا يختلط ابدا مع سجناء آخرين. وأضافت الصحيفة ان «الترف» الوحيد الذي يتمتع به يتمثل في انه ما زالت صباغة شعره بالأسود متاحة له.

الى ذلك، هدد محامو صدام أمس بمقاضاة الصحيفة البريطانية. وقال المتحدث باسم هيئة الدفاع عن صدام المحامي الاردني زياد الخصاونة، ان «نشر الصورة الفاضحة للرئيس بملابسه الداخلية وصور اخرى مهينة مخالف لاتفاقية جنيف، وهو يمثل اذلالا. ننوي مقاضاة الصحيفة ومن زودها بهذه الصور وإذا رفضت اطلاعنا على هوياتهم فستتحمل هي المسؤولية». وقال الخصاونة «لقد صدمت وأنا اطالع ما نشرته الصحيفة وما نشر على الصفحة الاولى خصوصا.. برأينا هذا يشكل خرقا لحرمة الكرامة الانسانية بالتالي وجب مقاضاة المسؤولين». وندد الخصاونة بالصور قائلا انها تمثل «ابو غريب اخر». من جهته، قال جيوفاني دي ستيفانو، وهو محام آخر يدافع عن صدام مقره في بريطانيا «ليس لائقا ان تنشر صحيفة صورة رجل في ثيابه الداخلية». وكان دي ستيفانو كشف أخيرا ان الرئيس العراقي السابق قرر كتابة مذكراته في السجن ساعيا خصوصا الى احراج القوى العظمى التي اعتبرته في وقت ما وسيطا مفيدا.

واعتقلت القوات الاميركية صدام حسين، 68 عاما، بعد اشهر من المطاردة في ديسمبر (كانون الاول) 2003 وكان مختبئا في موقع ضيق تحت الارض في الدور الى الجنوب من تكريت.

واعتبرت حينها الصور التي التقطت له وهو يخضع لفحص اسنانه مهينة. وهو الآن محتجز في سجن خاضع لحراسة القوات الاميركية في انتظار مثوله امام المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في محاكمة لم يحدد موعدها بعد. وظهر صدام للمرة الاخيرة امام شاشات التلفزيون في الاول من يوليو (تموز) الماضي وهو هادئ وواثق من نفسه ومرتب الثياب امام محكمة عراقية متحديا المحكمة لدى توجيه تسع تهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية. واتخذ صدام حسين الذي يواجه حكما بالإعدام، موقفا متحديا قالبا الاوضاع ومتهما القاضي الشاب الذي كان امامه.

وهذه ليست اول مرة يتم فيها تسريب صور لأشخاص تحتجزهم الولايات المتحدة في سجون عراقية لأجهزة الاعلام. فقبل عام اثارت صور لانتهاكات تعرض لها معتقلون في سجن ابو غريب غضب الرأي العام العالمي ووصفت بأنها افضل حملة تجنيد لتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن.