الملك عبد الله الثاني يفتتح المنتدى الاقتصادي بإعلان أن رياح التغيير الإيجابية تهب على المنطقة

5 محاور رئيسية في المنتدى تدور حول محركات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وتنمية السلام والإصلاح والتغيير

TT

افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت، معلنا أن «رياح التغيير الايجابي تهب في أرجاء المنطقة».

وقال الملك عبد الله أمام حوالي 1200 شخصية عالمية «إنها حقا لحظة اغتنام الفرص، فلم يسبق أن أتيحت فرصة أعظم من هذه للتقدم ونشهد اليوم أن رياح التغيير الايجابي تهب في أرجاء المنطقة. وقد لعب الكثيرون منكم دورا قياديا في هذا المضمار».

وقال إن «هذا مستقبل يستحقه جميع مواطنينا، ولكنه مهم بصورة خاصة لشبابنا، فالشبان العرب يحتاجون ويستحقون عالما يستطيعون فيه إطلاق طاقاتهم الى مداها الأقصى وبناء مستقبل آمن لهم ولأسرهم»، موضحا أن هذه «ليست أهدافا صغيرة ولا بد من ترجمة الرؤية الى عمل ملموس».

وأضاف أن «الأردن منخرط بعمق فعلا في عملية الإصلاح وهدفنا مستقبل يلبي تطلعات شعبنا»، مشيرا الى أن الإصلاحات «الشاملة تشمل الإدارة الرشيدة والتعليم والنمو الاقتصادي وغيرها كثير وهناك إطار زمني لا غموض فيه، وهو عام 2010، للعمل الواقعي المفيد».

وتوجه الى الحاضرين قائلا «ستعملون على تشجيع الدعم لمبادرات العالم العربي، وهذا مهم جدا لأن من المتوقع أن تصدر قمة الدول الصناعية الثماني المقبلة بيانا تدعم فيه الإصلاح الذي ينبع من البيئة المحلية في الشرق الأوسط».

ودعا إلى حشد كل جهد ممكن لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بأسرها من خلال حل دائم عادل للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي يفضي إلى دولتين تجاور إحداهما الأخرى بسلام وأمن.

وقال العاهل الأردني «يجب ان يكون هناك حل دائم وعادل للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي: دولتان تجاور إحداهما الأخرى بسلام وأمن». وأضاف أنه بالنسبة للعراق «ينبغي دعم وجود عراق مستقر موحد.. عراق نساعد شعبه في نهوضه وبناء اقتصاد حيوي ديناميكي ومجتمع متضامن».

وأشار العاهل الأردني إلى أن العالم العربي مقبل على إصلاحات شاملة، تشمل الحكم الرشيد والتعليم والنمو الاقتصادي في أفق 2010، مبرزا أن مؤتمر القمة المقبل للدول الصناعية الثماني الذي ينعقد بعد اقل من شهرين سيتصدر بيانا يدعم الإصلاح الذي ينبع من البيئة المحلية في الشرق الأوسط. وجدد التأكيد أن الأردن «منخرط بعمق فعلا في عملية الإصلاح»، وقال «هدفنا مستقبل يلبي تطلعات شعبنا».

وأبرز أن العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ـ الأردنية عرفت «إشارة ايجابية» تتمثل في الاتفاقية التي تم توقيعها أخيرا حول القناة التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت أو ما سمي بـ«قناة السلام»، داعيا إلى العمل على انتقال هذا المشروع والمشروعات العملية الأخرى من مرحلة التصميم الى مرحلة التنفيذ.

ويشارك في المنتدى حوالي 1300 شخصية من القادة السياسيين والنخب الاقتصادية وممثلي الشركات متعددة الجنسيات.

ويعقد المنتدى، الذي يلتئم للمرة الرابعة في تاريخه خارج مقره اجتماعه الأصلي في دافوس بسويسرا، بعد أن عقد عام 2002 في نيويورك والثانية والثالثة في الأردن خلال العامين الماضيين، وهذا العام تحت عنوان «اغتنام الفرصة».

ومن المقرر أن يتصدى المنتدى على مدار أيامه الثلاثة لقضايا الأمن العالمي والإصلاح في الدول العربية، وستتركز على محورين، الأول إقليمي ويتناول الإصلاحات في العالم العربي، والثاني عالمي ويتناول دور الاقتصاد في تعزيز الاستقرار العالمي.

ورغم تصدي المنتدى لقضايا اقتصادية الطابع، إلا أن إيقاع قضايا المنطقة السياسية والتوتر الإقليمي والعالمي، ستفرض نفسها على أعمال المنتدى الذي يحمل لهذه السنة عناوين كبيرة تعني بصفة خاصة العالم العربي، ومن أهمها قضية الإصلاح السياسي. وكان رئيس المنتدى، البروفيسور كلاوس شواب، قد أكد في كلمته في افتتاح المنتدى أهمية القضايا التي يبحثها المشاركون هذا العام وفى ظل الظروف الحالية، مشيرا الى أن المنتدى يوفر فرصة طيبة للنقاش في القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

وينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن هذا العام في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات على الشاطئ الشرقي للبحر الميت الذي يعد اخفض بقعة في العالم.

ويتناول المنتدى في اجتماعاته خمسة محاور رئيسية هي محركات النمو الاقتصادي وخاصة في دول منطقة الشرق الأوسط وتنمية السلام والاستقرار ودور الشرق الأوسط في العالم والإصلاح والمجتمع والتغيير.

ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام في خمسين ورشة عمل قضايا التنافسية في العالم العربي ضمن المحتوى العالمي والبنية التحتية والتعليم لأجل اقتصاد حديث والمنافسة والتغيير في القطاع المالي والأمن المائي كطريق نحو السلام والازدهار والأمن العالمي والشرق الأوسط والإرهاب والاقتصاد في الشرق الأوسط منظور عالمي من حيث مجالات التجارة والنمو وسوق العمل والعلاقات بين نفط الشرق الأوسط لنمو الاقتصادي في الصين والنساء والإعلام وتسخير التجارة العالمية للشرق الأوسط والفساد والسياحة كمحرك للسلام وإعادة التعمير والخطوات المقبلة في إحياء العملية السلمية. ويتناول المنتدى تنمية السلام والاستقرار، إذ سيطرح موضوع الصراع العربي ـ الإسرائيلي وأبرز التطورات التي تشهدها الساحتان العراقية واللبنانية والملف الليبي. وسيكون العراق والمسار السياسي في هذا البلد واحدا من أهم القضايا التي سيبحثها المنتدى من حيث المسار السياسي فيه بعد الانتخابات وما هي الفرص لنجاح هذا المسار إضافة الى فرص قيام اقتصاد ناشئ فيه خاصة بعد الانتخابات. كما يناقش المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام موضوع لبنان، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت به.. ويخصص جلسة لليبيا تتناول نسبة تقدم الإصلاح في هذا البلد وفرص الاستثمارات الناشئة والعلاقات السياسية مع دول الشرق الأوسط.

كما تتناول جلسات المؤتمر مشروع شق قناة البحرين التي ستربط بين البحرين الأحمر والميت لمواجهة خطر جفاف الأخير والتي أصبح تنفيذها أمرا واقعا بعد أن وقعت الأطراف الثلاثة، الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، اتفاقية أخيرا لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع والممولة بالكامل من البنك الدولي.

ويبحث المشاركون إصلاح التعليم في العالم العربي بحلول سنة 2010 ضمن مبادرة الإصلاح في قطاعات الإدارة والاقتصاد والتعليم التي أعدها 20 مفكرا وخبيرا عربيا.

ويتطرق المؤتمر الى عملية برشلونة بعد مضي عشر سنوات على إطلاقها والتي قامت على فكرة تأسيس شراكة بين أوروبا ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط ومدى مساهمة هذه العملية في التقريب بين ضفتي المتوسط من النواحي السياسية والاقتصادية.

ويتضمن برنامج المنتدى الإعلان عن عدد من المشروعات الاستثمارية الضخمة في الأردن من قبل مستثمرين عرب، ومنها شركة السرايا للتطوير العقاري التي يملك غالبية أسهمها سعد رفيق الحريري وبيت التمويل الخليجي في البحرين لتنفيذ مشروع المدن الملكية الى جانب عدد آخر من المشروعات. كما يبحث المشاركون الخطوات المقبلة في إحياء العملية السلمية والأمن العالمي والشرق الأوسط باعتبار أن الأخيرة من أكثر مناطق العالم سخونة.