لورا بوش تلقي خطابا أمام المنتدى اليوم وتأمل في أن تساعد جولتها على تحسين صورة الولايات المتحدة

دعت إلى توسيع حقوق المرأة في الشرق الأوسط وإلى انتخابات نزيهة في مصر كمثال لبقية دول المنطقة

TT

انون ايرلندا ـ واشنطن ـ رويترز ـ أ.ف.ب: تلقي لورا بوش زوجة الرئيس الاميركي، خطابا اليوم في اطار المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن، وذلك في اطار جولة شرق اوسطية تقودها ايضا الى اسرائيل ومصر، وتأتي في اطار رغبة البيت الابيض في وضعها في واجهة الاحداث، بما يشمل تكليفها بمهام دبلوماسية حساسة.

واكد الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الخميس، قبل ساعات على مغادرة زوجته الولايات المتحدة: «انها تحزم حقائبها للتوجه الى الاردن ومصر واسرائيل لتمثيل بلادنا، ولا يسعني التفكير بممثلة افضل من لورا بوش».

وقالت لورا بوش في مقابلة بثتها شبكة «فوكس نيوز» اول من امس، ان هدفها «هو القول ان النساء يردن الامور نفسها مثل الرجال، وانهن يرغبن في ان تكون لهن مكانة في المجتمع، ويردن التمكن من تلقي تعليم ويردن ان يتمكن اولادهن ايضا من التعلم. انهن يردن ان يصبحن مدافعات عن اولادهن وعائلاتهن».

واضافت انها تأمل في ان تساعد زيارتها للاردن واسرائيل ومصر على مواجهة المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بدرجة متزايدة في العالم الاسلامي، التي أذكتها حرب العراق، وفي الآونة الاخيرة تقرير لمجلة «نيوزويك» بأنه تم تدنيس القرآن بواسطة محققين أميركيين في معسكر غوانتانامو بكوبا. وتراجعت «نيوزويك» منذ ذلك الحين عن التقرير. وقالت لورا بوش «امل في ان يعرف الشرق الاوسط.. الشرق الاوسط الكبير الأميركيين كما نحن حقا»، واضافت «لا أعتقد ان لديهم بالفعل الاحساس بأن الأميركيين متدينين... ومتسامحين مع كل الاديان».

وأنحت باللائمة على «احداث مرعبة»، تشمل فضيحة الانتهاكات في سجن أبو غريب في العراق «أضرت بصورتنا ضررا كبيرا». وقالت لورا بوش ان الجولة ستوفر لها الفرصة للسعي من أجل توسيع حقوق المرأة في الشرق الاوسط، مضيفة انه «في أي ديمقراطية يجب على الجميع المشاركة، والا فانها لن تنجح».

لكنها قالت «انني اريد من الناس في الشرق الاوسط ان يعلموا ايضا، اننا لا نعتقد اننا لدينا اجابة على كل سؤال واننا لا نحاول الاجابة على كل سؤال لديهم».

ودعت لورا بوش الرئيس المصري حسني مبارك الى اجراء انتخابات نزيهة. وقالت «الرئيس مبارك يحظى بشعبية كبيرة في مصر. ويحظى بحب كبير، ومن المهم بالنسبة له وبالنسبة لبلده وكمثال لبقية الدول في الشرق الاوسط الكبير، ان يكون من الممكن لمصر ان تجري انتخابات حرة ونزيهة». وترتدي الزيارة الى اسرائيل طابعا خاصا جدا، لان جورج بوش لم يقم ابدا بزيارة اسرائيل بصفته رئيسا للولايات المتحدة. والزيارة الوحيدة التي قام بها الى اسرائيل كانت عام 1998، حين كان حاكما لولاية تكساس. وستشارك بوش الاحد في اريحا (الضفة الغربية) في طاولة مستديرة مع نساء فلسطينيات، ومن المرتقب عقد لقاءات مع نساء اردنيات ومصريات خلال زيارتها الى القاهرة وعمان.

من جهة اخرى، وفيما يتناقض مع الخط الذي انتهجه البيت الابيض، قالت انه كان يتعين اعتراض الرئيس الذي كان يستقل دراجة لابلاغه بشأن طائرة صغيرة تسببت في اقلاع مقاتلات فوق واشنطن، لاجبار هذه الطائرة على الهبوط.

وقالت لورا بوش للصحافيين اثناء رحلة الطيران الى الاردن، لبدء زيارة تستغرق خمسة ايام للشرق الاوسط «أعتقد انه كان يتعين ابلاغه...». وتوقفت طائرتها في شانون بايرلندا للتزود بالوقود.

وكان البيت الابيض قد رفع درجة التحذير الى اللون الاحمر يوم 11 مايو ( ايار) الحالي، بعد ان دخلت طائرة صغيرة مجالا جويا محظورا فوق واشنطن، مما دفع رجال الخدمة السرية الى اجلاء نائب الرئيس الىمكان آمن، والاسراع بنقل السيدة الاولى ونانسي ريغان زوجة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، التي كانت تزورها الى مخبأ حصين.

ودافع البيت الابيض عن اسلوب معالجة الخدمة السرية للحادث قائلا: انه اتبع الاجراءات الصحيحة وانه لم تكن هناك حاجة لمقاطعة الرئيس، لانه لم يكن عرضة لاي خطر.

يذكر ان لورا بوش، 58 عاما، كانت مغيبة خلال الولاية الاولى لزوجها، لكنها انتقلت الى مقدمة الساحة، منذ اعادة انتخاب زوجها لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد خرجت سيدة البيت الابيض عن صورتها المعتادة امام حشد من الصحافيين في نهاية ابريل (نيسان) مطلقة الدعابات والتهكمات على زوجها، الذي شكت من انه يخلد الى النوم مبكرا في التاسعة مساء قائلة «انني ربة منزل محبطة». و«ربات منازل محبطات» هو عنوان برنامج تلفزيوني يسجل نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة.

والعرض كله اعده البيت الابيض بعناية، فالدعابات لم تكتبها لورا بوش وانما احد اعضاء الفريق الرئاسي. والمكان المختار كان العشاء السنوي التقليدي للمراسلين المعتمدين في البيت الابيض، ليضمن لها اقوى تأثير واكبر دوي. واضافت لورا بوش «قلت له انه اذا كان يريد حقا مكافحة الطغيان في العالم، فان عليه ربما البقاء مستيقظا لوقت اطول»، وزوجها الى جانبها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامه عريضة مرحبة.

وبماكياج حديث وملابس انيقة مع فقد عدة كيلوغرامات من وزنها تترأس لورا بوش برنامجا لمساعدة الشبان الصغار والمراهقين، الضحية الاولى للعنف والامية في الولايات المتحدة.

وسبق ان قامت بتحرك دبلوماسي في مارس (اذار)، حين قامت بزيارة الى افغانستان، خصصت ايضا لقضية النساء والتعليم في العالم الاسلامي.

وتكتيك البيت الابيض واضح، حيث ان ذلك يهدف الى تحويل الانظار عن بداية ولاية ثانية صعبة الى حد ما بالنسبة للرئيس الجمهوري الذي انخفضت شعبيته، فيما يريد المستشارون السياسيون للرئيس الاستفادة من الارتفاع الاستثنائي لمعدل شعبية لورا بوش الذي وصل الى 80%.