الأصوليون يصلّون الجمعة أمام السفارة الأميركية بلندن ويتضاربون فيما بينهم حول استفزاز الشرطة

TT

تضارب عدد من الاصوليين امام السفارة الاميركية بوسط لندن أمس بعد صلاتهم الجمعة ، لدى إلقاء عدد قليل منهم قناني مياه بلاستيكية على ضباط الشرطة الذين كانوا يحرسون المظاهرة التي تجمع فيها عشرات من الاسلاميين أمس احتجاجا على تدنيس المصحف في غوانتانامو. وقال إسلاميون إن استفزاز ضباط الشرطة الذين جاءوا لحراسة الاصوليين يضر بصورة الاسلام الصحيح ويشوه صورة ابناء الحركة الأصولية». وشارك في مظاهرة الامس أصوليون من جماعة «الغرباء» التي يتزعمها الأصولي السوري عمر بكري مؤسس حركة «المهاجرون» الذي حضر بعد صلاة الجمعة التي أم فيها الاسلاميين القيادي الاصولي عبد المنعم مصطفى حليمة الذي يعرف باسم ابو بصير الطرطوسي. ورفع المتظاهرون امام السفارة الاميركية نسخا بأحجام مختلفة من المصحف الشريف. وقال قيادي اصولي مصري انها المرة الاولى التي يسمح فيها بصلاة الجمعة أمام السفارة الاميركية بلندن. وقال ياسر السري ، الأصولي المصري مدير «المرصد الاسلامي» وهو هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقرا لها عبر مايكروفون امام السفارة: «مزق الله كل عدو للاسلام ، ومن مزق ويمزق القرآن». الذين يدنسون المصحف فجرة غادرون بعيدون عن قيم الحضارة والاخلاق ، والانسانية منهم براء». وسلم الاسلامي المصري ياسر السري منظم المظاهرة رسالة من الاصوليين موجهة الى السفير الاميركي في بريطانيا، سلمها بيده ابو بصير نيابة عن المتظاهرين. وتحدث مارتن اوبانغا احد البريطانيين العائدين من غوانتانامو الذي اطلق عليه الاصوليون امس «سيف الله» عن مشاهدته ومعاناته في معسكر الأسر بمعسكر دلتا بكوبا. وكان عدد من المفرج عنهم من قاعدة غونتانامو، قد تحدثوا عن عمليات انتهاك للسجناء العرب والمسلمين وتدنيس المصحف ، منهم المغربي محمد مزوز والأردني وسام عبد الرحمن أحمد «أبو عبيدة». وخلال المظاهرة ردد الاصوليون معظمهم «الموت لأميركا»، وهتافات اخرى معادية لأميركا وأحرقوا العلم الاميركي. وقال أصولي مصري شارك في المظاهرة ، إن ممارسات ابو غريب وغونتانامو نسيت، وبقي وزير الدفاع الاميركي في مكانه.

وقال القيادي الاصولي السري ، المطلوب في مصر ضمن المتهمين في قضايا العنف الديني: «اعتذار مجلة النيوزويك لا يكفي ولا يعنينا، لأن حراس غوانتانامو دنسوا المصحف ولدينا شهود على ذلك من المساجين الذين افرج عنهم». وقالت الرسالة التي سلمها ابو بصير الطرطوسي الى السفارة الاميركية وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها: «ان الفعل الشنيع بتدنيس المصحف وإلقاءه من قبل حراس غوانتانامو في المراحيض إمعانا في الاستهانة والاعتداء على حرمات ومقدسات المسلمين، ما كان ليقع لولا وجود الضوء الاخضر من قبل ساسة وقادة واشنطن». وأضافت الرسالة ان الانتهاكات الصارخة لحقوق وعقائد المسلمين في سجن ابو غريب بالعراق وفي معسكر الاسر في كوبا تتحمل نتائجها بالدرجة الاولى الادارة الاميركية في واشنطن». ولأبو بصير الطرطوسي موقع أصولي على الإنترنت يحمل اسمه، ومن أبرز مؤلفاته «ركائِزُ الحُكمِ في الدَّولَةِ الإسلاميَّةِ»، و«تعريف الإرهاب»، و«أعمال تُخرج صاحبها من الملة»، و«الحِوار آدابُه وضوابِطُه»، و«تنبيه الغافلين إلى حكم شاتم الله والدين».

وكانت حركة «المهاجرون» التي يترأسها عمر بكري، قبل ان تحل نفسها في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، اثارت الكثير من الجدل في الشارع البريطاني بتنظيمها مؤتمرا في الذكرى الاولى لهجمات سبتمبر، تحت عنوان «العظماء الـ19»، في اشارة الى انتحاريي 11 سبتمبر (ايلول) 2001 .

وكانت مجلة نيوزويك الأميركية اعترفت بأن التقرير الذي نشرته وجاء فيه أن نسخا من المصحف الشريف دنست ووضعت في دورات المياه كجزء من التحقيقات التي أجريت في معتقل غوانتانامو بكوبا لم يكن صحيحا. وكانت القصة التي نشرتها المجلة حول هذا الموضوع في عددها الصادر في التاسع من الشهر الجاري أثارت مظاهرات وحوادث شغب مناهضة للولايات المتحدة الاسبوع الماضي في أفغانستان ومناطق أخرى في العالم الاسلامي. وأسفرت موجة العنف هذه عن مقتل 17 شخصا على الاقل فضلا عن إصابة أكثر من مائة آخرين بجروح.

وقالت مجلة نيوزويك في تفسير نشرته في موقعها على الإنترنت أمس، إن لورانس ديريتا المتحدث باسم البنتاغون أبلغ المجلة أواخر الاسبوع الماضي أن القصة التي نشرتها حول الموضوع لم تكن صحيحة.