الحكيم يدعو العراقيين إلى التلاحم وسط تصاعد التوتر الطائفي

هيئة علماء المسلمين تدين اغتيال رجل دين شيعي

TT

دعا رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم أمس، الشعب العراقي الى الاحتكام الى «لغة العقل» و«مقاومة كل محاولات زرع الفتنة الطائفية» في وقت يزداد فيه التوتر بين الشيعة والسنة. وحذر الحكيم في بيان من مغبة التجاوب مع «محاولات محمومة لزرع الفتنة الطائفية بين العراقيين»، متهما جهات اجنبية خارجية وبقايا النظام السابق بالوقوف خلف تلك المحاولات.

وكانت منظمة بدر الشيعية ـ الجناح العسكري السابق للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، نفت الخميس في بيان اتهامات هيئة علماء المسلمين (السنية) لها بالوقوف وراء اغتيال اشخاص وشيوخ من السنة في بغداد، مؤكدة انها سترفع شكوى في هذا الصدد.

وحمل الحكيم «فلول النظام السابق ومن يقف وراءهم» مسؤولية العنف الحاصل الذي يستهدف «البنى التحتية» وضرب «دور العبادة من مساجد وحسينيات وكنائس، (وايقاع) مئات الضحايا في اللطيفية والمدائن (جنوب بغداد) وغيرها من الجرائم ضد العراقيين الابرياء». الا انه اعرب عن ثقته بان الشعب العراقي تحمل العنف من اجل الوصول الى «بناء عراق دستوري تتحقق فيه العدالة للجميع».

ودعا الحكيم، وهو رئيس الائتلاف العراقي الموحد، الكتلة الاكبر في الجمعية الوطنية (البرلمان)، العراقيين الى «عدم الانجرار وراء المحاولات الشريرة المعلنة لاشعال نار الحرب الطائفية في البلاد»، في اشارة الى الاسلامي المتشدد الاردني الاصل ابو مصعب الزرقاوي. وقال «رغم قساوة الجرائم التي ارتكبها اتباعه ومناصروه (الزرقاوي) ضد العراقيين فان الوحدة الوطنية ما زالت متماسكة لانها مطلب كل الخيرين والشرفاء من ابناء هذا الوطن».

وردا على اتهام الشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين (السنية) منظمة بدر بالوقوف وراء العديد من الاغتيالات التي طالت رجال دين سنة، دعا الحكيم مؤسسات القضاء العراقي بالتحقق من صحة تلك الاتهامات، مؤكدا ان وسائل الاعلام ليست القنوات التي ينبغي ان تطلق الاتهامات من خلالها. وقال في بيانه مخاطبا هيئة علماء المسلمين «حري بالذين يوجهون هذه الايام سهام اتهاماتهم الى القوى الخيرة (منظمة بدر) التي يشهد لها تاريخها على التضحيات الجسام بالحرص على أمن الشعب كله ووحدته (...)، ان يرجعوا الى انفسهم ويتقوا الله».

كما دعا الحكيم «علماء الدين الاخيار من الشيعة والسنة الى الوقوف بحزم وجدية كاملة في مواجهة المخطط المشئوم الرامي لتمزيق وحدة العراقيين (...). لقد شملت جرائم الارهابيين ابناء اربيل وصلاح الدين والانبار كما شملت من قبل ابناء كربلاء والحلة وبغداد الجديدة» في اشارة الى هجمات بعضها انتحاري اوقعت ضحايا في صفوف المدنيين من السنة والشيعة.

الى ذلك، أدانت هيئة علماء المسلمين، احدى ابرز الهيئات السنية في العراق، في بيان امس الجمعة اغتيال رجل الدين الشيعي القريب من آية الله علي السيستاني الشيخ محمد طاهر العلاق على يد مسلحين في ضواحي بغداد الجنوبية.

وجاء في البيان ان «الهيئة إذ تستنكر اغتيال ممثل السيد السيستاني الشيخ محمد طاهر العلاق الذي اغتيل (صباح الخميس) 19 مايو (ايار)، تبين رفضها لهذه الأعمال الإرهابية المجرمة تحت أي مبرر كانت أو ذريعة وترى أنها تزرع الفتنة التي يريدها أعداء هذا البلد وهذا الشعب».

واعلن احد اقرباء الشيخ محمد طاهر العلاق الذي شيعت جنازته أول من امس، ان الشيخ اغتيل عندما كان متوجها بسيارته الى وسط العراق في منطقة تسمى جرف النظاف. واضاف هاشم ابو غريف ان مسلحين في سيارة اطلقوا النار على رجل الدين الذي كان يقود سيارته قبل ان يلوذوا بالفرار. واوضح اقرباؤه انه كان امام مسجد جوادين في حي المشتل جنوب بغداد.