الصليب الأحمر حذر البنتاغون من الإساءة للمصحف قبل عامين

TT

اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اول من امس انها ابلغت السلطات الاميركية في عدة مناسبات بين مطلع سنة 2002 ومنتصف 2003 بان معتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية اشتكوا لها من عدم احترام سجانيهم للقرآن الكريم.

وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيمون ستشيرنو إن الحديث عن الإساءة للقرآن جاء من المعتقلين ولم يشهده مندوبو الصليب الأحمر بأنفسهم. واوضح الناطق باسم الصليب الاحمر ان السلطات الاميركية اتخذت اجراءات تصحيحية على ما يبدو لان المعلومات عن تدنيس المصحف توقفت بعد منتصف 2003 . وقد اثارت هذه المسألة أعمال شغب في افغانستان الاسبوع الماضي ادت الى مقتل 15 شخصا بعدما نشرت مجلة «نيوزويك» تقريرا افاد ان تحقيقا في ادعاءات حول اساءة معاملة معتقلين في غوانتانامو توصل الى ان المحققين كانوا يرمون نسخا من القرآن في المراحيض لاثارة استياء المعتقلين. وتراجعت نيوزويك عن تقريرها هذا الاسبوع اثر شكوك في مصادرها.

لكن هذا التصريح النادر من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تحيط عادة بسرية تامة التقارير التي ترفعها الى الحكومات يشير الى ان تدنيس القرآن من قبل الحراس او المحققين في غوانتانامو كان مشكلة دائمة خلال اول سنة من عمل السجن. ومن جهته اكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) براين وايتمان ان الصليب الأحمر لفت نظر البنتاغون في بعض المناسبات النادرة إلى مزاعم المعتقلين في غوانتانامو. واوضح المتحدث إن بعض شكاوى المعتقلين تضمنت مزاعم عن سقوط المصحف من الرفوف إلى الأرض ولكن لم يجد البنتاغون أي صحة للمزاعم الأخيرة عن إلقاء المصحف في أحد المراحيض.

وفي يناير 2003 أصدر وزارة الدفاع الأميركية تعليمات لأفرادها في غوانتانامو تتضمن أمرا يشدد على ضرورة عدم وضع المصحف في أماكن مسيئة مثل الأرضيات أو الحمامات أو المغاسل ولا بالقرب من الأقدام والأماكن المتسخة والمبللة. وذكر مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه أن مثل هذه التعليمات لم تأت من فراغ ولا يمكن إصدارها لو لم تكن هناك مشكلة معينة قد وقعت بالفعل. لكن الناطق باسم البنتاغون قال: «حسب معلوماتي فإن ملاحظات الصليب الأحمر لم تكن وراء إصدار أي تعليمات أو إرشادات بخصوص القرآن».

يشار إلى أن القيادة الجنوبية الأميركية في فلوريدا المسؤولة عن سجن غوانتانامو بدأت تحقيقا عقب ما نشرته مجلة «نيوزويك» عن تدنيس المصحف في غوانتانامو ولم تتوصل إلى أي شيء يدعم تلك الروايات.

وافادت المنظمة الحقوقية الاميركية «هيومان رايتس ووتش» الاربعاء ان مقال نيوزويك لم يكن ليأخذ هذا الصدى لو لم يكن الامر يتعلق بالتجاوزات الاميركية بحق معتقلين مسلمين وفشل الحكومة في التحقيق بشكل كامل حول كل المتورطين. وقال ريد برودي المستشار الخاص للمنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها: «اذا كانت الولايات المتحدة تريد اصلاح الضرر على الصعيد العام الذي سببته اساءة معاملتها لمعتقلين، فعليها التحقيق حول اولئك الذين امروا بهذه التجاوزات او تغاضوا عنها، وليس مهاجمة اولئك الذين حاولوا الحديث عنها».