جنوب أفريقيا: تمديد احتجاز أصولي ليبي متهم بسرقة 40 كيلوغراما من الذهب

تنتوش ل«الشرق الاوسط» : الاتهامات غير حقيقية وكنت على بعد 900 كيلومتر من منشأة الذهب الليبية

TT

أجلت محكمة جنوب افريقية النظر في الاتهامات الموجهة الى الأصولي الليبي ابراهيم علي ابو بكر تنتوش المتهم بتمويل «القاعدة» بالذهب لحين مثوله امام نفس المحكمة يوم 26 مايو (ايار) الجاري. وقال تنتوش في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» حيث يقيم في بريتوريا ان الجلسة المقبلة ستكون اجرائية، وستتعرض الى ادلة جديدة ومنها خطاب ارسله الامير محمد الحسن السنوسي، ولي العهد الليبي السابق المقيم في بريطانيا، الى ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا ونائبه جاكوب زوما. وزعم خطاب السنوسي، الذي اشار الى تنتوش «كمواطن ليبي حسن السمعة، وعضو محترم في الجالية الليبية»، بان النظام الحالي في ليبيا هو الذي «فبرك الأدلة ضد تنتوش لاعتقاله لمنعه من التعبير عن آرائه المعارضة للنظام».وتضمن الخطاب قائمة من انتهاكات الحكومة الليبية لحقوق الإنسان كانت قد رصدتها منظمة العفو الدولية مثل الاعتقال غير القانوني للمعارضين السياسيين، والتعذيب. كما تضمن وصف وزير الخارجية الأميركي السابق، كولن باول، لنظام طرابلس بانه شمولي وغير ديمقراطي، مضيفا بان النظام لا يزال على قائمة الدول الراعية والممولة للإرهاب على قائمة وزارة الخارجية الأميركية.

وقال تنتوش، المتهم بعلاقته بـ«القاعدة»، ان الجلسة المقبلة ستتعرض الى طلب محاميه عمر فاروق بيير الى رفع شروط الافراج عنه بكفالة. وقال ان امر ترحيله الى ليبيا يقع في يد الرئيس الجنوب افريقي ومستشاريه. واشار الى ان امر ترحيله سيحسم على الارجح نوفمبر (تشرين الاول) المقبل. وقال تنتوش إن ليبيا لا تربطها اتفاقية لتبادل السجناء مع جنوب افريقيا، لذا فان الامر يقع في نهاية الامر في يد الرئيس مبيكي. واشار الى شعوره بالاطمئنان لان مكتب الرئيس مبيكي ينظر في الأمر، خاصة في غياب معاهدات تبادل السجناء بين جنوب افريقيا وليبيا.

وكشف تنتوش ان المحكمة العليا في بريتوريا تلقت العشرات من الخطابات من المنظمات الحقوقية مثل العفو الدولية و«هيومان رايتس» في اوروبا، تطالب بإنهاء قضيته وعدم ترحيله الى ليبيا لوجود مخاوف حقيقية على حياته اذا مارحل الى طرابلس. وحصلت عائلة تنتوش في لندن على حق اللجوء السياسي العام الماضي، وهو من مواليد مدينة جنزور الليبية عام 1966 بحسب اصوليين في لندن. وضمن شروط الافراج عن تنتوش بكفالة التوقيع في مركز شرطة بريكستون بجوهانسبرغ مرة كل اسبوعين، وألا يغادر مدينته التي يقيم فيها الا بعد ابلاغ السلطات المسؤولة. واعتقل المهندس الليبي تنتوش عام 2003 لدى تقدمه بطلب للجوء السياسي في بريتوريا بجنوب افريقيا بناء على طلب ليبي لترحيله الى طرابلس بزعم سرقته 40 كيلوغراما من ذهب منشأة الذهب والمعادن الثمينة الحكومية يوم 15 مايو (ايار) عام 1985 الا ان تنتوش، 39 عاما، اكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف ان تلك المزاعم غير حقيقية، مشيرا الى انه وقت وقوع الحادث كان طالبا يدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة «النجم الساطع» الليبية التي تبعد نحو 900 كيلومتر عن مكان منشأة الذهب والمعادن الثمينة في غريان التي تبعد عن طرابلس نحو80 كيلومترا. وقال المهندس الليبي تنتوش الذي عمل من قبل في مكتب «مؤسسة احياء التراث» الكويتية في مدينة بيشاور الحدودية لمدة تسع سنوات حتى استقالته قبل هجمات سبتمبر، إن قضية احتجازه في جنوب افريقيا سياسية بحتة، الا انه يأمل في تغليب القنوات الشرعية للقضاء في نهاية الأمر. ولا تطبق جنوب افريقيا حكم الإعدام على اراضيها وبالتالي فانها تمانع في ترحيل متهمين الى بلدان قد يواجهون فيها حكم الموت. وزعم انه استجوب في جوهانسبرغ من قبل ضباط في المخابرات البريطانية، وكذلك تعاونه مع سلطات التحقيق الجنوب افريقية، عقب تأكيدهم انه غير مطلوب على اي لائحة للمتهمين بالارهاب. واشار الى ان جميع اجهزة الاستخبارات والأمن حققت معه بما فيها الاميركية عن علاقته بـ«القاعدة» مشيرا الى انه لم يلتق ابن لادن ولم يره الا عبر شاشات الفضائيات العربية والعالمية. وقالت مصادر الاصوليين في لندن لـ«الشرق الاوسط» ان تنتوش الحاصل حاليا على اللجوء السياسي المؤقت في جنوب افريقيا، لم يستطع اكمال دراسته في السعودية فاتجه الى باكستان في عام 1988 حيث عمل مديرا لمكتب «مؤسسة احياء التراث» الكويتية في اسلام اباد وبيشاور. وكشف تنتوش خلال محاكمته عن تنقله بين عدة دول بحثا عن ملاذ آمن خوفا من المطاردة والملاحقة التي تعرض لها الأصوليون العرب في باكستان، فسافر الى ايران، ولكنه غادر طهران في يونيو (حزيران) 2002، لرفض السلطات الايرانية اعطاءه تصريح اقامة، ومنها توجه الى ماليزيا ولم يستقر فيها لأنه كان يشعر ان السلطات الماليزية غير قادرة على حمايته. واشار الى اعتقاله في اندونيسيا وهو في طور الانتقال الى استراليا بتهمة الاقامة غير الشرعية، ثم ترحيله الى جنوب افريقيا التي كان يحمل جواز سفرها المزور.

وتزعم السلطات الليبية في ملف الاتهام ان تنتوش سرق منشأة الذهب والمعادن الثمينة عام 1985 قبل ان يفر الى السعودية عقب اعتقال زملاء دراسته المحسوبين على تيار المعارضة الذين كانوا يدرسون معه الهندسة الميكانيكية في ليبيا. واستغرب ان تتذكر السلطات الليبية مزاعم الاتهامات التي ربطته بقضية سرقة الذهب قبل 20 عاما، وقال:« لا أستطيع ان اقضي بقية عمري هاربا متنقلا من مدينة الى اخرى بحثا عن الأمن والأمان».

كلام صورة