مقتل مقاوم فلسطيني في محاولة تسلل إلى مستوطنة شاركت فيها ثلاثة فصائل

إسرائيل تحمل حماس مسؤولية التصعيد

TT

منذ اعلان عن التهدئة رسميا بعد حوار القاهرة في الاسبوع الثاني من مارس (اذار) الماضي، لم يشهد الفلسطينيون في المنطقة الوسطى من قطاع غزة مثل الليلة قبل الماضية. فقد مثلت هذه الليلة بالنسبة للاهالي الانهيار الواضح لحالة التهدئة. فطوال الليل واصلت طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية من طراز «الاباتشي» الأميركية الصنع عمليات القصف والتمشيط بحثاً عن مقاومين في محيط مستوطنة كفار داروم التي تقع للشرق من مدينة دير البلح.

وجاء هذا التطور بعد أن حاولت مجموعة من المقاومين الفلسطينيين ينتمون الى ثلاثة فصائل تنفيذ عملية تسلل الى قلب المستوطنة. واشتبك الثلاثة مع العشرات من جنود لواء المشاة في جيش الاحتلال عند التخوم الغربية للمستوطنة. وأسفر الاشتباك عن مقتل احد المقاومين، فيما نجح الآخران في الانسحاب من مكان الحادث.

وشارك في العملية كل من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية. وينتمي المقاوم الذي قتل في الاشتباك واسمه محمد ربحي بركة (23 عاما) الى كتائب القسام.

واكدت الفصائل ان الاشتباك اسفر عن سقوط اصابات في صفوف جنود الاحتلال. ورغم ان جيش الاحتلال نفى وقوع اصابات في صفوف جنوده، الا انه اقر في المقابل بان المقاومين الفلسطينيين «تحلوا بقدر كبير من الجرأة»، بعد ان اقتربوا كثيرا الى اكبر ثكنة عسكرية في المنطقة، وسيطروا على منزل قريب منها من دون أن يكتشف الجنود أمرهم. وفور وقوع الحادث قامت طائرات «الاباتشي» بقصف مركز لمناطق تقع في محيط المستوطنة كان يظن ان المقاومين اللذين انسحبا تمركزا فيها.

يذكر ان اثنين من عناصر حماس قتلا يوم الاربعاء الماضي في حادثين منفصلين في القطاع. وصعدت اسرائيل لهجتها ضد حركة حماس في اعقاب هذه الحوادث. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان حماس مسؤولة عن التصعيد الاخير. واضاف خلال التقائه بقادة كتائب في جيش الاحتلال ان حماس تهدف للمس بالتهدئة على خلفية توتر داخلي مع السلطة الفلسطينية، في اشارة للخلافات التي انفجرت بين حماس وفتح بسبب الجدل القائم حول نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة.

وشدد موفاز على تعليماته التي اصدرها قبل يومين ودعا فيها للرد على أي محاولة للمس بالمستوطنات ومواقع الجيش في قطاع غزة. وهاجم موفاز قيادة السلطة الفلسطينية التي قال «التي لا تفعل شيئا من اجل احكام سيطرتها في قطاع غزة». واضاف ان «اسرائيل لن توافق على المس بمواطنيها» في المستوطنات. من ناحية ثانية قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان حصيلة عمليات التصعيد الاسرائيلية الاخيرة في غزة بلغت خمسة قتلى من بينهم امراة، واعتقال 25 فلسطينيا اخر من بينهم امراة واربعة صبية.