الجعفري يبحث ملفات أمنية واقتصادية في أنقرة ويعلن عن اجتماع أمني مع سورية قريبا

ملف «العمال الكردستاني» يتصدر محادثات رئيسي وزراء العراق وتركيا

TT

اعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري أمس عن محادثات عراقية ـ سورية قريبا لبحث الاجراءات ضد المسلحين الذين يتسللون الى العراق عبر الاراضي السورية. وقال الجعفري للصحافيين اثر محادثاته مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان «هناك بعض المجموعات المسلحة التي تتسلل من سورية. سنبحث حجم ما تعرفه الحكومة السورية عن هذه التسللات».

واضاف الجعفري عبر مترجم «ستتم زيارة الى سورية قريبا وأحد الملفات سيكون الأمن».

وكانت الولايات المتحدة اتهمت سورية عدة مرات بمساعدة حركة التمرد العراقية عبر السماح لمقاتلين اجانب بعبور حدودها الى العراق. وتنفي دمشق هذه الاتهامات نفيا قاطعا. وشدد الجعفري على انه رغم رغبة العراق في السعي الى اقامة علاقات ودية مع كل جيرانه، الا انه «لن يقبل باي شيء يسيء الى اقتصاده وأمنه». واضاف ان بغداد ستطبق عددا من الاجراءات بما يشمل مراقبة الحدود ومراقبة مجموعات متمردة والطلب من الدول المجاورة منع التسلل.

وتعهد الجعفري ايضا بان لن يسمح العراق لمجموعات إرهابية باستخدام اراضيه لشن هجمات ضد دول اخرى. وقال «بموجب مبدأ علاقات حسن الجوار، لن نسمح لاي مجموعة بالاساءة الى أمن واقتصاد وسياسة دولة مجاورة». وتقول تركيا ان حوالى خمسة الاف من الاكراد الاتراك لجأوا الى شمال العراق ويتسللون عبر الحدود الى تركيا باعداد متزايدة لارتكاب اعمال عنف.

وزيارة الجعفري الى تركيا هي الأولى له الى الخارج منذ تسلمه مهامه الشهر الماضي. وتستغرق زيارة الجعفري يومين ويبحث خلالها العلاقات الاقتصادية الثنائية والأمنية. وقال الجعفري لدى وصوله الى انقرة مساء الخميس «هناك مصير مشترك وشراكة مصالح بين العراق والدولة الصديقة له تركيا في ما يتعلق بالنفط والطاقة والموارد المائية»، وذلك كما افادت وكالة انباء الاناضول. واضاف رئيس الوزراء «انها المواضيع الرئيسية التي سنطرحها خلال زيارتي». ويرافق الجعفري وفد كبير يضم خصوصا وزراء النفط والمالية والتجارة والكهرباء والصناعة. وذكرت وكالة انباء الاناضول ان وزير الموارد المائية العراقي لطيف رشيد سينضم الى الوفد اليوم.

واعلنت انقرة ان الطرفين سيجريان تبادلا لوجهات النظر حول مواضيع ثنائية ومشاريع تعاون تهدف الى اعادة اعمار العراق. وافادت صحيفة «حرييت» الاربعاء ان دين العراق حيال شركات تركية لا سيما المرتبط ببيع نفط منذ اجتياح البلاد من قبل قوات التحالف في مارس (اذار) 2003 والذي يقدر بحوالى 7.1 مليار دولار، قد يكون ايضا موضع مفاوضات شائكة. لكن سيتم ايضا طرح مسألة مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي لجأ حوالي خمسة الاف من ناشطيه الى الجبال في كردستان العراق حسب السلطات التركية. ومسالة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وعدة دول غربية بينها الولايات المتحدة منظمة ارهابية كان في صلب لقاء ثلاثي تركي ـ اميركي ـ عراقي عقد في يناير (كانون الثاني) بحث اتخاذ اجراءات ضد المسلحين لكن لم تتبعه اية تدابير.

وقال الدبلوماسي الرفيع المستوى عثمان كوروترك مسؤول العلاقات مع العراق، ان تركيا ستطلب خصوصا من الجعفري تسليمها قادة حزب العمال الكردستاني وقد نقلت لائحة باسمائهم الى بغداد وكذلك الى القوات الاميركية في العراق. واعلن لشبكة «ان تي في» الاربعاء «لقد انتظرنا ان تتسلم الحكومة العراقية مهامها من اجل القيام بتحرك ما بخصوص اللائحة (...) نأمل الان ان تحدد التفاصيل المتعلقة باولئك الاشخاص وتوقيفهم وتسليمهم».

الى ذلك، قال مسؤول تركي أمس ان تركيا سترفع صادراتها من الكهرباء للعراق الى ثلاثة أمثالها. وأضاف في تصريحات «الصادرات سترتفع الى 1200 ميغاوات في نهاية العام الجاري». وقالت شركة كارتت التركية للكهرباء في مارس انها وقعت اتفاقا مع وزارة الكهرباء العراقية لزيادة طاقة الصادرات الى ألف ميغاوات مما يتراوح بين 150 و200 ميغاوات في ذلك الوقت. وبدأت الشركة الخاصة بيع الكهرباء للعراق عام 2003 للمساعدة في تخفيف حدة النقص في الامدادات بعد الحرب.