كريموف يرفض طلب أنان إيفاد لجنة دولية للتحقيق في أحداث أنديجان

بوش يعد القوقاز وآسيا الوسطى بالتغيير

TT

ناقش الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اتصال هاتفي مع الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف، الاوضاع في اوزبكستان في ضوء الاجراءات التي اتخذتها السلطات الاوزبكية للسيطرة علىالاضطرابات التي اندلعت في وادي فرغانة شرق البلاد، الاسبوع الماضي. واشارت مصادر في الجهاز الاعلامي للامم المتحدة، الى ان الحديث تناول الاحداث الاخيرة في مدينة انديجان، حيث انطلقت الاضطرابات. وكشفت المفوضة العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لويزا اربور، ان الحديث تناول امكان ايفاد لجنة لتقصي الحقائق للاطلاع على ملابسات الاضطرابات التي جرت هناك، وان كريموف رفض هذا الطلب. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن بيان للرئاسة الاوزبكية من طشقند أمس «ان أي اقتراح لإجراء تحقيق مستقل في الاحداث الاخيرة بأنديجان لم يُبحث اثناء محادثاتهما الهاتفية».

وقالت اربور ان كريموف اشار خلال المحادثة الهاتفية، الى ضرورة الاكتفاء بما اتخذته الحكومة الاوزبكية من إجراءات في هذا الشأن، خصوصاً الرحلة التفقدية التي نظمتها الاربعاء الماضي للدبلوماسيين والصحافيين الاجانب الى انديجان، وهي الرحلة التي اثارت المزيد من التساؤلات اكثر مما كشفت عن اجابات. وقالت اربور ان الرحلة القصيرة التي احيطت برقابة صارمة لا يمكن ان تغني عن ايفاد لجنة دولية من الخبراء الذين يمكن ان يتسم عملهم بالاستقلالية. واعربت عن املها في امكان اقناع الرئيس الاوزبكي بالسماح باضفاء الشفافية على هذه العملية، مما يتفق مع مصالح كل من الشعب الاوزبكي والمجتمع الدولي. وكان انان قد ناقش هذه القضايا مع كل من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والقائم باعمال المندوب الدائم للولايات المتحدة آن باترسون، في وقت كان الرئيس جورج بوش يشدد على ضرورة اعتماد نهج الثورات البرتقالية سبيلا الى التغيير، بدلا من التجارب المرة التي يشهدها اليوم كل من العراق وافغانستان. وكشف بوش عن اقتراحه تخصيص مائة مليون دولار لانشاء صندوق مهمته تمويل الحركات الديمقراطية الوليدة و24 مليون دولار لتأسيس ادارة جديدة في وزارة الخارجية الاميركية تحمل اسم «إدارة اعادة البناء والاستقرار»، واعرب عن يقينه من تنامي الآمال في التغيير في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى، مؤكدا ان التغييرات لا بد ان تحدث في هاتين المنطقتين. مشيراً الى احتمال حصول ذلك في روسيا البيضاء التي سبق ووصفتها وزيرة خارجيته بانها «آخر الانظمة الدكتاتورية في اوروبا». واشاد بوش بما تفعله البلدان المجاورة لروسيا البيضاء، مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا لدعم القوى الديمقراطية المناهضة لنظام الرئيس الكسندر لوكاشينكو. وفيما تتضارب الانباء حول عدد ضحايا الاضطرابات الاخيرة، تقول المصادر الرسمية ان عدد القتلى لم يتجاوز 169 منهم 37 من رجال الأمن والشرطة. وكانت مصادر المعارضة قد اشارت الى ان العدد يتجاوز الالف قتيل، في الوقت الذي نقلت فيه هيئة الاذاعة البريطانية" (بي.بي.سي) عن مصادر في القوات المسلحة الاوزبكية ان عدد الضحايا في انديجان وحدها لا يقل عن الخمسمائة. من جهة اخرى، بعثت وزارة الخارجية الاوزبكية بمذكرة احتجاج الى وزارة الخارجية القيرغيزية تتهم فيها سلطات قيرغيزستان بعدم السيطرة على الحدود المشتركة بين الجمهوريتين عند بلدة قره - صو التي جرى تقسيمها بين الجمهوريتين في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. واتهمت المصادر الاوزبكية قوات حرس الحدود القيرغيزية بعدم احكام السيطرة على الموقف هناك، الامر الذي ادى الى تسلل عناصر المعارضة وفرار المتهمين في الاحداث الاخيرة، مما قد ينذر بنشوب ازمة دبلوماسية بين البلدين.