جسر جوي أوروبي لنقل قوات أفريقية إلى غرب السودان

حملة في الكونغرس الأميركي لإجازة قانون المحاسبة من أجل دارفور

TT

اتفق وزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي على إقامة جسر جوي لنقل آلاف من القوات الأفريقية إلى إقليم دارفور المضطرب غرب السودان. وفي موازاة ذلك، تصاعدت حملة في واشنطن لسحب الاستثمارات الأميركية في الشركات التي تعمل في السودان، للضغط على الخرطوم بسبب سياسة الحكومة في دارفور، فيما بدأت حملة للضغط على الكونغرس لإجازة قانون المحاسبة من اجل دارفور، الذي تعطل بين مجلسي الشيوخ والنواب. ويصل إلى واشنطن خلال الأسبوع الحالي وفد كنائس مسيحية ومعابد يهودية في ديترويت (ولاية ميشيغن)، وهو واحد من وفود مماثلة بدأت تصل من مدن أميركية أخرى للضغط على الكونغرس. ورغم أن مجلس الشيوخ وافق على مشروع قانون المحاسبة من اجل دارفور، لكنه لم يضمنه في اعتمادات الميزانية في الشهر الماضي، ولم يناقشه مجلس النواب حتى الآن. ويعتقد أن البيت الأبيض يعرقل إجازة القانون لأنه يدعو إلى تدخل عسكري أميركي غير مباشر في دارفور، وذلك بإرسال أسلحة ومعدات عسكرية وخبراء عسكريين أميركيين إلى القوات الأفريقية هناك.

وينتمي معظم أعضاء وفد ديترويت المسيحيين إلى كنائس للسود ترى أن ما يجري في دارفور مشكلة بين عرب وأفارقة، بينما تركز المعابد اليهودية على المقارنة بين أحداث دارفور ومذبحة هتلر لليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقال الحاخام روناثان بيركون إنه «لا بد من عدم تكرار المذابح، ونحن عندما نقول ذلك لا نقصد فقط مذابح اليهود، ولكن كل مذابح التاريخ». ويتوقع أن يقابل الوفد عضوي ولاية ميشيغن في مجلس الشيوخ، وهما السناتور كارل ليفين والسناتور ديبي ستيبنو، اللذان اشتركا في تقديم مشروع قانون المحاسبة من اجل دارفور في مجلس الشيوخ.

ويضغط تحالف اليهود والسود، أيضا، على مجلسي الشيوخ والنواب في الولاية لإجازة قانون لسحب استثمارات حكومة وأجهزة الولاية في أي شركة تتعامل مع السودان. وفي الوقت نفسه، أجاز مجلس شيوخ ولاية الينوي مشروع قانون مماثل، وأرسل المشروع إلى مجلس النواب، وإذا وافق عليه مجلس النواب، ووقعه حاكم الولاية، ستكون الينوي أول ولاية تفعل ذلك.

وطلبت النائبة السوداء باربرا لي، عضو الكونغرس عن كاليفورنيا، من الولاية إصدار قانون مماثل، وقالت إن «كل من يؤمن أن مذبحة دارفور غير أخلاقية ومؤسفة، لا بد أن يشترك معنا في حملتنا». وتضم دائرة لي في ولاية كاليفورنيا جامعة بيركلي، وتشترك معها في الحملة اللجنة الأميركية اليهودية والتضامن المسيحي الدولي. وأجازت جامعة هارفارد أخيرا قانونا مماثلاً، فيما تظاهر أعضاء منظمة تحالف دارفور في جامعة بنسلفانيا، وطلبوا الأمر نفسه من إدارة الجامعة، وذلك خلال ندوة تحدث فيها دبلوماسي من سفارة السودان في واشنطن. وقال اليهودي ديفيد روزنبيرغ، رئيس المنظمة، إن الدبلوماسي السوداني «جاء ليتحدث إلى المسلمين الذين لا بد أن يفتخروا بدينهم وتقاليدهم. انه يريد أن يجندهم في حملته الدعائية التي يقوم بها». وقصد روزنبيرغ اتحاد الطلاب المسلمين ومعهد الدراسات الإسلامية الأفريقية، اللذين دعوا الدبلوماسي السوداني.

لكن لقمان سلام، عضو المعهد، قال: «نحن محايدون. نحن نريد الاستماع إلى وجهتي النظر». وأيده طاهر عبد الله، رئيس اتحاد الطلاب المسلمين، وقال إن اتحادهم «مع السلام، ويريد أن يقدم كل وجهات النظر»، ومد يده لمصافحة روزنبيرغ.

في غضون ذلك، اتفق وزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي على تقديم المزيد من المساعدات لإنجاح مهمة القوات التابعة للاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور، وقال مصدر أوروبي على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين الذي اختتم أعماله أمس في بروكسل، إن الاجتماع المشترك لوزراء الدفاع والخارجية الليلة قبل الماضية شهد تعهد أوروبا بإقامة جسر جوي لإرسال الآلاف من الجنود التابعين للاتحاد الأفريقي إلى منطقة دارفور من اجل إنهاء الصراعات التي يشهدها الإقليم منذ فترة.