عون يتحدث عن «صفقة» اتفق عليها قبل عودته إلى لبنان و«المعارضة» تؤكد أن أعداد المقاعد هي سبب الخلاف

بعد فشل التحالف مع جنبلاط والحريري في دائرة بعبدا ـ عاليه

TT

اعلن العماد ميشال عون عن فشل محاولة التحالف الانتخابي لـ «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه مع «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط و«تيار المستقبل» برئاسة سعد الدين الحريري، نافياً أي خلاف شخصي مع جنبلاط، وتاركاً الباب مفتوحا للتعاون في الشمال والبقاع مع الحريري، حيث لا نفوذ للحزب التقدمي الاشتراكي ولم يفصح عون خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في منزله في الرابية (شمال بيروت)، عن تحالفاته المرتقبة في جبل لبنان او عن اسماء مرشحيه، مكتفياً بالقول ان اللوائح ستعلن خلال ايام. ولم يحدد نوعية تحالفه مع «حزب الله» منتظرا المرحلة المقبلة. استهل عون مؤتمره بالإشارة الى «ان المفاوضات اتخذت طابع الصفقة، ما يفرض التوجه الى معركة انتخابية في منطقة بعبدا ـ عاليه» مضيفاً: «هناك بازل (PUZZLE) مركب على كل لبنان وكأنهم يريدون تفكيك «البازل» كي يضعونا في مكان او مكانين او ثلاثة امكنة. يعني كل شيء مرسوم ومتوافق عليه، حتى يمكن قبل عودتي من الخارج. وهناك تهميش لقسم كبير من اللبنانيين، وله حدود طائفية، ليس في المقاعد، وانما بالاداء الذي يمنع المشاركة».

وفيما برر عون عدم الوصول الى اتفاق مع «اللقاء الديمقراطي» و«تيار المستقبل» في دائرة عاليه ـ بعبدا انطلاقا من رفضه الغاء التمثيل الحقيقي للشرائح الشعبية، مفضلاً الاحتكام الى الشعب، نبه الى انه لا «يرش» دولارات ولا يؤمن بوسطات ولا يشتري أصواتاً، بل يطلب من مؤيديه المساهمة بالمصاريف الالزامية المفروضة على «التيار الوطني الحر» مبدياً «قرفه» من الوضع التقليدي وطارحاً تطبيق الطائف «بالفعل». وانتقد عون «الاحادية في الطوائف التي تحول دون نظام ديمقراطي ومجتمع متعايش، لان كل خلاف سياسي مع زعيم طائفة سيؤدي الى تصادم طائفي. لذا يجب ان يتوافر للطوائف اكثر من خيار سياسي».

وتحدث عن «الاحجام الانتخابية» مؤكداً ان حجمه يسمح بفوز 5 من تياره في قضاء بعبدا، بمن فيهم درزي وشيعي. ورفض عون اي كلام عن محاولة «عزله» من قبل القوى السياسية المعارضة لان الشعب الذي يؤيده يفرضه ويعزل السياسيين. كذلك رفض توضيح العلاقة الحالية مع «لقاء قرنة شهوان». وقال: «ان فتح الخطوط مع «حزب الله» ينتظر تطور الاوضاع الراهنة، لان الحزب لا يتصرف معنا كخصم ولا كحليف. وهناك نوع من الحياد». ونفى «ان يرغمه فشل التحالف مع جنبلاط والحريري على الترشح في دائرة بعبدا ـ عاليه»، مشيراً الى «ان هذه الدائرة مسيسة بشكل كافٍ ولا تحتاج له شخصيا».

وشدد على «ان البطريرك الماروني نصر الله صفير ليس حليفاً سياسياً بل هو رئيس الطائفة المارونية في لبنان والمرشد الروحي لكل الموارنة، من سليمان فرنجية الذي هو في الخط الآخر، ولي انا شخصياً ولكل شخص ماروني، يرشد الناس بقدر ما يستطيع».

كذلك انتقد عون اي حديث عن تحالف له مع «رموز سورية» بعد فشل المفاوضات بقوله: «تتسرعون كثيراً. قولوا لي من هو الرمز غير السوري في لبنان؟ انا كنت مضطهدا من تيارات الحريري وأمل وحزب الله وجنبلاط لانني كنت فوق السقف السوري. ومن اين لهم الحق في تصنيف السوريين وغير السوريين؟ واذا حصلت مشكلة بسبب التمديد للرئيس (اميل) لحود هل انتفت عنهم صفة الرموز السورية؟». ودعا الى مراجعة خطاب النائبة بهية الحريري في 14 مارس (آذار) الماضي عندما قالت: «الى اللقاء سورية» وكلام وليد جنبلاط عندما قال: «المختارة هي بوابة دمشق، ونحن الحرس».

وهاجم عون صحيفة «المستقبل» (الحريرية التوجه) واصفاً اياها بـ «السخيفة». ثم اعلن ان «التيار الوطني الحر» سيقاطع الانتخابات في جزين (جنوب لبنان) ويطلب من مرشحه زياد اسود ان يسحب ترشيحه. وبعد المؤتمر الصحافي توالت ردود الفعل من جانب اعضاء في «اللقاء الديمقراطي» فقال النائب فؤاد السعد: «ان عدم التوصل الى اي تفاهم مع العماد ميشال عون ادى الى اتخاذ قرار بوقف المفاوضات وخوض المعركة. وقد قمنا بالمستحيل للتوصل الى تفاهم، لكن لدينا مشكلة. والنواب التسعة في قضاء بعبدا ـ عاليه لم يسيئوا ابداً لتبرير ابعاد اي منهم». ونفى السعد «ان يكون قرار المسيحيين في بعبدا ـ عاليه مصادراً لإرادة قوى أخرى». أما مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي عن المقعد الدرزي في البقاع الغربي وائل ابو فاعور فقال تعليقاً على مؤتمر عون الصحافي: «لم يكن هناك اي «بازل» قبل عودته من باريس. وان المتاهة نتجت بعد عودته» مبدياً اسفه لخروج «التيار الوطني الحر» من التحالف المعارض الموسع متمنياً «الا يكون الاختلاف نهائياً» . اما النائب الدكتور غطاس خوري فأبدى تحفظه على تعبير العماد عون بأن هناك صفقة، مشيراً الى «ان الاختلاف لم يكن على السياسة بل على المقاعد». لكنه اعتبر ان ما حصل افضل شيء للانتخابات «لانه اذا تم الاتفاق في كل المناطق فسيكون نصف المجلس معيناً». ورد خوري صعوبة الحوار الى كونه يتم للمرة الاولى مع «التيار الوطني الحر» وبعد غياب طويل. ومن جهة اخرى، عقدت الاميرة حياة فيصل ارسلان مؤتمرا صحافيا في منزلها في مدينة عاليه وتلت بيانا اعلنت فيه ترشحها عن المقعد الدرزي في دائرة بعبدا ـ عاليه.