اعتقال ناشطين في المجتمع المدني في سورية عشية انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث

لندن تنظر «بقلق» الى أنباء الاعتقالات

TT

أعلنت مجموعة منظمات وهيئات مجتمع مدني وحقوق إنسان أن أجهزة الأمن السورية في دمشق ودرعا وحمص اعتقلت صباح أمس أعضاء مجلس ادارة منتدى الأتاسي: سهير الأتاسي وحسين العودات وجهاد مسوتي وحازم نهار ومحمد محفوض وعبد الناصر كحلوس ويوسف جهمانيو وناهد بدوية. وكان علي العبد الله قد اعتقل الاسبوع الماضي على خلفية تلاوته في المنتدى رسالة من المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني في الندوة التي أقامها المنتدى حول موضوع «الإصلاح في سورية». وطالبت هذه المنظمات والهيئات بالإفراج الفوري عن المعتقلين ورأت أن عملية الاعتقال التي جاءت عشية انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم في البلاد تستهدف «أي حراك ثقافي أو سياسي أو اجتماعي، وفي وقت تطالب تلك الجهات بالإفراج عن السجناء ومعتقلي الرأي السابقين.

وكانت السلطات الأمنية السورية قد أوقفت الأحد الفائت المحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.

وقد أصدرت المنظمة بياناً طالبت فيه الحكومة السورية بالإفراج الفوري عن المحامي رعدون ودعت جميع المنظمات الدولية والعربية المعنية بحقوق الإنسان «لتحمل مسؤولياتها تجاه حركة حقوق الإنسان و المدافعين عنها في سورية». في سياق آخر، شكلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية وجمعية حقوق الإنسان في سورية والمنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) واللجنة العربية لحقوق الإنسان (باريس) ومنظمة العدالة الدولية (لاهاي) وجمعية الكرامة (جنيف) ومركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية (استوكهولم) وجمعية حماية المدافعين عن حقوق الإنسان (باريس)، لجنة باسم لجنة المتابعة لقضايا المعتقلين السياسيين في سورية . وأصدرت هذه اللجنة بياناً طالبت فيه الحكومة السورية بالإفراج الفوري عن المحامي رعدون ونزار رستناوي عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية، وعضو جمعية حقوق الإنسان في سورية علي العبد الله وكافة معتقلي الرأي والضمير وعلى رأسهم معتقلو ربيع دمشق وطي ملف الاعتقال السياسي بشكل نهائي. ولم يعرف بعد ما إذا كانت تلاوة رسالة البيانوني وراء اعتقال أعضاء مجلس إدارة منتدى الأتاسي أم أن هناك أسباباً أخرى وراءه، حيث لم يصدر أي بيان رسمي عن هذا الاعتقال أو عن أسبابه. وفي لندن قال دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى ان لندن «ستنظر بقلق» إلى أنباء اعتقال ناشطي المجتمع المدني السوري، إذا صحت هذه الانباء، لا سيما أن «سجل دمشق لجهة حقوق الانسان ليس جيدا». وفيما نفى الدبلوماسي البريطاني ان تكون لندن معنية بفتح حوار مع طرف سوري معين، أكد رغبة حكومته بالتحدث «مع الجميع دون استثناء». وأضاف: «لدينا، سلفا، اتصالات مع الجميع، مع ناشطي المجتمع المدني ومع المعارضة ومع الحكومة فنحن لا نستثني أحدا». وقال ان لندن حثت الحكومات السورية في مناسبات سابقة عديدة على تحسين أدائها في مجال حقوق الانسان.»غير انه لم يستبعد ضرورة «متابعة الجهود الرامية الى اقناع السوريين بمعالجة ملف حقوق الانسان بصورة أفضل.» وفي باريس ردت فرنسا بسرعة غير اعتيادية على عمليات الاعتقال التي طالت فجر أمس اعضاء منتدى الأتاسي للحوار الوطني في سورية، وقال جان ـ باتيست ماتيي، الناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس، إن باريس «تتمسك باحترام حقوق الإنسان في كل مكان من العالم».

وطالبت باريس بإطلاق سراح المعتقلين. كما أكدت أنها تتابع الأمور عن قرب. وقال ماتيي:«نحن أخذنا علما بحصول عدد من الاعتقالات في سورية، ونحن نتابع هذه الحالات (الاعتقالات) عن كثب، كما نأمل في إطلاق سراح الأشخاص الذين تم توقيفهم». ورأى مصدر فرنسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» أن ما حصل في سورية أمس «ليست إشارة مشجعة» حول مستقبل الوضع ومصير العملية الإصلاحية. وقال المصدر الفرنسي: «لقد تناولنا مصير الإصلاحات عدة مرات مع المسؤولين السوريين وخصوصا منذ الخريف الماضي، وكانت السلطات الفرنسية أعلنت تشجيعها لها واستعدادها لمساعدة دمشق وهذا ما قمنا به». وفي القاهرة اعربت المنظمة المصرية لحقوق الانسان عن «بالغ قلقها» لاعتقال المحامي محمد رعدون، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية، وطالبت السلطات السورية بسرعة الإفراج عنه، مؤكدة تضامنها مع كافة منظمات المجتمع المدني في سورية.