إفادة بن الشيبة لم تحسم الموقف في محكمة المتصدق

TT

لم تحسم الوثائق التي سلمتها وزارة العدل الأميركية إلى محكمة هامبورغ بألمانيا الموقف من تهمة التورط في قضية هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، التي يحاكم بموجبها المغربي منير المتصدق.

ففي حين اعتبر ممثل الدفاع، أودو جاكوب، الوثائق، التي تتضمن جانبا من افادات قيادي «القاعدة» رمزي بن الشيبة المحتجز لدى الاميركيين، «نقطة تحول» في الموقف لصالح موكله و«تبرئة له»، عبر النائب العام ماتياس كراوس عن قناعته بأنه لم يحدث ما يستوجب تغيير الموقف من التهم.

وشكك كراوس في مصداقية افادة اليمني بن الشيبة التي سبق لممثل الدفاع نفسه أن اعتبرها إفادات انتزعت تحت التعذيب. كما اشار النائب العام إلى أن محكمة هامبورغ لم تتلق محاضر الاستجواب الأصلية وإنما ملخصا عنها قام المحققون الاميركيون باعداده لصالح وزارة العدل الاميركية.

وطالب جاكوب المحكمة أمس بتبرئة موكله من التهم المنسوبة إليه. وقال ان الوثائق الاميركية الجديدة تنسف الأسس التي قامت عليها المحاكمة الأولى التي حكمت على المتصدق بالسجن مدة 15 سنة بتهمة التواطؤ في هجمات 11 سبتمبر. وتفيد الوثائق بأن خلية الطيارين الانتحاريين، التي تزعمها المصري محمد عطا، لم تتشكل قبل عام 2000. وتقوض هذه الافادة تصورات النيابة العامة التي تتهم منير المتصدق، 30 سنة، بالانتماء إلى الخلية المذكورة منذ عام 1999 والمعرفة المسبقة بمخطط هجمات 11 سبتمبر. وجاء في الافادة، المكونة من 6 صفحات، على لسان بن الشيبة، أنه كان يعرف منذ البداية أن الناس سيسيئون فهم علاقاته الاجتماعية في ألمانيا في نهاية التسعينات. ويشير بن الشيبة إلى أن خلية هامبورغ تأسست عام 2000 واقتصرت العضوية فيها عليه شخصيا ومحمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح. ولم تتضمن الوثائق أي إشارة إلى منير المتصدق ودوره في الخلية.

وكانت وزارة العدل الأميركية سلمت في اغسطس (آب) الماضي أجزاء مختصرة من محاضر التحقيق مع رمزي بن الشيبة وخالد شيخ محمد، المعتقلين لدى الولايات المتحدة، تنفي عن المغربي المتصدق ومواطنه عبد الغني المزودي العضوية في خلية هامبورغ والعلم المسبق بمخطط هجمات 11 سبتمبر. وأسهمت هذه الافادات في تبرئة المزودي من تهمة الإرهاب والتواطؤ في القتل التي يحاكم المتصدق على اساسها أيضا.

وجاء في افادة بن الشيبة ايضاً ان المغربي الهارب الآن زكريا الصبار كان قد كلف قبل هجمات سبتمبر، نقل رسالة «11 ـ 9» الى تنظيم «القاعدة» في افغانستان، وتحديداً الى شخص يدعى مختار، من دون ان يكون على علم بمضمونها.

ويبدو أن وزارة العدل الاميركية قد قررت وقف تعاونها مع السلطات الالمانية في قضية المتصدق، اذ قدمت رسالة مرفقة تشير إلى أن الصفحات الست الأخيرة ستكون هي الاخيرة.

ويلاحظ ان السلطات الاميركية عبرت عن استيائها الشدديد لتبرئة المزودي من قبل محكمة هامبورغ العام الماضي، إلا أنها واصلت تزويد المحكمة بالوثائق التي تبرئ المغربيين اكثر مما تدينهما.