بلخادم لـ«الشرق الاوسط» : القمة لم تلغ وستعقد خلال أسابيع

أكد أن بلاده ماضية في إرساء علاقات متميزة مع المغرب

TT

في حوار عبر الهاتف من لندن مع «الشرق الأوسط»، قال عبد العزيز بلخادم رئيس الوفد الجزائري، وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في اشغال اجتماع وزراء اتحاد المغرب العربي، ان القمة لم تلغ، وان العمل جار على تحديد موعد آخر لها، وانها ستعقد خلال اسابيع، وان الجزائر والمغرب يعملان على رأب الصدع في علاقتهما الثنائية منذ فترة، ولا يتركان الفرصة لأمر يعكر مجهودات ترميم العلاقات ومحاولات البناء المشترك لاتحاد المغرب العربي. ونفى بلخادم ان تكون الجزائر قد طلبت ادراج موضوع الصحراء في جدول اعمال الاجتماع الوزاري للقمة، نافيا اي مسؤولية لبلاده في إفشال القمة المغاربية في ليبيا. وجدد الوزير موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية، معتبرا اياه ليس جديدا، بل هو تذكير «بالموقف الدائم»، الداعي الى حل اساسي ضمن الامم المتحدة.

* بداية، هل القمة أجلت أم ألغيت تماما؟

ـ القمة لن تعقد في موعدها المحدد يومي 25 و26 من الشهر الحالي، ولم تلغ البتة، اذ ان العمل جار الان مع كل الاطراف على تحديد موعد اخر، وقد تفضي المشاورات الجارية الى عقدها في الاسابيع القليلة المقبلة.

* قيل ان القمة نسفت اساسا بسبب برقية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لقادة البوليساريو، عندما اعلن عن دعم جديد للقضية الصحراوية، وهو ما فسره المغرب بانه انحياز غير مقبول على حساب مصالحه العليا، كيف تردون على ذلك؟

ـ نؤكد اننا لم ننحز، ولم نحاول نسف المجهودات المتعددة التي بذلناها جميعا لتخطي كل العراقيل نحو تأسيس صرح مغاربي متين، قائم على علاقات جيدة ومتينة بين كل اعضائه. وهنا يجب ان اقول اننا في الجزائر نسعى الى ترسيخ علاقات جزائرية مغربية متميزة، لا تشوبها أية شائبة، اذ ان ما يربطنا هو اكثر من الذي يفرقنا، وحقيقة يجب ان اؤكد هنا اننا نريد ان نشيد صرحا من العلاقات المتينة غير القابلة الى اي اهتزاز. أما بالنسبة الى قضية الصحراء الغربية فان لنا رأيا وهم لهم رأي. فكل ما قلناه هو انه يمكن للصحراويين تقرير مصيرهم وفق لوائح الامم المتحدة، التي أدت الى حل كل الخلافات الدولية، التي آلت الى نهايات سعيدة. فنحن نعتقد في الجزائر ان القضية يجب ان تظل وفق مخطط الوسيط السابق للامم المتحدة جيمس بيكر، على اساس المحتوى الذي اقره مجلس الأمن الدولي. واعتقد ان تلك قضية، والعلاقات الثنائية قضية اخرى يجب الا تكون رهينة للأولى.

* كيف، وهي تسمم العلاقات لعقود من الزمن، والجزائر تبدو في الواجهة او هكذا تبدو انها غير قادرة على نفض الغبار عن الملف؟

ـ المسألة ليست في يد الجزائر، قلنا اننا مع الشرعية الدولية ومع الحل الذي تضعه الامم المتحدة، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرارا او في البرقية الاخيرة للبوليساريو. ليس هناك جديد في موقفنا، فقط ان المسألة تصادفت مع احياء البوليساريو لذكرى تأسيسها الاخيرة.

* ولكننا سمعنا ان الوفد الجزائري طلب ادراج مناقشة القضية الصحراوية في اشغال قمة الاتحاد؟

ـ هذا غير صحيح بالمرة، ولم نطلب ذلك اساسا، على ان طرح الموضوع ليس هنا، بل في الامم المتحدة. وهذا انطلاقا من حرصنا على ان لا نخلط بين الامور مجتمعة هكذا. الان نريد الاتجاه في مسار البناء الجماعي والثنائي، ويجب ان تكون لنا القدرة على تخطى كل العقبات بمسؤولية ومثابرة.

* قيل ان توترا ما، ساد اشغال اجتماعكم الوزاري، ولم تكن الاجواء ودية بينكم مما اثر سلبا في جدول اجتماعكم؟

ـ هنا يجب ان اؤكد ان الاجتماع كان وديا للغاية، وكان بناء وهادئا ساده نقاش جاد تناول القضايا الاساسية بروح من التآخي والود، واتفقنا على جدول الاجتماع، وعلى عدد من المشاريع الخاصة لتفعيل مسيرة الاتحاد المغاربي.

* ما هي تلك المشاريع التي تتحدثون عنها؟

ـ هي جملة من المشاريع في الواقع تتناول، في الأساس، إصلاح مؤسسات الاتحاد، ومنها على سبيل المثال مسألة المصرف الاستثماري المشترك، ومجلس الشورى وصلاحياته، والاجتماعات القطاعية الوزارية، وقضية تفعيل الدبلوماسية المغاربية باتجاه المسارات المتعددة، ومنها مسار برشلونة، وحوار 5 زائد 5، والحوار الاورومتوسطي. كذلك اتفقنا على الانتقال الآلي للرئاسة من بلد الى بلد حسب الترتيب الابجدي، وهو ما يعني هنا ان الرئاسة المقبلة ستكون لدى المغرب.

* هل تبدون تفاؤلا بنجاح هذه المشاريع في ظل ما يواجهه الاتحاد من شد وجذب، وهل تعتقدون بان القمة اساسا ستعقد لإقرار مثل هذه المشاريع مثلا؟ ـ القمة ستعقد وان تأخرت، وينبغى ان أشير هنا الى اننا نسعى الى تفادي مسألة ان تكون القمة رهينة بغياب طرف عن حضورها، اذ اننا امام التأجيل الثالث لقمة الاتحاد المغربي العربي بسبب اعلان هذا الطرف أو ذاك التغيب عنها. اذن يجب في المستقبل ان لا تؤجل القمة، وتعقد بالذي يحضرها. وهناك اتجاه جاد ونية مغاربية لتفعيل المسيرة والذهاب بها بعيدا، وهذا هو الأساس لمواجهة التكتلات الاقليمية والدولية، وهي ضرورة مملاة علينا جميعا.

وزير الخارجية الكويتي: لا نفهم هذا الانبهار بلون ملابس صدام حسين الداخلية وتجاهل جرائمه ضد شعبه وجيرانه