لورا بوش: مبارك اتخذ قرارا مهما للغاية بفتح أبواب الانتخابات كخطوة أولى نحو الديمقراطية

TT

فجرت تصريحات لورا بوش، قرينة الرئيس الأميركي المدافعة عن خطوات ومعدل الإصلاح في مصر، انتقادات قوية من جانب المعارضين للرئيس المصري حسني مبارك الذي وصفت السيدة الأميركية الأولى مبادرته بتعديل الدستور لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة، خطوة جريئة وحكيمة. وقال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد حبيب، وعضو حزب الغد والحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» مازن مصطفى، انهما لا يريان شيئا مما تقوله قرينة الرئيس الاميركي عن تقدم الإصلاح في مصر. وقال رئيس حزب التجمع، رفعت السعيد، ومساعد رئيس حزب الوفد، محمد علوان، انهما لا يعيران تصريحاتها اهتماما.

وقال حبيب لوكالة «رويترز» إن«النظام المصري حريص على أن يستمر على ما هو عليه من جمود وركود وانسداد في شرايين الحياة السياسية المصرية. فما زال هناك قانون طوارئ وما زالت الحريات العامة تعاني من النقص والضمور».

وأضاف «لا توجد أي خطوات للإصلاح على الإطلاق وما زال النظام ينتهج نفس الأسلوب الدكتاتوري والقمعي للشعب والمعارضة».

وكانت لورا بوش قد قالت، أثناء زيارتها لأهرام الجيزة اول من أمس، إن مبارك اتخذ خطوة جريئة جدا ومهمة جدا وانه كان جريئا جدا وحكيما جدا في اتخاذها. وأشارت قرينة الرئيس الأميركي إلى أن الولايات المتحدة التي تعتبرها نموذجا لديمقراطية حرة ومفتوحة، لم تظهر ديمقراطيتها بين عشية وضحاها. وأضافت أن «مبارك يتخذ الخطوة الأولى لفتح أبواب الانتخابات وأعتقد أن هذا مهم جدا، جدا». وتعد تصريحات لورا تبنيا منها لموقف الحكومة المصرية حول اقتراح مبارك وسرعة خطوات الإصلاح الديمقراطي في مصر.

وقال مازن مصطفى «نعتقد أن السرعة ليست حتى بطيئة لكنها تسير الى الوراء أحيانا». وأضاف «لا أعتقد أن قرينة بوش تمثل الإدارة (الأميركية) وهي لا تدري شيئا عن المناورات الوضيعة للحكومة».

وجاء هذا الجدل قبل أربع وعشرين ساعة من إدلاء المصريين بأصواتهم في الاستفتاء (غدا) على تعديل المادة 76 من الدستور، والذي تجرى بمقتضاه أول انتخابات رئاسية مباشرة في مصر بين أكثر من مرشح. وتقول جماعات معارضة إن الخطوة ليست جريئة بصورة كافية وان التغيير بطيء جدا. كما دعت المصريين الى مقاطعة الاستفتاء. ويقول المعارضون ان الصيغة التي أقرها مجلس الشعب (البرلمان) للتعديل تجعل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يهيمن على منصب رئيس الدولة الى الأبد لأنها تضمنت شروطا معجزة للمستقلين والأحزاب.

وقال رئيس حزب التجمع «ونحن نخوض معركة الديمقراطية نخوضها على أساس مصري ولا نعير اهتماما للتدخل الاميركي سواء كان سلبيا أم ايجابيا».

وأضاف «سواء أعجبتهم هذه الخطوات أو لم تعجبهم فهذا أمر لا يعنينا».

وتسمح صيغة التعديل الدستوري للأحزاب بترشيح قيادييها في الانتخابات التي ستجرى في شهر سبتمبر( أيلول) المقبل من دون شروط هذا العام فقط . غير أن محللين يقولون ان الاحزاب مستبعدة منذ سنين من مخاطبة الرأي العام عبر وسائل الاعلام المملوكة للدولة ولا يمكنها تقديم مرشح ينافس مبارك الذي من المرجح أن يسعى للفوز بفترة رئاسة جديدة.

وقال حبيب ان عدد المحبوسين على ذمة التحقيق من الإخوان المسلمين بلغ 960 في حملة بدأت منذ شهر مارس (آذار) الماضي. والاتهامات الموجهة اليهم في غالبيتها هي الانضمام لجماعة محظورة والتحريض على التظاهر وحيازة أو توزيع منشورات «تحض على كراهية نظام الحكم».

وقال مساعد رئيس حزب الوفد «لا يعنيني رأي بوش ولا رأي زوجته. دائما الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية تعززها المصالح الاجنبية لأنها أيسر في الاستجابة للخارج عما اذا كانت حكومات ديمقراطية».

وأضاف «الحكومة الديمقراطية تستند الى الشعب ويملك الشعب فيها قراره. لو كانت حكوماتنا ديمقراطية لما استطاعت أميركا أن تتغلغل في سياساتنا وتؤثر في قراراتنا». وتابع «هذا الكلام (من جانب لورا بوش) يهم الحكام على كراسيهم لأن تثبيت أقدامهم في يد الخارج».

ومن ناحيتها، عادت لورا بوش لتزيد من مديحها لمبارك والحكومة المصرية أمس، قائلة في لقاء مع مصريات في مقر إقامة السفير الاميركي «مصر صديق مهم جدا جدا للولايات المتحدة. هناك صداقة طويلة ومصر كانت رائدة في صنع السلام وأنا أقدر ذلك».