أبو مازن سيطالب بوش بوضع جهاز مراقبة على تطبيق الاتفاقيات والتفاهمات

الرئيس الفلسطيني يبدأ زيارة لواشنطن تستغرق 3 أيام هي الأولى منذ انتخابه خلفا لعرفات

TT

يصل اليوم الى الولايات المتحدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في أول زيارة له منذ فوزه بانتخابات رئاسة السلطة خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات. ويلتقي أبو مازن غدا مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الأبيض، كما يلتقي عددا من أركان الإدارة الأميركية وزعماء الكونغرس.

وسيعقد ابو مازن على هامش زيارته لقاءات مع عدد السياسيين والأكاديميين والمفكرين وصانعي القرار على اختلاف مواقعهم. وتأمل السلطة من زيارة أبو مازن، تدعيم العلاقات المشتركة بين الجانبين الفلسطيني الأميركي وتهيئة المناخ لسلام حقيقي والضغط على إسرائيل لتطبيق التفاهمات السياسية.

وكان أبو مازن قد غادر الأراضي الفلسطينية أمس، على متن طائرة هليكوبتر أردنية، نقلته من مهبط مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، أقلته إلى الأردن حيث التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبحث معه الزيارة.

وقال أبو مازن قبل مغادرته حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن زيارته إلى واشنطن التي تستمر ثلاثة أيام، تنطوي على أبعاد مهمة، مشيراً إلى أن «لدينا مطالب كثيرة تتعلق بأوضاعنا الحالية التي مرت منذ أربعة أشهر». وأضاف «نحن سنطلب من الأميركيين التجاوب معنا في المطالب الاقتصادية والسياسية، وعندما أقول السياسية أقصد خريطة الطريق».

وكان النائب اليساري في الكنيست الإسرائيلي، يوسي بيلين، قد كشف أمس، أن أبو مازن، ومن شدة ثقته بنفسه وبنجاح سياسته المعتدلة، سيطالب بوش، بإقامة جهاز مراقبة لضمان التزام الطرفين، بتطبيق التفاهمات والاتفاقات وخريطة الطريق.

وجاءت تصريحات بيلين هذه اثر لقائه الخاص مع ابو مازن في رام الله، مساء أول من أمس. وكان بيلين ومجموعة أخرى من الإسرائيليين قادة حزبي العمل وياحد، قد شاركوا في اجتماع المجلس العام للاشتراكية الدولية، الذي بدأ أعماله في تل أبيب واستمر يومين ثم انتقل الى رام الله ليومين آخرين.

واستقبل ابو مازن الوفود وأقام عشاء تكريم لهم. وبعد العشاء أرسل يطلب بيلين الذي تربطه به علاقات حميمة منذ مفاوضات كامب ديفيد، للقاء خاص معه، دام أكثر من ساعة، ناقش معه في أوضاع المسيرة السلمية ومدى جدية حكومة اسرائيل فيها. وقال بيلين إن أبو مازن بدا له واثقا من نجاحه في سياسته المعتدلة في المسيرة السلمية ومن نجاح الاصلاحات الأمنية والاقتصادية. وهو يتفهم الموقف الأميركي، الذي يمتنع عن ممارسة الضغوط على حكومة أرييل شارون، حتى لا تفشل خطة الفصل. ولكنه يريد ان يستوضح من الرئيس بوش حول حقيقة موقفه من تطبيق خريطة الطريق، وهل هو يوافق شارون على تصريحاته بأن الوقت لم يحن بعد لتطبيق هذا المشروع والى أي مدى سيكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة كاملا وجديا.

وقال ابو مازن، حسب بيلين، ان القضية الأكثر إلحاحا اليوم هي اقامة جهاز مراقبة يحدد الجهة التي تخرق الاتفاقات والتفاهمات. فليس من المعقول ان يظل الوضع الحالي سائدا، حيث ان اسرائيل تتهم الفلسطينيين بالخروقات، بينما هي في الواقع التي تخرق. ولا بد من تعيين طرف ثالث، يتألف من أميركيين أو من اللجنة الرباعية الدولية لمراقبة التطورات وتحديد المسؤولية.

وقال وزير شؤون خارجية السلطة، ناصر القدوة، إن أهمية الزيارة، تكمن بكونها أول لقاء بين الرئيسين بوش وأبو مازن منذ انتخابات الرئاسة. وشدد القدوة على أن أبو مازن سيسعى خلال الزيارة إلى ضمان تنفيذ خطة الفصل في إطار خريطة الطريق، وعلى أساس رؤية الرئيس بوش بشأن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والتواصل الجغرافي.

وقال إن أبو مازن سيطالب الأميركيين بتقديم الدعم الاقتصادي والمالي للسلطة الفلسطينية، وليس عبر المنظمات الأهلية والمدنية، بعكس ما يريده الكونغرس للقفز عن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

ويشير القدوة بذلك الى القيود التي فرضها مجلس النواب الاميركي، على المساعدات التي اقترح الرئيس بوش في ميزانيته تقديمها للسلطة الفلسطينية. فبعد ان خفض المساعدة الى 200 مليون دولار من اصل 350 مليون دولار، كان يفترض ان يدفع منها 200 مليونا مباشرة للسلطة حسب اقتراح بوش، أقر المجلس بألا يدفع من هذا المبلغ أي دولار للسلطة، وهذا يعكس عدم ثقة بسلطة أبو مازن، وبناء على ذلك اقر المجلس تخصيص 150 مليون دولار من الـ200 مليون, للمنظمات غير الحكومة،عبر وكالات العون الأميركية. وإمعانا في رش الملح على الجرح قرر المجلس تحويل الـ 50 مليون دولار المتبقية، لإسرائيل، وذلك لبناء قاعات عند الحواجز للمسافرين الفلسطينيين. من جانبها حددت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في خطاب أمام مؤتمر اللجنة الأميركية ـ الإسرائيلية للشؤون العامة «ايباك» الموالية لإسرائيل، المطالب التي سيطرحها بوش على أبو مازن، فقالت إن الرئيس بوش سيصر على أن يعمل أبو مازن على تفكيك ما سمته بشبكات الإرهاب في الأراضي الفلسطينية. وأضافت أن الرئيس بوش سيكون واضحا خلال لقائه بأبو مازن، وهو أن هناك التزامات لا بد من تنفيذها وأهدافا لا بد من تحقيقها.