إسرائيل تمتنع عن التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين قبل لقاء أبو مازن مع بوش

الوزيران يوسف وموفاز يقرران عقد لقاء آخر لاستمرار التنسيق الأمني

TT

على عكس التصريحات السابقة، قررت اسرائيل الامتناع عن أي تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين وتقديم أي تسهيلات لهم، قبل لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي جورج بوش، والفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في البيت الابيض غدا. وحتى الخطة التي أعدها وزير الداخلية الفلسطيني، اللواء نصر يوسف، للتنسيق مع اسرائيل حول انسحابها من قطاع غزة، رفضت. واتفق على اعداد خطة تفصيلية أكثر.

ويدل هذا التصرف على ان الحكومة الاسرائيلية لم تتخل عن نهجها التحريضي على السلطة الفلسطينية، خصوصا أمام الولايات المتحدة. وهي عمليا، تبعث برسالة الى الادارة الأميركية حتى تمارس الضغط على ابو مازن لدى وصوله البيت الأبيض غدا. ومفاد هذه الرسالة ان الفلسطينيين لم يفوا بالتزاماتهم بعد، حسب تفاهمات شرم الشيخ. ولذلك فان اسرائيل تمتنع عن الانسحاب من المدن الفلسطينية وعن ازالة الحواجز واطلاق سراح 400 أسير وغيرها.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، قد استضاف في تل أبيب، مساء اول من أمس اللواء نصر يوسف، في لقاء هو الثاني بينهما خلال شهر. وحمل اللواء يوسف معه باقة من البشائر، في اطار التقدم الفلسطيني في الايفاء بالالتزامات. فأبلغ موفاز أن مسألة جمع الأسلحة من المطلوبين في مدينتي أريحا وطولكرم انتهت، باستثناء ثلاثة أشخاص ستنتهي الترتيبات معهم خلال أيام. وان السلطة عادت وسيطرت على الوضع في قطاع غزة وجددت الاتفاق على التهدئة مع جميع الفصائل. وعرض الخطة الأمنية الفلسطينية لتسلم قطاع غزة وبعض مناطق شمال الضفة الغربية التي ستنسحب منها اسرائيل وفق خطة الفصل، بما في ذلك تسلم المستوطنات التي سيتم اخلاؤها.

وكان من المفروض ان يقدم موفاز باقة مشابهة، فيعلن عن موعد الانسحاب الاسرائيلي من المدن الفلسطينية الثلاث، بيت لحم ورام الله وقلقيلية وموعد اطلاق سراح 400 أسير فلسطيني، بمن في ذلك الأسرى القدامى، وان يطلعه على الخطة لتطبيق الانسحاب من المستوطنات، الا ان موفاز فاجأه بالقول ان ما جلبه يوسف لا يكفي ولا يطمئن. وراح يشكو من العجز الذي تبديه السلطة الفلسطينية ازاء النشاطات العسكرية للفصائل الفلسطينية. وعرض على اللواء يوسف صورا توثق ما أسماه تهادن رجال الشرطة الفلسطينيين مع التنظيمات المسلحة، حيث يظهر فيها شباب من حركتي حماس وفتح، يطلقون القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات في قطاع غزة، في حين يشاهدهم رجال الأمن الفلسطينيون من دون ان يحركوا ساكنا. وقال موفاز ان هذه التنظيمات المسلحة تفرض قوانين خاصة بها في قطاع غزة، وانها تبني استراتيجيتها نحو الاستمرار في تعزيز قوتها العسكرية. واضاف «هذه القوة موجهة اليوم ضد اسرائيل، ولكن لن يطول الوقت حتى نراها توجه أسلحتها ضد السلطة الفلسطينية نفسها».

وحتى الخطة الفلسطينية للتنسيق مع اسرائيل حول تطبيق خطة الفصل لم تعجب موفاز. وقال «لا شك في ان هذه خطوة ايجابية مهمة. وأنا أحييك على الجهد. لكنها غير كافية ولا تشتمل على التفاصيل الضرورية. ولا تعطي أي ضمان لنا بأن الانسحاب سيتم من دون اطلاق النار علينا خلال الانسحاب». وطلب موفاز أن يحضر اللواء يوسف في المرة المقبلة وهو يحمل خطة تفصيلية مقنعة. وعندما اعترض وزير الداخلية الفلسطيني على ذلك وقال ان اسرائيل تضع شروطا تعجيزية لا تبشر بالخير ازاء المستقبل وتضع عدة علامات استفهام على تطبيق خطة الفصل، أجاب موفاز ان هذه الخطة ستنفذ في كل الأحوال، بغض النظر عن تصرف الفلسطينيين. وقال «نحن من جهتنا سننفذ الانسحاب في كل الأحوال وفق الخطة أحادية الجانب التي وضعناها. ولكننا نفضل ان نطبقها بالتنسيق معكم، فهذا التنسيق هو مصلحة فلسطينية عليا».