مؤتمر «منظمة بدر» الشيعية يتحول إلى تظاهرة للدعوة إلى تفعيل دور الميليشيات

كبار مسؤولي الدولة يشاركون في افتتاحه في بغداد

TT

بغداد ـ وكالات الانباء: ايدت شخصيات سياسية شيعية وسنية في العراق امس تفعيل دور الميليشيات لرفد جهود حفظ الامن في البلاد واكدت ضرورة ان يلعب السنة العرب دورا حقيقيا في الحياة السياسية وخصوصا في صياغة دستور البلاد الدائم.

ودعا عبد العزيز الحكيم، زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي يتصدر القائمة الابرز في البرلمان العراقي الى «الاستفادة من الميليشيات عبر القنوات الرسمية للدفاع عن الشعب العراقي» في اشارة الى منظمة بدر ـ الجناح العسكري السابق للمجلس.

وقال الحكيم في كلمة لمناسبة عقد المؤتمر التأسيسي الثاني للمنظمة التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بحضور الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري «من الضروري الاستفادة من كل هذه القوى الخيرة وعبر القنوات الرسمية للدفاع عن الشعب العراقي بكل اطيافه»، ودعا الى «تفعيل كل القوانين التي تسمح بالاستفادة من هذه القوى العظيمة المخلصة بشكل رسمي، فهي ملك كل العراقيين ويجب ان تدافع عن مصالحهم».

كما دعا الى تفعيل دور الميليشيات الكردية (البيشمركة) للاسهام في حفظ الامن في العراق، وقال «تقديرا لجهود وتضحيات اخوتنا وابنائنا الابطال من منظمة بدر وكل المضحين الذين دافعوا عن الشعب العراقي لا بد من اعطائهم الاولوية في تحمل المسؤوليات الادارية والحكومية خصوصا في المجالات الامنية».

ومنظمة بدر خلفت «فيلق بدر» الذي اسسه محمد باقر الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم في اوائل الثمانينات من القرن المنصرم لمحاربة نظام صدام حسين المخلوع. وحصل الفيلق على الدعم من الحكومة الايرانية.

وقال عبد العزيز الحكيم ان منظمة بدر دفعت بقوة نحو انجاح الانتخابات العراقية الاولى الديمقراطية مطلع العام، معتبرا ذلك مثالا على دعم المنظمة للعملية السياسية «التي هي ضمانة للاستقلال والحرية والعدالة في العراق». وتابع «من هذا المنطلق تساند بدر كتابة الدستور الدائم للعراق وصولا الى انبثاق الحكومة الدستورية».

من جهته ركز رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري على ضرورة ان يمارس العرب السنة دورا حقيقيا في الحياة السياسية، مؤكدا ان سياسة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم تكن مبنية على الطائفية بل المنفعة الشخصية.

وقال «نمد يدنا لاخوتنا السنة العرب، ليس لأننا طرف آخر بل لاننا نعيش في بلد واحد ونتطلع الى مصير ومستقبل واحد ويهددنا عدو واحد». واضاف «صدام حسين قتل الشيعة ولكن ليس من موقع سنيته، لانه قتل السنة ايضا، كما انه قتل الاكراد».

وشدد الجعفري على «فشل كل المحاولات الرامية لدق اسفين بين فئات الشعب المتنوعة ليتحول التنوع الى حالة عنصرية (..) ولكن الأخوّة تجسّدت بأروع صورة بين العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري». وركز على ان «الاخوة بين السنة والشيعة اثبتت انها اقوى من اوهام الاخرين». وعزا المشاركة الخجولة للعرب السنة في الانتخابات الى الظروف الامنية غير الطبيعية التي القت بثقلها على مدنهم. وقال ان «اصرار قائمتي الائتلاف (الشيعي) والتحالف (الكردي) على اشراك العرب السنة ترك اثرا طيبا في نفوس اخوتنا (العرب السنة) ولجنة الدستور تبذل جهودا كبيرة ليعبر عن كل فئات الشعب بدون استثناء».

واعاد الجعفري التأكيد على عزم حكومته محاربة الفساد في البلاد، وقال «العراق يواجه الكثير من التحديات بما فيها الفساد الاداري» واضاف «تقوم الحكومة بدورها في اتخاذ الاجراءات لمنع هدر كرامة العراقيين».

اما الرئيس جلال طالباني فاشاد في كلمته بدور منظمة بدر في محاربة اركان نظام صدام حسين وتقويض حكمه.

بدوره اعتبر نائب الرئيس العراقي غازي الياور في كلمة مرتجلة ان «الروح العراقية هي العنصر الذي يجمع كل فئات ومذاهب وقوميات الشعب العراقي». وقال «جئنا لنشارك اخوتنا من منظمة بدر اجتماعهم ونحن مستعدون للذهاب الى اقصى نقطة لتأمين التلاحم بين الشعب العراقي (...) نختلف في الاديان والاعراق والمذاهب والاتجاهات السياسية ولكن يجمعنا عراق واحد». واكد عادل عبد المهدي (شيعي) النائب الاول للرئيس طالباني «اهمية مشاركة الاخوة العرب السنة في صياغة الدستور بعدما غيبوا عن الانتخابات لاسباب طارئة»، مؤكدا ان «التشكيلة التي ستضم الاخوة السنة ستكون اساسية». ودعا حسين الشهرستاني نائب رئيس البرلمان العراقي كل الجهات في العراق للمشاركة الفورية في العملية السياسية والدستورية والامنية.

واقترح محافظ الانبار (غرب بغداد) السابق فصال الكعود (سني) إلحاق منظمة بدر بقوات الامن الوطنية بحيث «تكون ظهيرا لقواتنا الباسلة في الجيش والشرطة». وسأل «لماذا نتحفظ عن ان تكون لبدر مكانتها على ارض العراق فنحن واثقون من انهم ابناء العراق وسيبذلون دماءهم للذود عن كرامة اهله».

يشار الى ان توترا نشب اخيرا بين منظمة بدر وهيئة علماء المسلمين السنية على خلفية اتهام الاخيرة لبدر بالضلوع في عمليات تصفية جسدية استهدفت رجال دين سنة في العراق، الامر الذي نفته بدر مرارا في ظل وساطة قام بها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.