قرنق التقى رايس ودعا إلى تقديم مساعدة إضافية إلى جنوب السودان

مفاوضات دارفور تبدأ غدا في أبوجا والبشير يؤكد أنها ستكون نهائية وحاسمة

TT

ذكرت وزارة الخارجية الاميركية ان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق التقى في واشنطن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ودعا الى تقديم مساعدة انسانية اضافية الى لاجئي الجنوب السوداني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان «قرنق طلب منا دراسة مستوى المساعدة الانسانية الممكنة المقررة للجنوب، وهو امر وافقنا على النظر فيه». واضاف ان الولايات المتحدة تقدم حاليا 90 في المائة من هباتها من المواد الغذائية الى جنوب السودان حيث ينتظر عودة ملايين اللاجئين بعد توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية. وردا على سؤال عن امكانية زيادة المساعدة، اكتفى ماكورماك بالقول «سندرس هذه المسألة». وتابع ان رايس وقرنق بحثا الوضع في دارفور (غرب السودان) وأكدا ان «تسوية نهائية (في هذه المنطقة) تمر عبر الحل السياسي». واضاف ان رايس لم تعبر عن اي موقف من العرض الذي قدمه قرنق في فبراير (شباط) الماضي بالمساهمة بعشرة آلاف رجل من الجيش الشعبي لتحرير السودان، في قوة بدارفور. وتابع ان وزيرة الخارجية «قالت انه من المهم دراسة كل جوانب الوضع في دارفور، الانسانية منها والأمنية». من جهة ثانية، اتفق كل من الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري، على ضرورة أن تكون جولة مفاوضات أبوجا بين الحكومة والمسلحين في دارفور التي تبدأ غدا «حاسمة ونهائية»، في ختام مباحثات جرت بينهما في الخرطوم امس حول قضية دارفور. وسافر عصرا الى ابوجا الوفد الحكومي برئاسة مجذوب الخليفة وزير الزراعة والأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقال انه «ذاهب الى هناك وفي نيته الوصول الى الاتفاق النهائي بشأن قضية دارفور».

وتجري مفاوضات ابوجا هذه المرة في كنف حضور دولي مكثف خاصة على المستويات الافريقية والعربية والأوروبية، حيث تشارك مفوضية الاتحاد الافريقي برئاسة السفير سام ايبوك وأعضاء سكرتارية الاتحاد الافريقي وسكرتارية لجنة السلم والأمن بالاتحاد. وستشارك مفوضية الاتحاد الأوروبي ومراقبون من دول بريطانيا وفرنسا وهولندا والسويد والنرويج والولايات المتحدة. ومن ليبيا سيشارك الدكتور عبد السلام التريكي ممثلاً للزعيم الليبي معمر القذافي، والجنرال محمد علي ممثلاً للرئيس التشادي إدريس دبي، وممثل للرئيس النيجيري أوليسيجون أوباسانغو، والجامعة الدول العربية بوفد رفيع. كما تشارك الأمم المتحدة عبر ممثلها يان برونك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. كما تحضر بعض الجهات القانونية التابعة للأمين العام للأمم المتحدة. وقال البشير في مباحثاته مع كوناري ان الوفد الحكومي المتوجه الى ابوجا يحمل تفويضا كاملا حتى نهاية الجولة، المقرر ان تستغرق ثلاثة اسابيع. واكد حرص حكومته على الوصول لحل نهائي بشأن قضية دارفور خلال الجولة، قبل ان يعبر عن ثقته بأن تحرز مفاوضات السلام بأبوجا النتائج المرجوة في ظل المناخ والتطورات الإيجابية التي تشهدها دارفور.

من ناحيته، جدد كوناري في تصريحات قبيل توجهه الى ابوجا تمسك الاتحاد الأفريقي بمعالجة قضية دارفور في إطارها الإقليمي.

وحول زيارته الخاطفة الى الخرطوم، قال «كان من المهم ان نتبادل الآراء حول هذا الموضوع، خاصة أن الأشهر الأخيرة شهدت تحركات واسعة». واضاف «نحن مقتنعون اليوم بأنه آن الأوان لإقامة السلام في دارفور». وعبر كوناري عن أمله أن تشارك الحركات المسلحة بوفود عالية المستوى ومفوضة في مفاوضات السلام، وقال «لقد أكدنا أنه في دارفور لا يمكن أن تكون هناك إلا قوات أفريقية، فإن السودانيين هم الذين يعالجون هذه المشكلة».

وقبيل توجهه الى ابوجا على رأس الوفد الحكومي، قال الدكتور مجذوب الخليفة ان الوفد يتوجه الى هناك وفي نيته الوصول الى اتفاق سلام نهائي بشأن دارفور. واضاف أن السودان والاتحاد الأفريقي متفقان على معالجة قضية التظلمات والتجاوزات وفق القوانين السودانية والأعراف الأفريقية. ودعا الخليفة الى ضرورة إرسال إشارات إيجابية تعزيزا لمسيرة التفاوض. الى ذلك، قال السفير خضر هارون القائم بأعمال سفارة السودان في واشنطن ان الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية سيجري مباحثات مع المسؤولين الأميركيين خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الى واشنطن خلال الشهر الحالي، وتتناول المباحثات دفع العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيلها. وذكر هارون أن الزيارة تأتي في إطار بحث القضايا المطروحة بين الجانبين، ومنها مسيرة السلام والخطوات الجارية لتنفيذ اتفاقية نيفاشا وكذلك تطورات الأوضاع في دارفور والجهود المبذولة لإنهاء العنف هناك إضافة الى التباحث حول العلاقات الثنائية التي تشهد مرحلة جديدة بعد تطورات عملية السلام في البلاد.