سويسرا تكرم اليوم الروائي العربي إبراهيم الكوني بجائزة الدولة الاستثنائية الكبرى

TT

قال الروائي الليبي إبراهيم الكوني عشية تكريمه الليلة في العاصمة السويسرية بيرن بمنحه أرفع جوائزها (جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى) وهي جائزة استثنائية تمنح لمؤلف متميز كل خمس أو ست سنوات وكثيراً ما تحجب كما حدث خلال السنوات العشر الأخيرة، أنه يشفق على مثقفي الأمة العربية والقائمين على مؤسساتها الفكرية والثقافية كونهم «أناسا لا يقرأون، ولا يرون الحقيقة، وتحكمهم الأهواء والعلاقات الشخصية، وهم يرون شخص الكاتب وليس النص، وعلاقتهم به ووضعه السياسي ونفوذه في أوساط معينة»، وأنه لهذا يرى أن الجوائز والتكريم العربي له سيعتبره «إهانة ما دامت هذه منطلقاته». وشدد على أنه لهذا السبب «أغيب دائما عن الساحة العربية».

ووصف المناخ الثقافي في العالم العربي بأنه يعاني من حالة مرضية أسماها أزمة ضمير. وقال «شعرت بهذا المرض في كل مكان ذهبت إليه في الوطن العربي»، مضيفا إن المثقفين العرب» عندهم أسبقيات، وترتيب ديمغرافي معين للكتٌاب، وعندما يأتي مبدع حقيقي ويخلط الأوراق يحقدوا عليك جميعا».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يعد يهتم بأن يحتفي به العالم العربي، وإنه غير معني بهذه الجوائز واللجان. وأضاف «هؤلاء الذين يهبون الجوائز إنما هم يشرفون أنفسهم، ولا يشرفون المبدع». وخلص الى «أن خلود المبدع الحقيقي هو جائزته الأبدية، وليس ما يجود به عليه المعاصرون له».

وقال عن تكريمه الليلة في محفل عام وبحضور رئيس وأعضاء لجنة الجائزة وجوه ثقافية وسياسية ومسؤولين من وزارة الثقافة والصحافيين ومحبي الأدب بأنه سعيد بهذا التكريم والإحتفال، كون هذا النوع من الإحتفالات لا يهتم كثيرا بالجانب الرسمي كما يحدث في عالمنا العربي. وقال «من يحكم هنا هو الرأي العام وليس الساسة، ولهذا فإن اللجنة العلمية الرئيسية هي التي تمنح الجائزة، وتعتمد آليا من رئيس الدولة ومجلس الوزراء». وأشار الكوني في حديثه الى سعادته أيضا بأختيار مجلة «لير» الفرنسية له أخيرا كأحد أهم خمسين روائيا في العالم. وأرجعت اللجنة العلمية لجائزة (جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى) اختيارها للروائي الليبي إبراهيم الكوني ومنحه الجائزة نظير مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى اللغة الألمانية والبالغ عددها ثمانية مؤلفات من مجموع الستين مؤلفاً الصادرة بالعربية. وتبلغ قيمتها المادية أربعة أضعاف جوائز الدولة التقديرية التي سبق للكوني أن فاز بأولها عام 1995 عن روايته «نزيف الحجر» وفاز بالثانية عام 2001 عن ملحمته «المجوس». كما منح المستشرق الألماني المعروف هارتمون فينرريخ الجائزة التقديرية تقديراً لدوره في ترجمة الكوني إلى اللغة الألمانية. واعتبر النقاد والأكاديميون السويسريون فوز الكوني بجائزة استثنائية كالجائزة الكبرى بمثابة وسام استحقاق رفيع المستوى على صدر الأدب العربي غير مسبوق.