إثيوبيا: دبابات في شوارع أديس أبابا.. وارتفاع عدد القتلى إلى 22

توسع دائرة الصدامات لليوم الثاني بين الشرطة والمحتجين على نتائج الانتخابات الأولية

TT

اتسعت دائرة الصدامات التي بدأت ليل الاثنين الماضي بين الشرطة الاثيوبية والطلاب المؤيدين للمعارضة في أديس ابابا لتشمل احياء عدة من العاصمة الاثيوبية, حيث أكدت مصادر طبية لـ«الشرق الاوسط» مقتل 11 شخصاً. وفيما اعلنت الحكومة مقتل ثمانية, أفادت وكالة فرانس برس مقتل 22 شخصاً استناداً الى مصادر طبية. وأكد شهود لـ«الشرق الاوسط» انتشار عدد من الدبابات في منطقة ماركاتو (السوق) الذي يعتبر اكبر سوق شعبية في افريقيا, وزاد من حدة التوتر اضراب سائقي سيارات الاجرة في أديس أبابا الذي تسبب بإغلاق المحلات التجارية, فيما سحبت وزارة الاعلام اعتماد خمسة صحافيين اثيوبيين يعملون لمؤسسات اجنبية ومنعتهم من مزاولة عملهم. وكانت اعمال العنف بدأت الاثنين الماضي عقب مظاهرات طلابية بدأت في جامعة أديس ابابا احتجاجاً على نتائج الانتخابات الأولية التي جرت في 15 من الشهر الماضي, واكدت فوز «الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا» الحاكمة بـ 302 مقعد من بين 517 في الانتخابات البرلمانية التي حصل فيها «التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية» المعارض على 122 مقعداً وتجمع «القوى الإثيوبية الديمقراطية الموحد» المعارض على 57 مقعداً, فيما لم تجر الانتخابات في الإقليم الصومالي.

ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الاعلام بركات سايمون قوله أمس «كانت هناك محاولة من جانب مجموعة من الافراد لكسر ونهب متاجر. وكانت حواجز قد أقيمت على الطرق وألقى البعض بالحجارة. وخلال الاحتكاكات فقد نحو ثمانية أرواحهم وهو ما تأسف له الحكومة بشدة».

وأضاف ان «التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية» (تحالف المعارضة الرئيسي) هو من أثار العنف وعليه أن يتحمل المسؤولية عن تلك الاحداث.

وأعلنت الشرطة الإثيوبية الفيدرالية أنها «ستواصل العمل لوقف نشاطات المعارضة الإثيوبية غير القانونية والتي تحرض بعض طلبة المدارس والجامعات ومؤيديهم». واوضحت في بيان إلى أنها «اطلقت سراح عدد كبير من الطلبة الذين اعتقلوا اثناء اعمال الشغب» خلال اليومين الماضيين وستتم محاكمة بقية الطلبة المتورطين مع الأحزاب المعارضة.

وكانت الحكومة الاثيوبية قررت قبل بدء عملية الاقتراع في 15 مايو (ايار) الماضي منع التظاهرات في البلاد لفترة شهر بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات التي كان من المقرر ان تصدر أمس وتأجل اعلانها حتى الثامن من الشهر المقبل, وذلك بعدما شككت المعارضة بنزاهتها في بعض الدوائر وطالبت بإعادة عملية الاقتراع فيها. وتقول الشرطة ان الطلاب خرقوا قرار حظر التظاهر الذي يهدف الى منع استغلال المتظاهرين وتنفيذ اعمال تخريبية في البلاد. وزاد من حدة التوتر أمس, تنفيذ سائقي سيارات الاجرة اضراباً عن العمل احتجاجا ايضاً على النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية. وتسبب الاضراب بإغلاق المحلات التجارية.

وقالت الشرطة في أديس أبابا انها اعتقلت ستة أشخاص أمس بتهمة توزيع منشورات بعرباتهم بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة. وأوضحت «أن اعتقال المتهمين تم بالتعاون مع الشعب». وناشدت الشرطة المواطنين «الاستمرار في التعاون لكشف النشاطات التخريبية».

إلى ذلك، أصدرت وزارة الإعلام الإثيوبية مساء أمس قراراً بسحب اعتماد خمسة صحافيين اثيوبيين يعملون لمؤسسات اعلامية اجنبية ومنعتهم من ممارسة عملهم, وهم مراسلو الإذاعة الاميركية «صوت اميركا» والاذاعة الألمانية «دويتشه فيلي» والتي تبث برامجها باللغة المحلية. واتهمتهم بتسريب معلومات غير صحيحة عن الانتخابات البرلمانية الإثيوبية. وقالت إنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد المراسلين في حال استمرارهم في العمل بعد سحب اعتمادهم.