بري يتمنى على بويز ومعوض إخراجه من «مماحكاتهما الانتخابية»

حزب «الكتائب» نوّه بتبني «حزب الله» شعار «لبنان الـ 10452كلم2».. ومرشحون يشكون للبطريرك صفير ظاهرة «المرجعيات الدولارية»

TT

كثّف المرشحون المتنافسون في دوائر محافظتي جبل لبنان والبقاع اللتين ستجري فيهما المرحلة الثالثة من الانتخابات بعد غد الاحد تحركاتهما واتصالاتهما، فيما توالى الاعلان عن منسحبين من المعركة الانتخابية في هذه الدائرة او تلك، مع تسجيل انتقادات لدى فريق من المرشحين خصوصاً في البقاع من استعمال المال الانتخابي. ولفت امس ما اورده النائب فارس بويز من اتهامات موجهة الى اعضاء في «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض وقوله ان فريقاً من المتضررين في «القرنة» ذهبوا الى ابواب السفارات مهولين بامكانية مجيء رئيس جمهورية قريب من سورية اذا ذهب الرئيس اميل لحود وطالبوا باجراء الانتخابات فوراً.

وشهدت بكركي (مقر البطريركية المارونية) حركة زيارات لمرشحين ومنسحبين من الانتخابات، جاء بعضهم يشكو الى البطريرك نصر الله صفير من ظاهرة المال الانتخابي المستخدم في المعركة الانتخابية. وهذا ما عبّر عنه صراحة النائب خليل الهراوي الذي قال انه ناقش الوضع الانتخابي في البقاع مع البطريرك صفير ووضعه «في اجواء ظاهرة المال الانتخابي الضاغط لدى الناخب البقاعي»، آملاً ان يكون هذا الناخب «متحرراً من هذا الكابوس»، وداعياً اياه الى «تحكيم ضميره والاقتراع بديمقراطية وحرية لثبات المواقف والحضور، خصوصاً ان هنالك الكثير من الشعارات التي تطرح كمشروع انتخابي الا انها فارغة من اي مضمون».

من جهته، قال النائب قيصر معوض (الحليف السابق للنائب سليمان فرنجية) انه وضع البطريرك صفير «في الاجواء التي ترافق الانتخابات النيابية في الدائرة الثانية في الشمال، وخصوصاً في منطقة زغرتا مع ما يرافق هذه الحملة من تشنجات ومحاولات لتحريك الغرائز العشائرية والمناطقية».

وعما اذا كان سيخوض المعركة ضمن لائحة او منفرداً قال معوض: «الجميع يعلم ان الاجواء التي رافقت صفقة تمرير قانون الانتخاب والتدخلات التي تحصل من خارج الشمال لفرض اسماء معينة وتأليف اللوائح جعلت الكثير من القوى السياسية تخرج من التنافس. وكرت السبحة بالامس بعد عزوف النائب جان عبيد عن خوض المعركة والتنافس الانتخابي وتبعه النائبان صالح الخير وسايد عقل». واكد معوض على رغم هذا الجو استمراره في الترشح.

واستقبل البطريرك صفير النائب السابق اميل نوفل الذي قال: «في المرة السابقة وضعنا ترشحنا في تصرف غبطته. واليوم قلنا للبطريرك ان ترشحنا ما زال في تصرفك، فاما ان نستمر في المعركة او ننسحب، فكان الجواب ان غبطته على مسافة واحدة من الجميع. ولذلك انا مستمر في المعركة منفرداً، لا سيما ان عنصر المال دخل المعركة فضلاً عن الوساطات. وهذا ما نعتبره بعيداً كل البعد عنا. وسأخوض المعركة منفرداً لان الشعب هو في النهاية الذي يقرر وليست اللائحة القوية هي التي تقرر».

بدوره وضع النائب جورج قصارجي البطريرك في الاجواء الانتخابية لمنطقة زحلة والبقاع. واشار الى انه «وكما درجت العادة فان المرشحين يتوجهون الى المراجع الدينية والدولارية. ونحن اليوم جئنا لاخذ بركة صاحب الغبطة حتى لا نذهب الاماكن التي فيها دولارات».

ويعقد النائب فارس بويز مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر اليوم في منزله في زوق مكايل (جبل لبنان) لتحديد موقفه من العملية الانتخابية اما الترشح منفرداً واما اعلان تشكيل لائحة وإما العزوف عن خوض الانتخابات. بعدما افترق عنه حليفه النائب فريد الخازن الذي انضم الى لائحة المعارضة. وفي ذلك قال بويز في حديث تلفزيوني امس انه «لم يتفاجأ بتأليف لائحة «وحدة المعارضة» التي اعلنت مساء اول من امس من فندق «الريجنسي بالاس»، الا انه قال انه تفاجأ بعملية التحاق النائب فريد الخازن بها، وهو الذي زاره في منزله في الزوق قبل دقائق على اطلالته من «الريجنسي» مع صور على السيارات وبيانات محضرة سلفاً». وبويز الذي اعطى اسباباً تخفيفية للنائب عباس هاشم (عن المقعد الشيعي) على خلفية موقفه وانضمامه الى لائحة العماد ميشال عون، اعتبر ان عملية تطويقه في كسروان ـ جبيل لها خلفية رئاسية بالدرجة الاولى. وشدد على ان بعض المعارضة مستفيدون من قانون الالفين. ورأى «ان الخيانة حالياً هي سيدة الموقف في الانتخابات» وان «ما حصل هو كسر القرار الكسرواني المستقل عبر ادخال فريد الخازن كملحق بلائحة «ريّاسها وقيادتها» ليست من كسروان». ووجه بويز اتهامات الى اعضاء في «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض وقال «ان فريقاً من المتضررين في «القرنة» ذهبوا الى ابواب السفارات مهولين بامكانية مجيء رئيس جمهورية قريب من سورية اذا ذهب الرئيس اميل لحود وطالبوا باجراء الانتخابات فوراً. من هنا موقف الدول الاجنبية بوجود اجراء الانتخابات في مواعيدها بمعزل عن اي اعتبار آخر سواء كان قانونياً او غير قانوني».

النائب جورج ديب نعمة الذي كان عضواً في كتلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي البرلمانية النائب وليد جنبلاط ونائباً عن الشوف، ناشد، بعدما جرى استبعاده عن خوض دورة الانتخابات الحالية في جبل لبنان، اهالي دير القمر والشوف «اتخاذ المواقف التي ترضي ضمائرهم واقتناعاتهم في الانتخابات». ودعاهم الى «عدم الانخداع بدعاة العيش المشترك».

ووجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداء الى ابناء البقاع الغربي ناشدهم فيه الالتزام بـ «لائحة القرار الوطني» المدعومة من «تيار المستقبل» لافتاً الى ان الالتزام التام بهذه اللائحة «تكريس لتحالفنا السياسي الاستراتيجي مع اخوتنا في الجهاد لـ «حزب الله» ووفاء لشهادة رائد الاعمال في لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتزامنا بتحالفاتنا القديمة ـ الجديدة مع الاخ وليد جنبلاط».

وسئل الرئيس بري عن رأيه في موقف تيار «القوات اللبنانية» الذي عبرت عنه السيدة ستريدا جعجع اول من امس والذي اكدت فيه التزام «القوات» باتفاق الطائف وحق العودة للفلسطينيين، وكذلك حقهم في اقامة دولتهم المستقلة، وان لبنان سكون آخر دولة توقع السلام مع اسرائيل وانها ترى اقامة افضل العلاقات مع سورية وفقاً للطائف، فقال: «انه موقف وطني جامع يصب في مصلحة لبنان. وفيه تأكيد الثوابت والخيارات الوطنية الكبرى» مهنئاً ومشجعاً على «المضي قدماً في هذا الاتجاه لا سيما ان القوات اللبنانية قد ايدت اتفاق الطائف اصلاً».

الى ذلك، اوضح الرئيس بري رداً على على ما قاله النائب فارس بويز في حديث تلفزيوني امس: «انه سبق للزميل فارس بويز ان لمح الى انه في اثناء استقبالي اياه وورود اتصال من الزميلة نايلة معوض انني وضعت المكالمة على «السبيكر». وعلى رغم ان ذلك غير صحيح وليس من عادتي مثل هذه الالاعيب ولم استعمل في حياتي لا «السبيكر» ولا المكبر، آثرت عدم الجواب على رغم هجوم الزميلة معوض علي شخصياً». واضاف: «السبب في عدم الرد آنذاك ان الزميل بويز لم يذكرني بالاسم. اما وقد فعل اليوم (امس) واضاف اني عرضت عليه وثيقة موقعة من عدد من نواب المعارضة مطالبين بقانون الالفين، فانني اذكّره بأن ما ورد لجهة المكالمة غير صحيح ولجهة الوثيقة غير دقيق. فالوثيقة مؤرخة فيالثاني من مايو (ايار) 2005 وتطالب بطرح مشروع قانون الانتخابات المرسل من قبل الحكومة السابقة على اللجان المشتركة، يعني قانون القضاء. غير ان هذه الوثيقة ارسلت الي قبل تسجيلها في قلم المجلس وبالتالي فليست من المستندات السرية والخطيرة، آملاً في اخراجي من هذه المماحكات والنظرة من الجميع الى المستقبل».

هذا واستقبل الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» كريم بقرادوني الذي اوضح ان اللقاء «تناول امرين: اولاً، هذا الشعار الذي طرحه وحمله والذي حمله حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» طويلاً، وهو الـ 10452 كلم2. ونحن نقول رداً على هذا الشعار وهذا الانفتاح وهذه الخطوة الكبيرة تجاهنا: نحن نعتبر انه يجب حماية سلاح المقاومة حتى تحرير الـ 10452 كلم2. وبالتالي الـ 10452 كلم2 وسلاح المقاومة متلازمان وهما قاعدة الوفاق الوطني والاجماع الوطني. الامر الثاني، تكلمنا في موضوع الانتخابات واكدنا لسماحة السيد اننا سندعم في كل دوائر جبل لبنان لوائح «التيار الوطني الحر» بالاضافة الى تأييدنا ودعمنا لمرشح «حزب الله» النائب علي عمار في دائرة عاليه وبعبدا».